27 February 2010 - 14:58
رمز الخبر: 1823
پ
آیة الله قاسم:
رسا/ منبر الجمعة- تمحورت خطبة آیة الله الشیخ عیسى أحمد قاسم بجامع الإمام الصادق(ع) بالدراز حول الضجة الحکومیة المفتعلة حول بیان "جمعیة الوفاق الوطنی الإسلامیة" الصادر عن مؤتمرها العام الأخیر قبل أسبوع.
 ضجة بیان«الوفاق» مفتعلة وتستهدف المطالبة الشعبیة بالإصلاح
فی معرض تعلیقه عن الضجة التی أعقبت مؤتمر "الوفاق" الأخیر، قال سماحته:"قرأت بیان الوفاق فی مؤتمرها الأخیر قراءة عادیة فما لفت نظری فیه شیء وما کان فیه جدید مثیر، وإن تضمن نقاطا مهمة، أعقبته ضجة إعلامیة واسعة مضادة ترمیه باختراق المیثاق والدستور والتعدی على الأشخاص والعوائل، وخلطت ذلک بکلام عن ولایة الفقیه محذّرة ومتوعِّدة ومشرِّقة ومغرِّبة".
وقال قاسم أن شراسة الحملة، والتضلیل الإعلامی "جعلنی ذلک أعید القراءة ممعنا لأجد الجدید المثیر فی البیان، فلم أجد له عینا ولا أثرا، وجدته ـ کما هو ـ یتناول التعددیة السیاسیة، والدستور التوافقی ونبذ التمییز والتوزیع العادل للثروة والخدمات الإسکانیة والصحیة والتعلیمیة التی تلیق بمواطن"، مستطردا " واعتبر البیان أن هذا هو الأفق الذی تسعى له الجمعیة" واصفا المسار فی ذلک بأنه طویل "ولکن عزم الجمعیة هو المضی على الطریق بالاشتراک مع کل القوى الأخرى المؤمنة بهذه المطالب".
وفی دفاعه عن بیان "الوفاق" اعتبر الشیخ قاسم أن "مرجع البیان فی کل ذلک مقررات المیثاق الوطنی وکون الشعب مصدر کل السلطات والتوجه المعلن للدیمقراطیة العریقة والوعود المؤکدة والتفسیرات الرسمیة المذاعة قبیل التصویت على المیثاق".
وبمنطق سجالی عقلانی أحال سماحته أصحاب الضجة على نفس البیان"من أراد أن یرجع إلى بیان الوفاق فلیرجع، فإنه یستحیل علیه أن یجد فیه کلمة نابیة هابطة أو جرما وتعدیا على شخص أو عائلة، ولو حدث للأمین العام للوفاق أن ذکر کلمة نابیة أو شاتمه لما کان یرضى منه بذلک وهو أبعد من هذا الأمر"، لکن لم یفته أن یؤکد على أن "المطالب المذکورة؛-أی تلک الواردة فی البیان- فهی مطالب متکررة لمرات على لسان المعارضة والقوى المختلفة ولیس من "وفاق" أو غیرها ولیس فی أمرها من جدید".
وسعى سماحته أن یبرز معطى الافتعال فی الضجة، فقال:" حین تکون ضجة واسعة وهجمة شرسة من طرف على طرف من غیر أن یکون لها موضوع فی الخارج یبررها یصح وصف هذه الضجة بالمفتعلة. لماذا هی مفتعلة؟ لأنک تبحث عن موضوع حقیقی لها فلا تجد. والضجة هنا فوق العادة، فقد شهدت استنفارا عاما من قبل الدولة شمل مختلف المؤسسات والرموز الکبیرة وکل الأنصار".
وعن أسباب الضجة المفتعلة، والأهداف الحقیقیّة والخفیة فیها، اعتبر الشیخ قاسم أنه "وعلى رغم الدهشة والحیرة وصعوبة التفسیر للمفاجأة یقوم أکثر من احتمال، لا أتناول کل الاحتمالات ولکن أسأل: هل ترید هذه الهجمة أن تلجم الکلمة السیاسیة العلمیة المتزنة وتکمم الأفواه وتسد باب المطالبة الشعبیة بالإصلاح حتى عبر الوسائل السلمیة الهادئة؟ أصبح ذلک صعبا جدا وممتنعا لأکثر من لحاظ، ومن ذلک تقدم کل الشعوب على هذا الخط وهذا الشعب من أبرزها".
ونبّه قاسم الحکومة والتی رأى أنّ علیها "ألا تستثار لحد فقد الأعصاب ـ کما فی الحالة الراهنة ـ للغة التی تتحدث عن الحقوق التی یقررها المیثاق الذی قدمته بنفسها للتصویت والدیمقراطیة التی أعلنتها والملکیة الدستوریة التی ارتضتها وأن لا تضیق ذرعا بمیثاق صاغته بیدها ودعت الشعب ورغّبته فی التصویت علیه". مسوغا مطالب المعارضة القانونیة بقوله "إنّ اکبر انضباط یُطلب من المعارضة هو أن تکون مطالبتها بالحقوق قانونیة وتستند إلى المواثیق والعهود المتوافق علیها بلا سبٍ وشتمٍ وتهریج، والخطاب الذی استفز الحکومة لم یخرج عن هذا السیاق، فلِمَ کل هذه الضجة الکبرى المفتعلة؟ إن هذا لیسیء الظن".
وانتقد الشیخ قاسم الحکومة التی ناقضت نفسها حین تطالب الشارع الذی یشعر بالمظلومیة من تمییز وتجنیس وغیرهما بالانضباط فیما هی تخسر أعصابها فی عددٍ من المرات بلا شیء وبلا سبب معقول، مبینا أن"على الحکومة وهی فی موقعها المسؤول أن تعطی درسا عملیا واضحا ومؤثرا للآخرین فی التریث وعدم الانفعال الذی یجر للأخطاء الکبیرة والمزالق المتکررة، وألا تسعى لاختلاق المشکلات والأزمات فی وسط الأجواء المختنقة والمشبعة بالمثیرات والمتفجرات. وهو الشیء الذی ینبغی أن یأخذ به الجمیع".
وانتقد سماحته التسخیر الإعلامی الموجّه الذی یحرک لصناعة رأی عام تجاه أیة قضیة من القضایا دونما تحسّب للنتائج السلبیة على الشعوب والأوطان وکل مکوناتها، معتبرا أن "الآلة الإعلامیة عند الحکومات مستأجرة، الواقع الإعلامی عند الشعوب غیر مستأجر ومفتوح، وإذا توجه إلى المواجهة فهو أکبر".
وختم قاسم حدیثه أن الأوضاع تحتاج إلى إصلاح جدی سریع، ولا بدیل عن ذلک باستعادة الثقة وراحة الجمیع وخیر الوطن".











ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.