20 March 2010 - 15:30
رمز الخبر: 1987
پ
رسا/ منبر الجمعة - انتقد الشیخ عیسى قاسم فی خطبة الجمعة حالة التبعیة الثقافیة التی انتهت إلیها الأمة، معتبرا ذلک نکوصا عن مستوى انتمائها وإرثها الحضاری ودورها الرسالی.
آیة الله قاسم یحمل على التبعیّة الثقافیة المجنونة ویحذر من آثارها المدمرة.

وأوضح آیة الله قاسم بجامع الإمام الصادق(ع) بالدراز أنه "من المؤلم جدا أن صرنا أمة مهزوزة الثقة بنفسها، فاقدة للوزن، محتقرة لذاتها، تعیش الشعور بالحاجة فی کل شیء عند الآخر، وتتبعه فی ردیئه قبل جیده .. من غیر أن تطرح سؤالا واحدا على نفسها فی هذه التبعیة المجنونة وآثارها المدمرة"، موضحا المفارقة فی ضوء موقف الغرب الذی"یهب فزعا محاربا بشدة لأی جدید من فکر أو سلوک أو لباس أو غیره یفد دیاره من بلاد الإسلام وحضارة الإیمان والقرآن الکریم"، متابعا کیف أنّ "قطعة قماش على رأس فتاة مسلمة فی الغرب تثیر الغرب ویشن حربا علیها".
وعن خصوصیة الأمة، أوضح سماحته کیف أنّ لکل أمة طابعها العملی الخاص المستلهم من حضارتها ودرجات وعیها ورشدها ومستوى جدیتها ورسالتها، وأضاف:" وحضارة هذه الأمة إلهیة ووعیها کبیر ورؤیتها متجذرة وهادفیتها عالیة ورشدها بالغ، وهی أمة رسالیة جادة على طریق صنع الإنسان الکبیر والأوضاع الحیاتیة المتقدمة وتثبیت المسار القیمی الکریم القویم العادل الوضیء فی هذه الحیاة والاتجاه الصاعد بعقل الإنسان وقلبه وإرادته وسلوکه على صراط ربه العظیم".
وعن رصید الأمة الإسلامیة والعربیة بین الأمم، أوضح سماحته، أن الأمة هی "أغنى الأمم فی مستوى انتمائها وإرثها الحضاری ودورها الرسالی الضخم ورموزها الشامخة وقیمها الخلقیة الرفیعة ودینها القویم" لیستخلص من مجموع هذه الخصائص " وأمة هی الأغنى فی کل ذلک لا تستورد الخبیث ولا تهبط إلى مستوى الإسفاف ولا تکون إمعة ولا ترکض برجلها وراء کل ساقط ولا ترفع صوتها مع کل ناعق ولا تقبل أن تکون سوقا مفتوحا لکل العادات والتقالید من مبتکرات الجاهلیة، ولا تسرع فی استقبال کل جدیدٍ وإن سفّ، ولا تُخترَق من کل المحاولات الخبیثة".
وتابع قاسم مبینا ما یفترض فیه انه الوضع الألیق بهذه الأمة، لیقول:"أمة بهذا المستوى تجدد وجودها وحیاتها بوعی على خطها الحضاری الکریم وتعید إنتاج ذاتها على نفس الخط صاعدة صامدة، وتحقق کل یوم قفزة على هذا الطریق وتنجز نجاحات مستجدة متوالیة، وتنتقی الجید مما تعرضه سوق الفکر وسوق الثقافة والسیاسیة والاجتماع وغیرها، وتختار لنفسها بوعی، لا أن تعطی بیدها لخیارات الآخر ومخططاته ومؤامراته وصیاغاته فی سذاجة واستسلام". وفی نقد صارم لموقف التبعیة، توجه بکلامه إلى المستلبین قائلا:"تعیشون نظرة مخدوعة لهم تریکم إیاهم کبارا عظماء، وأن کل ما یأتی عنهم صحیحٌ وتقدمیٌ وموثوق، وتعیشون واهمین نظرة احتقارٍ لأنفسکم وحضارتکم ودینکم وکل تراثکم العظیم ورموزکم الفذة".
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.