07 August 2009 - 13:35
رمز الخبر: 181
پ
أستاذ مركز المهدویة التخصصی:
وكالة رسا للأنباء ـ صرح أستاذ مركز المهدویة التخصصی قائلاً: لو أردنا أن نجد الطریق لنور أهل البیت (ع) فعلینا محاربة قبائح أنفسنا وكسر غرورها.
للنصف من شعبان علاقة وثیقة بمعرفة الإمام (ع)

فی حواره مع مراسل وكالة رسا للأنباء: بیّن أستاذ مركز المهدویة التخصصی، سماحة حجة الإسلام والمسلمین اسدالله مصطفوی، أهمیة إحیاء لیلة النصف من شعبان وقال: إنّ إطاعة الإمام المعصوم هو شرط للوصول إلى الفرح والاحتفال الحقیقی.

إن ما سنقدمه لقراء رسا الأعزاء هنا هو حصیلة هذا الحوار الودی.

رسا ـ ما هی أهمیة شهر شعبان من بین الشهور القمریة الأخرى؟

سأبدأ حدیثی بإحدى الروایات الشریفة عن أهل البیت (ع)، فقد قال الإمام أبو عبد الله علیه السلام سمعت أبی قال: كان أبی زین العابدین علیه السلام إذا هل شعبان جمع أصحابه فقال: معاشر أصحابی أتدرون أی شهر هذا؟ هذا شهر شعبان وكان رسول الله صلى الله علیه وآله یقول: شعبان شهری ألا فصوموا، فیه محبة لنبیكم وتقرباً إلى ربكم فو الذی نفس علی بن الحسین بیده لسمعت أبى الحسین بن علی یقول: سمعت أمیر المؤمنین علیه السلام یقول: من صام شعبان محبة نبی الله علیه السلام وتقرباً إلى الله عز وجل أحبه الله عز وجل وقربّه من كرامته یوم القیامة وأوجب له الجنة.

فأحیاناً یكون الإنسان محباً لله، وأحیاناً یكون محبوباً له، ونحن نرى على ضوء هذا الحدیث الشریف أنّ الصوم فی شهر شعبان یوصل العبد إلى مقام یصبح فیه محبوباً لله، وهو مقام رفیع، یحصل الإنسان من خلاله على القرب من كرامة الله تعالى.

إنّ المسألة التی تتعلق بشعبان هی أن هذا الشهر هو مقدمة للدخول إلى شهر رمضان، وإذا أردنا أن ننال الفیض الإلهی فی شهر رمضان، علینا أن نمر بشهر رجب وشعبان دون أن نغفل عن بركاتهما المعنویة؛ لأننا إذا لم نعد أنفسنا فی هذه الأشهر سوف لا نتمكن من الحصول على حلاوة شهر رمضان ولذته.

ولابد أن نستثمر مسألة الاستغفار والتوبة والصلوات على النبی وآله والمسائل الأخرى التی ورد التأكید علیها، فی هذه الفرصة بشكل جید، فقد ورد عن أمیر المؤمنین (ع): (الفرصة تمر مر السحاب)، بناء على ذلك یمكن لنا فیما بقی من شهر شعبان المعظم استغلال الفرصة بشكل جید؛ من خلال القیام بالأعمال المعنویة والعبادات الواردة فیها كقراءة المناجات الشعبانیة وأمثال ذلك.

رسا ـ كیف یمكنك أن تصف لنا النصف من شعبان على أساس ما جاء فی الروایات؟

إنّ لیلة النصف من شعبان هی اللیلة التی تفتح فیها أبواب الرحمة، كما تقبل بها التوبة، وتشتمل على رضا الله وعفوه، ومع كوننا نعرف مقام أمیر المؤمنین (ع) بین أصحاب رسول الله (ص)، إلا أننا نقرأ فی زیارة أمیر المؤمنین المطلقة مقطعاً یبین فضل ومنزلة الإمام علی (ع) بشكل آخر، فقد جاء فیها: « ‌و تاجاً لرأسه»؛ إنّ الملك عندما ینصّب للملوكیة یوضع على رأسه تاجاً، ولقد وصف أمیر المؤمنین (ع) فی الزیارة بالتاج الذی یوضع على رأس رسول الله (ص)، كما جاء فیها أیضاً: «معجز لرسالته»، فإنّ هذا هو وصف لمكانة أمیر المؤمنین (ع) ومنزلته.

