22 February 2010 - 14:50
رمز الخبر: 1767
پ
توظیف محرقة الیهود للتطبیع مع الیهود:
رسا / أخبار العالم الإسلامی- شنت بعض الصحف والشخصیات المعارضة فی تونس هجوما على الحکومة التونسیة والسفارة الفرنسیة على خلفیة انعقاد ندوة بالعاصمة التونسیة مطلع فبرایر،عُرِضت خلالها شهادات حول المحرقة التی یقول الیهود إنهم تعرضوا لها على أیدی الجیش النازی،ووصف ذلک العدید من المنتقدین بأنه محاولة لفرض التطبیع مع إسرائیل،بحسب تقریر لإذاعة هولندا العالمیة.
المعارضة التونسیة تندد بانعقاد ندوة تدعم محرقة الیهود.
اتهم الکثیر من المنتقدین الندوة التی نظمها "المعهد الفرنسی للتعاون"،وعقدت بإشراف من السفارة الفرنسیة فی تونس، فی إطار ما یعرف بمشروع "علاء الدین" الذی انطلق فی العام 2009 بالاشتراک بین وزارة الخارجیة الفرنسیة والحکومة التونسیة,باستضافة شخصیات صهیونیة ومحاولة فرض التطبیع مع إسرائیل تحت غطاء حوار الثقافات والتسامح"،بحسب تقریر الهولندیة. وهذا یعد اعتداء واستفزازا لمشاعر التونسیین.

وقال الإعلامی التونسی نور الدین مبارکی، وهو محرر بجریدة الوطن ، لسان حال حزب الاتحاد الدیمقراطی الوحدوی ذی التوجهات القومیة :"إن مشروع علاء الدین هو مبادرة متکاملة للتطبیع وجاء متناغما مع محاولات إسرائیل اختراق النخب العربیة والإسلامی".

وقال لإذاعة هولندا العالمیة: "ما تعرض له الیهود – الهولوکوست- لا یمکن إنکاره، لکن أن تتحول المحرقة التی لا دخل للعرب والمسلمین فیها إلى شماعة یستغلها الکیان الصهیونی فذلک مرفوض".

وکانت العاصمة التونسیة قد استضافت فی الثانی من فبرایر لقاءا أدبیا وفکریا، بحسب وسائل الإعلام التونسیة، تم خلاله عرض شهادات وذکریات حول الهولوکوست، أو ما یعرف بالمحرقة التی یقول الیهود أنهم تعرضوا لها فی الحرب العالمیة الثانیة فی أوروبا على أیدی النظام الألمانی النازی.

وذکر الإعلام التونسی فی حینه أن اللقاء الذی جرى فیما یعرف بـ"المکتبة المعلوماتیة" فی العاصمة تونس "یأتی فی إطار برنامج علاء الدین الذی یحمل دلالات رمزیة تعبر عن التنویر والمعرفة وإقامة جسور بین مختلف الثقافات والحضارات".

وقال محمد حسین فنطر، المشرف على مؤسسة "کرسی بن علی لحوار الحضارات والأدیان" والذی حضر اللقاء المثیر للجدل:"إنه لا مناص بالنسبة للتونسیین من مساندة هذا البرنامج باعتبار انتمائنا إلى فضاء مفتوح، نحن مستعدون لإقامة صلات مع کل الشعوب على اختلاف قومیاتها ودیاناتها ولغاتها".

وکرسی بن علی لحوار الحضارات هو مشروع أطلقه الرئیس التونسی زین العابدین بن علی فی العام 2002، ویهدف إلى: "تعزیز التقارب بین الشعوب والانفتاح على الآخر واعتماد الحوار والتفاهم أساسا للتعایش"، بحسب بیان تأسیسه.

وکان أکثر من أثار انتقادات معارضی التطبیع فی تونس من ضیوف الندوة هو المؤرخ والمحامی الفرنسی من أصول رومانیة سارج کلارسفیلد، حیث وصفته أوساط تونسیة معارضة بأنه :"من الشخصیات المعروف بأن لها علاقات عضویة مع إسرائیل".

وشنت صحیفة الموقف التونسیة الأسبوعیة المعارضة هجوما حادا على کلارسفیلد فی افتتاحیة عددها الصادر بتاریخ 5 فبرایر الجاری، قالت فیها: "السید کلارسفیلد معروف بتتبعه للنازیین الألمان وعملائهم فی فرنسا، وهو معروف بعلاقته العضویة مع إسرائیل، إذ أسس جمعیة (یتامى یهود فرنسا المبعدین إلى ألمانیا) التی بنت معلما تذکریا فی إسرائیل".

وقالت الصحیفة :"إن کلارسفیلد یستغل المحرقة للتسویق للصهیونیة، وإن استضافته فی تونس استفزازا لمشاعر التونسیین".

وتأسس مشروع علاء الدین الذی جاءت فی إطاره الندوة فی العام 2009 تحت إشراف منظمة الیونسکو، وبمبادرة من الرئیس الفرنسی السابق جاک شیراک، بهدف إقامة جسور بین مختلف الثقافات والحضارات والتعریف بتاریخ معاناة الیهود فی المحرقة النازیة، بحسب وثیقته التأسیسیة.

وانطلق العمل به رسمیا یوم 27 مارس 2009 فی مقر الیونسکو بالعاصمة الفرنسیة باریس بحضور شیراک والمستشار الألمانی السابق جیرهارد شرودر والرئیس السنغالی عبد الله واد، ویضم مجلس رعایة المشروع شخصیات عربیة من بینها الأمیرة هیا آل خلیفة من البحرین، والأمیر حسن طلال رئیس منتدى الفکر العربی فی الأردن.

وشهدت بعض المدن العربیة والإسلامیة منذ إطلاق البرنامج ندوات وأمسیات ثقافیة خصصت لمحاربة الأفکار التی تنکر وجود الهولوکوست، إلا أنه لاقى انتقادات من مثقفین ونشطاء عرب ومسلمین، رأوا لهذه المبادرة أهدافا أخرى لتشجیع التطبیع مع إسرائیل، باعتبار ترکیزها على المنطقة العربیة والإسلامیة.

ولا تقیم الحکومة التونسیة حالیا علاقات دبلوماسیة مع إسرائیل، إلا أن تقاریر إعلامیة تتحدث عن تعاون تجاری کبیر بین البلدین، وهذه التقاریر لا تشیر إلى أرقام محددة.

کما تصاعدت الانتقادات داخل تونس ضد الحکومة فی السنوات الأخیرة على خلفیة زیارات قامت بها وفود طبیة وأکادیمیة إسرائیلیة إلى تونس، وکان آخرها مشارکة وفد إسرائیلی فی مؤتمر الجغرافیین العرب الذی عقد فی العاصمة التونسیة فی 2008.

ویعتبر الاحتفال السنوی الشهیر الذی یقیمه آلاف الیهود فی کنیس الغریبة الیهودی بجزیرة جربة، من أکثر المناسبات التی یثار فیها جدل التطبیع فی تونس، مع وجود إسرائیلیین ضمن الیهود الذین یشارکون فی الاحتفال، وبحسب إحصائیة أوردتها الهولندیة، فإن احتفالات العام الماضی شهدت توافد قرابة أربعة آلاف یهودی على تونس، من بینهم أکثر من ستمائة إسرائیلی.

وتکثفت فی السنوات الأخیرة زیارات الیهود الإسرائیلیین إلى تونس، وتوسعت لتشمل إلى جانب «جربة» مدنا أخرى على غرار مدینة «نابل» بالشمال الشرقی، و «قابس» بالجنوب الشرقی.
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.