28 February 2010 - 18:36
رمز الخبر: 1841
پ
القطيف تحيي أربعين «رجل السماحة» بالتركيز على دوره الثقافي والفكري<BR>
  
 

أحيى أهالي القطيف ذكرى مرور أربعين يوم على رحيل «رجل السماحة» الشيخ علي المرهون مستذكرين في ذلك جليل مواقفه وخدماته الاجتماعية والثقافية ودوره الفكري والإنساني في المنطقة.

ففي كلمته التي استعرض فيها جملة من الذكريات الشخصية معه ومع والده من خلال الجوار والسفر، تحدث الدكتور حسن علي العباس عن مجموعة من الذكريات والأحداث التي عايشها مع العلامة المرهون ابتدأت من علاقته الفريدة مع والده مروراً بجواره رحمه الله لمنزلهم وسفراته معهم.

وتضمنت الذكريات التي أُفصح عنها للمرة الأولى زيارتهم بمعية العلامة المرهون للقدس الشريف بفلسطين قبل احتلاله بسنوات قليلة ولقاء الشيخ الراحل بالإمام الخميني على عهد الشاه ونقله لتحيات ودعاء أهالي القطيف له.

وشملت الذكريات زيارة عدد من المراجع من بينهم الإمام السيد محسن الحكيم والإمام الشيرازي الراحل في العراق.

وحول فاعلية "رجل السماحة" الشيخ المرهون الثقافية والفكرية أضاء المفكر والكاتب الشيخ عبد الله اليوسف ثلاث سمات فكرية لدى الشيخ المرهون هي التصنيف والتأليف والتي كان نتاجها أكثر من خمسة وعشرون مؤلفاً كانت رائدة في زمانها.

وقال اليوسف: إن لكل فترة متطلباتها وحاجاتها الثقافية والدينية، ولعل الشيخ المرهون من النوادر الذين كتبوا وأرخوا للمعاصرين من خلال كتابه شعراء القطيف بين الماضي والحاضر.

أما السمة الأخرى فقد كانت – وفقاً للشيخ اليوسف- تشجيع الآخرين على التأليف والكتابة من خلال تشجيع كل من يطلب منه الرأي حول فكرة أو مؤلفاً أو كتابة تقريض معين مبيناً أنه في العديد من تقريضاته نجد المزيد من التشجيع والحث على التأليف.

وحول السمة الثالثة أوضح اليوسف أن الراحل كان متبنياً لطباعة العديد من المؤلفات والمشاريع الكتابية ومن ذلك تبنيه لطباعة كتاب الدمعة القطيفية.

ودعا اليوسف في كلمته إلى الاقتداء برجل السماحة الشيخ علي المرهون في اهتماماته الثقافية والمبادرة إلى تفعيل وتأسيس ما يحتاجه المجتمع لحل مشاكله ورقيه وازدهاره مؤكداً على أهمية المبادرة لجمع إصدارات العلامة المرهون ضمن موسوعة ثقافية متكاملة.

وحول أهمية العلم والعلماء ومواصفات العالم الرباني، تحدث قادماً من الأحساء السيد هاشم الشخص بكلمة بيّن فيها المواصفات التي ينبغي لعالم الدين التخلق بها ودور الإسلام في تشجيع العلم والعلماء.

وقال الشخص: لا يكون العالم عالماً له بصماته إلا من خلال تحقق عدد من الصفات المهمة، فلا يكون مدعياً للعلم وأن يكون عالماً بالأحكام الفقهية والأمور الثقافية يجمع مع علمه إيماناً صالحاً.

وأضاف السيد الشخص في تحديده لمواصفات العالم الرباني: أن يكون واعياً حكيماً عارفاً بزمانه بحيث يكون نشطاً وفعالاً.

وقال الشخص: نحتاج في عصرنا إلى علماء متنورين عارفين بالأمور السياسية والثقافية ومتداخلين مع المجتمع، فقليل ونادر من يمتلك مثل هذه الصفات، ولذا يبرز في كل عصر علماء مجددون يتصفون بالعلم الرسالي.

وفي حديثه عن الراحل المرهون قال السيد الشخص: تميز من بين علماء المنطقة باتفاق الكلمة عليه من قبل الجميع في علمه وتقواه وصلاحه موضحاً تشابهه في كثير من الصفات مع استاذه الراحل الشيخ فرج العمران وتفرده عنه بصفات أخرى.

مبيناً أن من السمات التي امتاز بها العلامة المرهون قيامه بوظيفة التدريس في الحوزة العلمية في النجف الأشرف وقيامه بالكتابة والتأليف ونظم الشعر والأدب إلى جانب دوره الأساس كعالم دين.

واستكمالاً للحديث عن الدور الثقافي لدى الشيخ علي المرهون، استعرض الباحث الأستاذ عبد الإله التاروتي في دراسته المعنونة بـ " المنتج الثقافي القطيفي.. الرؤية والمشروع لدى الشيخ علي المرهون" مجمل خصائص وسمات تجربة الشيخ المرهون المتصلة برؤيته ومشروعه للمنتج الثقافي في المنطقة.

وتحدث التاروتي عن العلاقة بين المرجعية المعرفية والمكون النفسي والاجتماعي للشيخ المرهون ومقومات رؤيته ومشروعه الذي من خلاله يعمل وفق مسلمة الثقة بالمنتج الثقافي المحلي.

وتطرق الباحث التاروتي إلى مكتسبات تلك الرؤية والمشروع وامتداد التجربة من خلال حاملي الهم الثقافي وأصحاب القلم من الجيل الشاب تتجلى في قراءتهم لبعضهم البعض وجعل تلك القراءة ضمن مصادر البحوث والدراسات مع ضرورة الثقة بالذات والمقدرة على الانتاج والمشاركة الفكرية والثقافية.

واستعرض التاروتي في ختام دراسته عدد من مقولات الشيخ المرهون في المنتج الثقافي القطيفي في عدد من الاصدارات والمؤلفات الثقافية.

وتخلل الحفل عرض يتناول حياة العلامة المرهون بعنوان "القلب السليم" من انتاج قناة المهدي الفضائية ومشاركات شعرية لكل من: الشاعر حسن بن عبد الكريم الفرج، الملا محمد علي الناصر والشاعر الأستاذ ياسر آل غريب.

وقد تقدم الشاعر السيد عدنان العوامي في ختام الحفل بطرح مبادرة تبني إعادة طباعة كتاب شعراء القطيف الذي يقوم على رعايتها الشيخ مصطفى ابن الشيخ عبد الحميد المرهون داعياً الأدباء والشعراء للمساهمة بنتاجهم الشعري.

واختتم الحفل بكلمة شكر لكل المعزين والمواسين في رحيل الشيخ علي المرهون ألقاها الشيخ عبد الحميد المرهون الذي وصف الفقيد بأنه "عميد أسرتنا وأستاذنا ونور بلدنا".

كما تقدم بشكر ممثال الدكتور محمد بن الشيخ علي المرهون الذي أوضح أن القطيف قالت كلمتها في تشييع والده من خلال الجماهير الحاشدة التي خرجت للتشييع.

يذكر أن حفل ذكرى الأربعين سيبث في وقت لاحق على قناة فورتين الفضائية وستقوم كل من قناة أهل البيت وقناة المهدي الفضائيتين ببث برنامجين يستعرضان حياة الشيخ علي المرهون.

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.