كما جاءت روایة قیّمة فی فضیلة لیلة النصف من شعبان، یشیر من خلالها الرسول (ص) إلى كون منزلة علی (ع) بین آل محمد كفضل أیام ولیالی شعبان على سائر الشهور.

رسا ـ هل ترشدنا هذه المسألة إلى معرفة الإمام؟

نعم، فإذا كانت لیلة القدر لیلة نزول القرآن، فإنّ لیلة النصف من شعبان هی لیلة تجلی الإمامة، ولقد أشیر فی تفسیر سور الشمس المباركة فی كتاب تأویل الآیات إلى هذه المسألة وهی: إنّ «الشمس» تمثل الوجود المبارك لرسول الله و«القمر» یمثل أمیر المؤمنین (ع)، وقوله تعالى: «والنهار إذا جلاها» إشارة إلى الإمام المهدی (عج)، والشیء اللطیف هو أننا لا نتمكن من معرفة رسول الله (ص) معرفة كاملة إلا عند ظهور الإمام المهدی (عج)؛ لأنّ النهار یتجلى عند ارتفاع الشمس، وذلك عندما تستقر الشمس فی قلب السماء، حیث یتمكن الجمیع من الاستفادة منها الاستفادة الكاملة؛ لذا فإننا لا ندرك تجلی الشمس الذی تمثّل رسول الله (ص) إلا بظهور الإمام الحجة (عج)

إذاً توجد هناك علاقة وثیقة بین لیلة النصف من شعبان وإمامة وولایة أمیر المؤمنین (ع).

علاوة على ذلك فإنّ رسول الله (ص) یقول: من أحیا لیلة العید ولیلة النصف من شعبان لم یمت قلبه یوم تموت القلوب؛ وهذا كلام الرسول الذی یصفه القرآن الكریم بأنّه «ما ینطق عن الهوی». 

إنّ الأئمة الأطهار (ع) یریدون من خلال الروایات حثنا على إحیاء لیلة النصف من شعبان؛ لذا فإنّهم یرشدونا بأداء أبسط الأعمال، كتوصیة الإمام الباقر علیه السلام بتسبیح فاطمة الزهراء (ع) فی لیلة النصف من شعبان.

ولقد ذكر المیرزا جوادآقا ملکی تبریزی فی كتاب المراقبات إنّ أعمال لیلة النصف من شعبان لم تناهزها أعمال أی لیلة أخرى، وهذه المسألة تبین أهمیة وفضیلة هذه اللیلة.

رسا ـ هل یمكن لنا القول إنّ الفرق بین لیلة القدر ولیلة النصف من شعبان هو أنّ الإنسان فی لیلة القدر یشكر الله على نزول كتاب الله؛ أما فی لیلة النصف من شعبان یزداد فی قلبه دافع الانتظار والظهور.

إنّ هذه الالتفاتة جیدة؛ لكن من جهة أخرى یجب القول أنّ الإنسان فی لیلة القدر یشكر الله على نزول الوحی والتمسك بكتاب الله، أما فی لیلة النصف من شعبان یشكر الله على وجود ولی الله الأعظم (عج)، إذاً ینبغی لنا أن نشكر الله على الوجود المقدس لصاحب العصر (عج)، فضلاً عن العمل بمعانی الانتظار من أجل تعجیل فرجه وظهوره؛ بناء على ذلك فإنّ فكرة حضور الإمام وظهوره یكون لها معنیان هنا.

