08 August 2009 - 07:01
رمز الخبر: 182
پ
وكالة رسا للأنباء ـ بجهود مؤسسة الثورة المعلوماتیة، أقیمت ندوة علمیة بعنوان الفقه وترشید الاستهلاك؛ ضمن سلسلة الندوات التی تبحث مسألة ترشید الاستهلاك.
إقامة ندوة علمیة بعنوان: الفقه وترشید الاستهلاك

 

أفاد تقریر مراسل وكالة رسا للأخبار أنّ ندوة علمیة بعنوان الفقه وترشید الاستهلاك، تابعة لسلسلة الندوات التی تبحث مسألة ترشید الاستهلاك، أقیمت بجهود مؤسسة الثورة المعلوماتیة یوم 26 رجب فی مركز العلوم والثقافة الإسلامیة للبحوث.

وقد أشار سماحة حجة الإسلام والمسلمین مهدی فیروزی؛ المدیر العلمی للندوة، إلى ضرورة الاهتمام العلمی والتحقیقی فی مجال ترشید الاستهلاك، وأبدى قائلاً: بالنظر لتغلغل الفقه فی جمیع زوایا حیاة البشر، بات من الضروری دراسة ترشید الاستهلاك والبحث فیه من هذه الزاویة أیضاً.

واستطرد قائلاً: إنّ هذه الندوة تبحث مسألة ترشید الاستهلاك من وجهة نظر فقهیة، وتدرس الزوایا المختلفة لها.

وبعد ذلك طلب من المتخصصین المشاركین فی الندوة أن یبدوا آراءهم فی باب الفقه وترشید الاستهلاك، ضمن طرحهم للأسئلة فی هذا الباب.

إنّ ترشید الاستهلاك یمكن دراسته من خلال ثلاث مراحل وهی: الموارد، والإنتاج، والاستهلاك.

ولقد أبدى سماحة حجة الإسلام رضائی، أستاذ الحوزة والجامعة استنتاجاته من كلمة ولی أمر المسلمین فی مجال ترشید الاستهلاك، وأضاف قائلاً: إنّ ترشید الاستهلاك لا یختص بالاستهلاك والإسراف العام الذی یتبادر للأذهان، بل إنّ مراد ولی أمر المسلمین من بیان هذه المسألة أكبر من ذلك بكثیر.

كما عدد آلیات ترشید الاستهلاك لجمیع المراحل الثلاثة وهی: الاستثمار الأولی للموارد الطبیعیة، والإنتاج، والاستهلاك، وأضاف قائلاً: إنّ ترشید الاستهلاك یجری فی جمیع هذه المراحل الثلاثة، بناء على ذلك فإنّ ترشید الاستهلاك لابد أن یبدأ من الجذور، ویتابع إلى مرحلته الأخیرة وهی الاستهلاك.

وبعد أن طرح سماحة حجة الإسلام والمسلمین السؤال الآتی: هل یمكن أن یكون للفقه منهجاً فی جمیع هذه المراحل، أجاب قائلاً: إنّ الفقه یبدأ من ملكیة الموارد؛ أی أننا على أساس التعالیم الفقهیة نعتبر جمیع الموارد هی ملك لله سبحانه، ثم للرسول (ص)، ثمّ للإمام والحكومة الإسلامیة، بناء على ذلك فإنّ أول مسألة فی الفقه، تتعلق باستثمار الموارد هی مسألة (الأذن)، فبدون إذن الإمام والحكومة الإسلامیة لا یتمكن الشخص الانتفاع بالموارد الطبیعیة التی تقع تحت ملكیة الإمام.

واستطرد قائلاً: عندما یؤذن للشخص أن ینتفع بهذه الموارد، فإنّ الشرط الأول للانتفاع من قبله بهذه الموارد هی المصلحة؛ بمعنى أنّه یجب أن ینتفع بالموارد على أساس المصالح العامة ومصلحة الجیل الحاضر والأجیال القادمة، بناء على ذلك إنّ ترشید الاستهلاك یتضمن فی باطنه مصلحة خفیة.

وأكد سماحة حجة الإسلام والمسلمین رضائی قائلاً: إنّ الإنسان بحد ذاته من الموارد المهمة؛ لذا یجب الاستفادة من قدرات وجهود القوى الإنسانیة فی المجتمع بصورة جیدة، ولا شك لو أردنا الاستفادة من المورد العظیم المتمثل بالإنسان بصورة جیدة ومناسبة، لابد أن نجعله یحصل على تعلیم جید، ویستغل أوقاته فی فترة الطفولة والشباب بصورة أمثل، علماً إنّ ترشید الاستهلاك أصبح یؤخذ بعین الاعتبار فی جمیع موارد الفقه.

