07 March 2010 - 13:45
رمز الخبر: 1909
پ
انطلاق فعالیات المؤتمر14 لمجمع البحوث الإسلامیة.
رسا/ العالم الإسلامی - افتتح بالقاهرة أمس السبت المؤتمر الرابع عشر الذی ینظمه مجمع البحوث الإسلامیة بالأزهر (هو أعلى هیئة فقهیة بالأزهر) تحت عنوان "أصحاب رسول الله(ص)"، بمشارکة نخبة من العلماء والفقهاء، ویتواصل الیوم الأحد، وقد افتتح أعمال المؤتمر شیخ الأزهر الدکتور محمد سید طنطاوی.
طنطاوی: من یسب الصحابة خارج عن الإسلام وفتوى رسمیة من مجمع البحوث الإسلامیة فی الأفق.

هذا ویستعرض المؤتمر ضمن أوراقه دور ونشاط الصحابة العلمی ، ودورهم فی تدوین السنة النبویة، ودور الصحابیات فی نشر الدعوة، ومواقف واجتهادات الصحابة فی استنباط الأحکام الشرعیة.
فی کلمته الافتتاحیة اعتبر شیخ الأزهر محمد سید طنطاوی بأن من یسیء إلى أحد من صحابة رسول الله (ص)بالسب متعمدًا هو خارج عن ملة الإسلام والمسلمین، وأن الإسلام بریء منه تماما، وقال إنه سیطلب من مجمع البحوث الإسلامیة إصدار فتوى رسمیة تؤکد ذلک، مشددا على الدور التاریخی الذی قام به الصحابة فی بناء الأمة الإسلامیة. وأکد فی ورقته على أهمیة التقریب بین السنة والشیعة، وذلک بسبب عدم وجود خلاف جوهری بینهما ولتعزیز وحدة الأمة الإسلامیة، مقترحا بأن یقتصر البحث فی هذا على العلماء والمختصین، محذرا فی الوقت ذاته من عواقب التهویل فی هذا الخلاف من أعداء الأمة الإسلامیة.
على خلاف المنحى التقریبی فی کلمة شیخ الأزهر؛ استبعد الدکتور القصبی زلط نائب رئیس جامعة الأزهر الأسبق وعضو المجمع؛ إمکانیة التقریب بین السنة والشیعة، نظرا لما اعتبره من وجود خلافات عقائدیة بین الجانبین لا یمکن معها لأی منهما التنازل عن موقفه منها، إلاّ أنه عاد وأعرب عن أمله بتحقیق هذا التقریب بما یساهم فی تجاوز أی خلافات مذهبیة.
من جانبه، طالب المفکر الإسلامی الدکتور محمد عمارة، عضو مجمع البحوث بحصر الخلاف المذهبیة أو العقائدیة بین السنة والشیعة فی دائرة النقاش بین أهل العلم والاختصاص، وعدم السماح بنقل الخلافات للعامة ووسائل الإعلام، والتی اتهم بعضها بتوسیع رقعة الخلاف وتفریق الأمة الإسلامیة. واستنکر على بعض الشیعة سبابهم للصحابة، حیث قال:" إن بعضهم یتلفظ بکلام لا یوصف سوى بأنه (فحش فکری)".
أما لهجة الشیخ یحیى الرافعی القاضی الشرعی بلبنان، فقد جاءت هجومیة بحق بعض شیعة لبنان –على حد تعبیره- حیث اتهمهم بالعمالة لإیران، لافتا إلى أنّ هناک أمورا لا یرید الشیعة التنازل عنها، مثل ولایة الفقیه والشهادة الثالثة فی الآذان، وسبهم -حسب زعمه- للصحابة تطبیقا لشعارهم فی عاشوراء: "یا لثارات الحسین".
وزیر الأوقاف الأردنی وعضو مجمع البحوث الدکتور عبد السلام العبادی کان أکثر توازنا إذ حذر من مخاطر التهویل فی الخلاف بین السنة والشیعة لأغراض سیاسیة أو مذهبیة ، وهو ما تقوم به بعض وسائل الإعلام غیر المسؤولة، وطالب فی کلمته بتعدیل بعض المناهج الدراسیة بالمؤسسات العربیة لتنقیتها من أی فکر لا یشجع على التقارب بین المذاهب، محذرا من خطورة التوترات السیاسیة فی العالم الإسلامی بسبب الخلافات المذهبیة.
وهذا نفس ما ذهب إلیه الدکتور علی الهاشمی مستشار رئیس دولة الإمارات العربیة المتحدة للشئون الدینیة وعضو مجمع البحوث الإسلامیة حیث أکد على ضرورة التقریب بین المذاهب الإسلامیة، لما لذلک من دور حیوی فی وحدة العالم الإسلامی، مشیرا إلى جهود الأزهر من أجل إزالة أی خلافات مذهبیة فی الأمة الإسلامیة.
ومن السعودیة جاءت مشارکة الدکتور محمد أحمد بن صالح الصالح، أستاذ الدراسات العلیا بجامعاتها وعضو مجمع البحوث الإسلامیة بالأزهر، والذی اعتبرأن کل من یطعن فی صحابة رسول الله(ص) فهو عدو للشریعة الإسلامیة، ویعد کلامه داخلا فی الإثم المبین. ونبّه إلى أن تطبیق النقد العلمی الموضوعی على أی من الصحابة لا یجب أن یتجاوز فی محاولة للإساءة إلیهم، حیث یظل لهم حق السبق وشرف التعایش مع الرسول (ص) فی حله وترحاله، وحربه وسلمه، ومعاملاته وعباداته، کما أن الصحابة یمثلون طلاب المدرسة المحمدیة فی عصر النبی الکریم، حیث أخذوا ونهلوا من القدوة الحسنة والأسوة الطیبة بشکل مباشر.
هذا ومن المقرر أن یناقش المؤتمر الذی یختتم أعماله الیوم نحو 20 بحثا مقدما من العلماء المشارکین،أهمها:
-"مکانة الصحابة بین السنة والشیعة"، للمفکر الإسلامی الدکتور محمد عمارة.
- "جریمة سب الصحابة" للدکتور حامد أبو طالب عمید کلیة الشریعة والقانون بجامعة الأزهر.
- "سمرة بن جندب المفترى علیه فی ضوء الدراسة النقدیة"، للدکتور محمد الأحمدی أبو النور وزیر الأوقاف الأسبق.
- "الإجابة عن حکم تمثیل أدوار الصحابة" للدکتور عبد الله مبروک النجار.
- "علاقة الصحابة مع آل بیت النبوة" للدکتور علی جمعة مفتی الدیار المصریة.
تجدر الإشارة إلى أن هذا المؤتمر - المؤتمر الرابع عشر- کان مقررا له أن یتناول قضیة التقریب بین المذاهب الإسلامیة، إلاّ أن شیخ الأزهر الدکتور محمد سید طنطاوی ورئیس مجمع البحوث الإسلامیة قرر وبشکل مفاجئ تغییر الموضوع لیکون المحور الأساسی للمؤتمر عن الصحابة ودورهم فی نشر الإسلام.



















.

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.