22 July 2010 - 11:07
رمز الخبر: 2512
پ
جدید الکتب والإصدارات الحوزویة..
رسا/إصدارات ـ بالتعاون مع مرکز أبحاث الحوزة والجامعة صدر عن مؤسسة دراسة وتدوین کتب العلوم الإنسانیة للجامعات کتاب: "تاریخ الخوارج السیاسی فی شمال أفریقیا" وهو یبحث فی تاریخ هذه الفرقة فی القرن الأول والثانی الهجری، بقلم رضا کردی.
تاریخ الخوارج السیاسی فی شمال أفریقیاأفاد تقریر وکالة رسا للأنباء أنّ ظهور التیار الدینی والسیاسی للخوارج من المسائل التی تثیر التأمل فی التاریخ الإسلامی، فإنّ هذه الثلة منذ بدایة ظهورها فی واقعة صفین، وبعد قضیة التحکیم، أنکرت حقّ الحکومة والقضاء للإنسان فی حل الخلافات بین الأطراف المتنازعة، کما قالت بعدم جواز قیادته وسلطته السیاسیة على أبناء جلدته، وجعلوا ذلک منحصراً فی الله تعالى، ومع کون الخوارج قد تمّ قمعهم فی واقعة النهروان بسبب مواقفهم المتشددة الناجمة عن تکفیر أکثر المسلمین، إلا أنّ أثرهم ـ وکما تنبأ الإمام علی (ع) عند إیراده الخطبة 60 من نهج البلاغة ـ بقی ماثلاً إلى قرون فی المشهد السیاسی للعالم الإسلامی، لاسیما الدور المهم الذی لعبوه فی محاربة جهاز الخلافة الأموی.
وقد کان من جملة أدلة بقائهم، التعدیل الذی أجرته أجیالهم اللاحقة ـ أی الذین ورثوا التحکیم الأول ـ على عقائدهم وآرائهم، ومع أنّ مؤلفی کتب الملل والنحل قد قسّموا الخوارج ـ على أساس انتماءاتهم ـ إلى فرق متعددة، إلا أنّ جوهر أفکارهم وعقائدهم هی مشترکة، ومن جملة العقائد التی تشترک بها جمیع فرق الخوارج: الاهتمام بالزهد، وإنکار عثمان الخلیفة الثالث، والانتقاد للإمام علی (ع) لقبوله التحکیم، ومقارعة الظلم، والاعتقاد بعدم انحصار الخلافة فی قریش ـ على خلاف العقیدة الرائجة بین أهل السنة ـ واستخدام التقیة الدینیة أحیاناً، والاعتقاد بتکفیر مرتکب الکبیرة.
لقد نجح أصحاب هذه الأفکار فی ممارسة عملیة التبلیغ فی المناطق التی کانت تتوفر فیها الأرضیة لقبول مثل هذه الأفکار، فقد نجحوا فی تأسیس حکومات محلیة صغیرة فی أطراف بعیدة ومنعزلة عن العالم؛ وذلک من خلال استخدام أسلوب (الدعوة)، واستغلال سخط شعوب هذه المناطق على الولاة فی جهاز الخلافة، وفی أواخر القرن الأول الهجری تعرّضت أقسام من أراضی شمال أفریقیا الواسعة إلى اضطرابات کان السبب فی إثارتها الخوارج.
وبالنتیجة، بعد جهود دامت عقود من الزمن أمضوها فی الصراعات الشدیدة، تمکنوا من إیجاد قوى إقلیمیة مؤقتة وحکومات ثابتة لکنّها محدودة؛ مثل (رستیمان، وبنی مدرار) فی أقسام من أراضی شمال غرب أفریقیا مثل: طرابلس الغربیة، ومدینة طنجة الساحلیة، ومدینة نوبنیاد تاهرت، ومدینة سجلماسة التجاریة البعیدة.
لقد سعى المؤلف فی هذا البحث من خلال الاستعانة بالنتائج التی حصل علیها من المصادر، أن یکشف عن عملیة تأسیس هذا النوع من الحکومات فی ذلک المقطع من التاریخ الإسلامی، وإمعان النظر فی ذلک.
یتکون هذا الکتاب من تسعة فصول وهی بحسب الترتیب: مباحث عامة، العوامل السیاسیة لانتشار مذهب الخوارج فی شمال أفریقیا، مراحل تأسیس الحکومات القائمة على مذهب الخوارج فی شمال أفریقیا، العوامل المساعدة على نجاح الخوارج فی شمال أفریقیا، معوقات حرکة الخوارج فی شمال أفریقیا، الأرضیة الفکریة والدینیة التی مهّدت لاتساع نفوذ مذهب الخوارج فی شمال أفریقیا، الاعتدال النسبی والجهود الفکریة للخوارج، دور العوامل الاجتماعیة، أثر القومیة واللغة فی اللجوء إلى أفکار الخوارج، أثر العوامل الاقتصادیة فی انتشار مذهب الخوارج فی شمال أفریقیا.
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.