22 April 2010 - 19:00
رمز الخبر: 2096
پ
آیة الله صافی الگلپایگانی:
رسا/أخبار الحوزة المحلیة ـ صرح سماحة آیة الله صافی الگلپایگانی لدى لقائه رئیس منظمة إدارة الأزمات فی البلد، قائلاً: (إنّ الابتلاءات والکوارث الطبیعیة تؤدی إلى تحرک الإنسان ووعیه وتنامیه).
الابتلاءات والکوارث الطبیعیة سبب لوعی الإنسان وتنامیهأفاد تقریر وکالة رسا للأنباء أنّ سماحة آیة الله لطف الله صافی الگلپایگانی، ضمن لقائه مع رئیس منظمة إدارة الأزمات فی البلد، قدم تهانیه بمناسبة ولادة الحوراء زینب سلام الله علیها، وأشار إلى الابتلاءات التی جرت فی حیاة هذه السیدة الکریمة، وقال: (إنّ کل من هذه الابتلاءات ـ سواء کانت ابتلاءات طبیعیة أو تاریخیة ـ له معنى خاص، وإنّ کان ذلک المعنى لا یتحدد بإطاره فی کل مرحلة من مراحل التاریخ).
وضمن استعراضه لبعض الآیات القرآنیة، قدم شرحاً عن دور الإنسان قبل وقوع الکوارث الطبیعیة وبعدها، وأبدى قائلاً: (إنّ ما یجب على الإنسان عند وقوع الکوارث، التوکل على الله والثقة بلطفه ورحمته وکرمه، والتحلی بالصبر عند المصائب).
واعتبر سماحته وجود وعدم وجود الکوارث الطبیعیة اختباراً وابتلاءً للبشر، وأبدى قائلاً: (إنّ جمیع هذه الکوارث هی امتحان للبشر، وإن کان الإنسان یمتحن حتى مع عدم وجود البلاء، فی الوضع الذی یکون فیه بأمن تام، علماً أنّ وقوع الکوارث تهدف إلى توعیة الإنسان، وحمله على الاعتبار والتوجه لله تعالى).
ومن خلال إشارته إلى أنّ بعض الابتلاءات ترد على المؤمنین؛ بهدف کسبهم درجات رفیعة ومنازل سامیة، أضاف قائلاً: (إنّ جمیع الأشخاص الذین یعتقدون أنّ للحیاة معنى، یعتبرون جمیع هذه الکوارث وسیلة للسیر إلى الله، فیستغلون الفرص فی حالة الصحة والأمن، ویتوجهون إلى الله عندما تحل مثل هذا الکوارث).
واستطرد سماحته قائلاً: (ربما یؤدی توجه الإنسان ودعائه عند وقوع الکارثة إلى الکشف عن تعلقه بالله أکثر من الحالات التی یکون فیها بتمام الصحة والعافیة والأمن والأمان؛ لأنّ هویة الإنسان تکتشف عند وقوع هذه الکوارث).
وأشار قائلاً: (مثلما لا تتناسب بعض الأغذیة مع طبع الإنسان، لا تتناسب بعض الأعمال والتصرفات مع طبیعة الحیاة الدنیا أیضاً) وأضاف: (مثلما یمتلک الإنسان شعوراً وفهماً وإدراکاً لبعض الحوادث، وتکون له ردود أفعال جبریة أو اختیاریة حیالها، کذلک تمتلک الحیاة شعوراً ـ غیبیاً ـ لا ینسجم مع بعض سلوک البشر وأعمالهم).
واعتبر سماحة آیة الله صافی الگلپایگانی أنّ وراء هذه الکوارث والعلل المادیة والطبیعیة، علل غیبیة، وأضاف: (عندما نقوم بأعمال صالحه فی هذا العالم، ونطبق أحکام الله، ولا نتظاهر بالمحرمات، ونحافظ على إسلامنا، فبالتأکید سیکون رد فعل الدنیا أزائنا إیجابیاً، ویستتبع ذلک إقبالها علینا، ونزول الرحمة الإلهیة، ولکن عندما نقوم بأعمال لا تنسجم مع طبیعة الدنیا، سنتعرض إلى المشاکل تبعاً لذلک).
