01 May 2010 - 16:13
رمز الخبر: 2134
پ
فی واحدة من أشد خطبه انتقادا للحکومة
رسا/منبر الجمعة- لیست هذه هی المرة الأولى التی ینتقد فیها آیة الله عیسى قاسم الحکومة ومجمل الوضع السیاسی فی البحرین من مداخل سیاسیة ودستوریة، لکن خطبته أمس بمسجد الإمام الصادق(ع) بالدراز کانت شدیدة اللهجة؛ ولعل شدتها تکشف عن حجم الانسداد فی الواقع السیاسی، وتؤشر على درجة تأزم العلاقة بین السلطة والمعارضة.
آیة الله عیسى قاسم یدعو الحکومة إلى سحب شعار "الإصلاح" لأنّ زیفه قد انکشف.

انتقد آیة الله عیسى قاسم رفع شعار الإصلاح رسمیاً فی البحرین بقوة، وهو الشعار الذی حفّ بحملة إعلامیة صاعدة متواصلة لم تتراجع ولم تخف؛ وإن خفت وقتاً تجددت قویة فی کثیر من المناسبات؛ وکأن الإصلاح –یقول قاسم- أصبح فی البحرین؛ کما یوهم الإعلام؛ سیاسة رسمیة تعض علیها الحکومة بالنواجد وتنال منها احتراماً واهتماماً لیس فوقه احترام ولا اهتمام، ویستدرک الشیخ قاسم قائلا:" والشعارات من حق الناس أن یحاسبوا علیها أهلها وعلى صدقهم معه ودرجة وفاءهم والتزامهم بها، وإذا وجد الناس المفارقة عند أصحابها واسعة فاحشة ثابتة مقیمة تحولت هذه الشعارات إلى نکتة وسبباً للفکاهة والتندر، وحینئذ ..یُسحب الشعار نهائیاً وتطوى صفحته فی الإعلام، لأنه لو أرید منه التسلیة أو التغریر فانفضاحه بصورة عملیه جلیة یسقط قدرته على المغالطه، فإما شعار صدق و التزام أو تخلی وسحب للشعار.
ویستطرد سماحته..وشعار الإصلاح قد بلغ التخلف عنه عملاً الحد الذی اسقط قیمته، ثم شدد الحملة على التوظیفات التی خضع لها الشعار مبرزا مفارقات الوضع بقوله:"فما للإعلام وتردید هذا الشعار، وما لبقاء هذا الشعار والحکومة لا تقبل شیئاً من المحاسبة على أساسه، ولا صوتاً یطالب بتفعیل الإصلاح، ودستور غیر متوافق علیه ولا طریق لتعدیل شی من مواده وما أکثر مواده التی تحتاج إلى تعدیل..ثم یتساءل بقوة: أإصلاح وتمییز بغیض فی أصغر وظیفة حتى تشکیل الوزارةᴉ إصلاح وتجنیس سیاسی مدمر لوحدة الشعب وعلى حساب حاجاته وضروراته وغذاءه وسکنه ودوائه و ما یسببه فعلاً من إخلال بالأمن وتعدیات على المواطنینᴉ ..واسترسل قاسم فی تعداد المفاسد و التناقضات الاجتماعیة والاقتصادیة والثقافیة مع مدعى الإصلاح حتى قال فی سؤال استنکاری: إصلاح ومجلس نیابی لا رأی له فی تشکیل الحکومة ولا استمرارها ولا حق له فی مساءلة رئیسها ولا یملک إسقاط وزیراً مفسداً من وزرائهاᴉ..إلى أن انتهى سماحته موقف جریء وحاسم: الصحیح أنه ما جمد الإصلاح فیجب تجمید شعاره وما ألغی الإصلاح فیجب أن یلغى شعاره ولو حیى الإصلاح صح إحیاء شعاره وبعد أن دفن الإصلاح لابد إن یسحب الشعار.

- نصیحـــــة للحکومــة

وبعد هذا الموقف الواضح لم یتردد آیة الله قاسم فی تقدیم النصح للحکومة من منطلق جملة معطیات واقعیة تبطل أسلوب المغالطة التی تعتمده بعض الحکومات، وذلک بفعل "تقدم وعی الناس وارتفع مستوى الإرادة عندهم فی کل مکان وتفتح الفهم وزادت ثقافة الحقوق والتمسک بقیمة الحریة والکرامة وقطعت کل المجتمعات أشواطا بعیدة فی هذه الأصعدة والمساحات ولم تعد مغالطات الحکومات لشعوبها مجدیه ولا الحملات الإعلامیة المکثفة کافیه للإغفال عن بعض الحقوق بالخصوص، والوعود لا تملک أن تقنع ما لم یصدقها العمل".وأضاف: الحکومة التی تبحث عن حیاة الإستقرار والإطمئنان لها لا بد أن تبحث عن ذلک أولاً لشعبها وأن تعرف أین وصل هذا الشعب من وعی الذات والحق والکرامة، وماذا تغیّر فی مستوى توجهه وإرادته وإعتزازه بحریته وإصراره على تحقیق ذاته، وأن تحمل احتراما لإنسانیة الإنسان أساساً ولا تتغافل.." وعن رضا الشعوب، اعتبر قاسم أن لاشیء الیوم یقوم مقام رضا الشعوب ومودتها وأن هذا الرضا والمودة لم یعد الالتفاف على الحقوق والدعایة الإعلامیة المکبرة والکلمات البراقة والشعارات المغریة الفارغة قادرة على تحقیقهما، وجزم انّ" ما یحقق هذه المودة والثقة والرضا إنما هی مشاریع العدل على الأرض والإنصاف والمساواة فی العمل والإحترام المطبق لقضیة الحقوق والإعتراف بإنسانیة الناس وحریتهم وکرامتهم وأنهم شرکاء حاضراً ومستقبلاً وثروة وسیاسة وأمناً وواجباً وحقوقاً".
وختم آیة الله قاسم خطبته بالنصیحة، قال:"نصیحتی للحکومة بأن تطلب مودة الشعب بتغییر سیاستها وموقفها فی التعامل معه ومنطلقات هذا التعامل والرؤیة التی یقوم علیها والأهداف التی یرمی إلیها والأخلاقیة التی یعتمدها، وتعترف للناس بحقوقهم وترعاها وترفع عنهم سوط العذاب وتکن لهم المحبة والمودة..."، لافتا إلى أنّ التقوّی بالداخل یعزز الموقع بالخارج، ومن نصح بظلم الشعب فقد غش ومن أشار بعداء الشعب فقد ضر ومن لم یبدی کلمة نصح صادقة فقد خذل.


ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.