رسا ـ لعلنا نستطیع أن نقول إنّ إحیاء لیلة النصف من شعبان تتكون من الاحتفال والدعاء والاستغفار.

لدینا روایة عن الریان بن شبیب، أنّه تشرف بلقاء الإمام الرضا (ع) فقال له الإمام (ع): أصائم أنت؟ ... إلى أن قال له (ع): یا بن شبیب، إن سرك أن تكون معنا فی الدرجات العلى من الجنان، فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا.

إنّ إتباع الإمام هو السرور بعینه، فنحن نقرأ فی أدعیة أیام شهر رمضان المباركة إثنان أو ثلاثة من هذه الأدعیة، وكذلك دعاء «‌اللهم اجعل لی مع الرسول سبیلاً»، إلا أننا ـ وللأسف ـ غافلون عنها، فإنّ هذا الدعاء یدل على أننا یجب أن نطلب من الله التمكن من إتباع الرسول (ص)، فإنّ الطریق الصحیح هو السیر على منهج رسول الله (ص) وأهل بیته الطاهرین (ع)؛ لأنّ مع ذلك تبرز الصبغة الحقیقیة لأفراحنا وأحزاننا.

إنّ إحیاء لیلة النصف من شعبان هو تعبیر عن وجودنا، والتصریح بتبعیتنا وإطاعتنا لأولیاء الله، فلو أردنا أن نفرح یجب أن تكون رؤیتنا قائمة على العمل من أجل لقاء أهل البیت (ع) فی الدرجات العلى، وإذا أدى فرحنا إلى المعصیة ـ والعیاذ بالله ـ فإنّ ذلك یعنی أساس مخالفة الأمام (ع).

لقد كان آیة الله بهجت یكرر دائماً القول: إنّ تكلیفنا هو أداء الواجبات وترك المحرمات؛ لذا فإنّ الإنسان الملوث بالذنوب لا یتمكن من التقرب من الإمام أو إتباعه.

لذا لو أردنا أن نظهر الفرح فی مراسم أهل البیت (ع)، فعلینا أن نقترب من سیرة وسنة إمامنا (ع)، لنتمكن من الفوز بلطف الله تعالى لا غضبه.

رسا ـ كیف یمكن ترویج الأسلوب الصحیح لفرح الشباب؟

إنّ إبراز الفرح له آداب ورسوم، وبدون رعایة آداب أعیاد أهل البیت (ع) لا یمكن التقرب منهم ولا الوصول إلى الإمام (ع)؛ لأنّ ما یقرب الإنسان من نور الله هو تجنب المحرمات والابتعاد عنها، فقد جاء فی زیارة یوم الجمعة: «السلام علیک یا نور الله الذی یهتدی به المهتدون»، فلو أردنا أن نجد الطریق لهذا النور فعلینا محاربة غرور أنفسنا ومساؤها.

رسا ـ كیف بدأت مراسم إحیاء لیلة النصف من شعبان فی قم؟

لقد بدأت مراسم إحیاء لیلة النصف من شعبان فی قم قبل ستة أعوام على ضوء تأكیدات ودعم سماحة آیة الله التبریزی (رض)، وسماحة آیة الله وحید الخراسانی، ونأمل أن تنتشر هذه المراسم فی جمیع أنحاء البلد.

رسا ـ هل أنجزتم شیء على مستوى البلد من أجل ترویج إحیاء لیلة النصف من شعبان؟

أتمنى أن تنتشر هذه الثقافة فی البلد بشكل منظم؛ من خلال رعایة واهتمام وتوجیه المراجع العظام، طبعاً فی القریب العاجل سنعمل جاهدین؛ من أجل البدء بإحیاء النصف من شعبان بصورة عامة فی كافة أنحاء البلد بدایة من العام المقبل.

رسا ـ شكراً جزیلاً على ما أعطیتموه من وقتكم لوكالة أنباء رسا؛ من أجل إجراء هذا اللقاء.

 

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.