ومن خلال إشارته إلى مقطع من مقاطع خطب الإمام أمیر المؤمنین علی علیه السلام، أبدى قائلاً: (إنّ هذا الکوارث لا تخلوا من حکمة وفلسفة، فهی تقع من أجل أن ینتبه الإنسان ویحدد الطریق الخاطئ، ویعلم أنّ أعماله قائمة على أساس الدین والعدل، لیسلک طریق المعرفة ویتوجه إلى الله تعالى).
وأضاف قائلاً: (إنّ وقوع الکارثة تجعلنا نحذر، ونراجع أنفسنا، ونعرف معنى الأخوة، ولا یظلم بعضنا بعضاً، ونتوجه إلى الله ولا نفعل المعصیة أو نتظاهر بها، وإنّ من الواجب على الإنسان أن یتوب حینما یلتفت لذلک، ویثوب إلى الله، وإنّ من یفعل ذلک، یصدق علیه قول أمیر المؤمنین علیه السلام الذی یشیر إلى أنّ کل ما یذهب من الید یعود إلیها).
وأشار إلى مسألة تقدیم العون والإغاثة بعد الکارثة، وقال: (عندما یبتلى بعض الناس بمشاکل مختلفة، أو ینهار منزل من منازلهم، یجب أن تظهر المشاعر الإنسانیة والإسلامیة النبیلة فی تلک اللحظة، ویتجه الناس لمساعدة بعضهم بعضاً، علماً أنّ کل هذه التقدیرات أعدت من أجل سیر الإنسان ووصوله إلى الکمال الحقیقی، ولا فرق فی ذلک بین أن یکون الإنسان فقیراً أو غنیاً).
کما صرح سماحة آیة الله صافی الگلپایگانی قائلاً: (إنّ الإغاثة عند حدوث الکارثة عبادة عظیمة، کما أنّ تعزیة صاحب المصیبة من أکبر العبادات؛ وعلیه یجب الذهاب للشخص المصاب ومشاطرته الهموم).
ومن خلال استناده إلى إحدى الروایات أضاف قائلاً: (إننا نرى ظاهر الأشیاء التی تؤدی إلى استمرار بقاء العالم، وعلى سبیل المثال نمو الشجرة، فمن أجل أن تنمو الشجرة علینا أن نسقیها ونرعاها، أما الله تعالى فهو یحیط بجمیع ما فی هذا العالم ویدبره؛ لذا علینا أن نفهم ذلک ونجعله عبرة فی حیاتنا، وإن کنا لا نتمکن من إدراک ذلک کله).
ومن خلال إشارته إلى قول أمیر المؤمنین علیه السلام فی دعاء کمیل (اللهم اغفر لی الذنوب التی تنزل البلاء، اللهم اغفر لی الذنوب التی تحبس الدعاء) أبدى قائلاً: (إنّ قول أمیر المؤمنین علیه السلام هذا یحث الإنسان على التدبر وإدراک حقائق الأمور).
ومن خلال استناده إلى قوله تعالى: (ألا بذکر الله تطمئن القلوب)، صرح قائلاً: (إنّ الذی یهب الإنسان الهدوء والطمأنینة عند وقوع الکوارث هو ذکر الله تعالى، وفی الحقیقة إنّ مع عدم التوجه لذکر الله لا یبقى للحیاة معنى، وتکون حیاة الإنسان معرضة للأخطار دائماً، فمن الممکن أن تحدث زلزلة أو حادثة أخرى فی أی وقت من الأوقات، إلا أنّ الذی یهب الإنسان الهدوء والاطمئنان هو ذکر الله والتوجه إلیه، ولو فقد الإنسان التوجه لله فستهلکه الاضطرابات).
ومن خلال تقدیم شکره للأفراد الذی یقومون على خدمة الناس والمجتمع، أبدى قائلاً: یجب أن یکون مسیرنا نحو الصراط المستقیم، ولأنّ مجتمعنا هو مجتمع إسلامی فعلى الجمیع احترام أحکام الله، کما أنّ علینا السعی من أجل تطبیق هذه الأحکام، وأن نبتعد عن التظاهر بالمعاصی والافتخار بها، علماً إنّ کل ما یصل إلینا من ناحیة الله تعالى فهو خیر، وعلى الإنسان المؤمن أن لا یفرق بین حالة البلاء وعدمه، فیکون ذاکراً لله مطمئن القلب فی جمیع الأحوال).
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.