وخلال هذه الندوة صرح الباحث فی الحوزة العلمیة، سماحة حجة الإسلام والمسلمین رضا اسلامی قائلاً: إنّ ما یفهمه العموم من ترشید الاستهلاك عندما یواجهون هذا المصطلح، هو آخر مرحلة من مراحل هذه العملیة، مع أن ترشید الاستهلاك لا یتعلق فقط بالاستهلاك ومرحلة الاستفادة من الموارد، بل إنّه یشمل جمیع المراحل التی تسبق ذلك.

وأضاف قائلاً: إنّ هذه البحوث هی عامة یجب أن تدرس فی الحوزة، إلا أننا نبحث هذه المسألة من زاویة فقهیة.

واستطرد سماحة حجة الإسلام والمسلمین رضا اسلامی قائلاً: إنّ مبحث الاستهلاك وترشیده جاء فی الكتب والفصول الفقهیة المتعارفة بصورة متناثرة، بحیث یمكن أن نجده فی أبواب متعددة من الفقه، كباب الأطعمة والأشربة والنفقة والخمس والزكاة والألبسة والتزیین والحجر وفقه الحكومة والأبواب الأخرى من الفقه.

وأضاف قائلاً: بناءاً على ذلك، لا یمكن إعطاء عنوان واضح فی الفقه یتعلق بترشید الاستهلاك، ولكن یمكن إحالته على الأدلة أو مجموعة الروایات والأحادیث، وفی هذه الحالة یمكن الحصول على نتائج أفضل.

ویقسم سماحته الأدلة الفقهیة التی تغطی بحث ترشید الاستهلاك إلى قسمین رئیسیین؛ فردی واجتماعی.

ثمّ یعتبر أن الأدلة الفردیة تتضمن: حرمة الإسراف، وحرمة التبذیر، ولزوم رعایة الاقتصاد (الحالة الوسطیة) وتقدیر المعیشة، واستحباب الإنفاق، والكرم والسخاء، وكراهة البخل، وأدلة استحباب التزیین، واستعمال الطیب، والألبسة الجیدة والتجمل فی الحیاة والتعرف على مكانة ذلك من الإسراف، وأدلة استحباب الرفاهیة له وللآخرین، واستحباب القناعة والكفاف، واستحباب السعی فی خدمة الناس، والإحسان، والوقف، وأدلة استحباب الزهد والاكتفاء بالحد الأدنى فی الحیاة، وحرمة إذلال النفس، وكراهة الفقر، واستحباب رفع الموانع التی تؤدی إلى الفقر، واستحباب الإنتاج، والنهی عن البطالة والكسل فی الحیاة.

كما اعتبر الحفاظ على الصحة، والبیئة، ولزوم حفظ الاستقلال الثقافی وعدم التشبه بالكفار، ولزوم حفظ الأمن الاجتماعی، ولزوم حفظ الاستقلال الاقتصادی من جملة أدلة القسم الاجتماعی.

وأكد سماحة حجة الإسلام والمسلمین اسلامی قائلاً: من بین هذه المجموعة من الأدلة والأدلة الأخرى، یأتی ترشید الإصلاح، الذی یمكن أن یكون من المسائل البناءة جداً.

وأضاف قائلاً: من خلال جمع نصوص الأدلة السابقة یمكن القول إنّ الإنسان فی الفقه الفردی لابد أن یكون فی حیاته الفردیة خفیف المؤنة وكثیر المعونة، وبالطبع أنّ الإسراف هو أمر نسبی ولا یمكن تحدیده بمقدار معین.

وصرح أستاذ الحوزة قائلاً: فی القسم الاجتماعی یكون الحاكم الإسلامی مكلفاً بتأمین الحیاة المادیة للناس، وأن تكون سیاسته قائمة على أساس مصالحهم الحیاتیة.

وفی بدایة هذه الندوة قام عبدالمجید مبلغی، مدیر مؤسسة الثورة المعلوماتیة بتقدیم تقریر عن سلسلة ندوات الدراسة العلمیة لترشید الاستهلاك، وقال: لقد أقیم لحد الآن فی هذا المجال ثلاثة ندوات، وكان من المقرر أن تقام ـ أیضاً ـ ندوتان علمیتان أخرى، كما أعلن عن عناوین الندوات السابقة وهی: الاقتصاد الإسلامی وترشید الاستهلاك، والقرآن وترشید الاستهلاك، والفقه وترشید الاستهلاك.

كما أعلن مبلغی عن عناوین الندوتین الأخریین اللتین تقامان فی المستقبل وهما: الأخلاق وترشید الاستهلاك، والثقافة وترشید الاستهلاك.

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.