31 July 2010 - 15:40
رمز الخبر: 2553
پ
آیة الله عیسى قاسم:
رسا/منبر الجمعة- بمسجد الإمام الصادق(ع) بالدراز تناول آیة الله عیسى قاسم بالتحلیل الوضع السیاسی بالبحرین داعیا إلى معالجة سیاسیة وأمنیة، کما تناول التسویة السلمیة على المسار الفلسطینی متسائلا عن وجود خارطة تنازلات متفق علیها بین الإطراف کلها.
حتى لا تحترق الساحة لابد من تبرید جوها الأمنی والسیاسی

رأى سماحة آیة الله الشیخ عیسى قاسم فی خطبة الجمعة بمسجد الإمام الصادق(ع) بالدراز أنّ الساحة البحرینیة سیاسیاً وأمنیاً فی تصاعد حراری، وأنّ حرارتها تسابق حرارة صیف البحرین وتزید، فـ"ملف المحاکمات فی تزاید وتراکم، والمداهمات فی استمرارٍ وتوسع، والإستدعاءات والتوقیفات والتحقیقات لا تتوقف، وأحکام سیاسیة متشددة متصلبة، وتراجع عن أی کلمة لین وکلمة تسامح وحالة عفو، وأسباب التوتر متوالیة متنوعة من فسادٍ مالی وإداری، واختلاق أزمات، وتمییز طائفی، وتجنیس سیاسی، ولغة سیاسیة متشنجة، وکأن الساحة تقاد قوداً جاداً حثیثاً متعمداً إلى الإنفجار، وإلى أن تحترق بمن فیها وعلیها".
واستنتج سماحته أنّه "لا یعقل لهذا المسار أن تسلم معه السفینة وتصل إلى شاطئ الأمان" وتساءل:" فهل من عزم السیاسة فی البحرین أن تخرب البحرین؟ وأن تهدم السقف على رؤوس الجمیع؟"
وشدّد قاسم أنّه "صار ضروریاً جداً لسلامة الوطن وأبناءه، وأولهم مترفوه والمتصرفون بحریة واسعة فی أرضه وثروته وسماءه أن تعدل السیاسة من مسارها، وأن یأخذ ساسة البلد فی حسابهم أن معهم فی هذا الوطن شرکاء فی أرضه وثروته وسماءه، شرکاء لیسوا أجانب ولا عملاء ولا متآمرین، إنما هم الشعب کل الشعب على اختلاف فئاته، وأنهم یتطلعون إلى أن یعیشوا على أرضهم عیشاً مستقراً کریماً آمناً مریحاً مطمئنا، وأن من حقهم ذلک،
وأن لهذا الشعب صوته وکرامته وإرادته واحترامه الذی لابد من الإعتراف به وتقدیره، وإعطاءه وزنه الکبیر الحق" لیخلص الشیخ قاسم صیغة مخرج سیاسی وأمنی، یقول:" حتى لا تحترق الساحة لابد من تبرید جوها الأمنی والسیاسی، وتبرید هذا الجو یفرض على السیاسة القائمة أن تصغی إلى النصح بلا استعلاءٍ واهن. إذ القوة الحق المطلقة لله وحده ولا إله دونه".
على الصعید الإقلیمی وفی موضوع المفاوضات الفلسطینیة قام آیة الله قاسم بتوصیف للوضع فاعتبر أن المفاوضات" أطرافها ثلاثة الطرف الأول (إسرائیل)، وهی ذات مواقف ثابتة متشددة صارمة لا تتغیر إلا إلى ما هو اشد منها، والثانی السلطة الفلسطینیة وما یسمى بمحور الاعتدال العربی ووظیفته تنازل بعد تنازل یصحبه تهدید وحسم بأنه آخر تنازل، ودخول فی جولة جدیدة من المفاوضات الفاشلة على ید (إسرائیل)، لتتوقف هذه الجولة بعض الوقت ثم یأتی دور التنازل التالی، وتهیئة الرأی العام العربی لقبوله، والطرف الثالث هو الطرف الأمریکی، الذی لا یملک أو لا یرید أن یضغط على (إسرائیل)، وإذا مارس شیء من الضغط على المستوى الإعلامی على (إسرائیل) استغفر من ذنبه وعاد ممتثلا للإرادة الإسرائیلیة، وهو لا یکف عن ممارسة الضغط على الجانب الفلسطینی والعربی للعودة إلى المفاوضات ولإعطاء تنازلات جدیدة من هذا الجانب للعدو الإسرائیلی الغاصب، والعرب لا یردون رغبة لأمریکا حبا أو احتراما أو رهبة أو لأمر غیر ذلک، والسلطة الفلسطینیة لا ترد رغبة للعرب، ولا تقاوم ضغطا رغبة أو رهبة أو لتلاقٍ فی الرأی والتوجه".
بعد هذا التحلیل الذی اعتبره قاسم الجانب المکشوف من اللعبة، تساءل سماحته:" ولکن السؤال الذی لا جزم بجوابه الدقیق، هل هناک خارطة تنازلات متفق علیها بین الإطراف کلها وأدوار موزعة بینهم لا خلاف علیها، وفی کل مرة یبدو جزء من المخفی حتى یصل الأمر إلى نهایته الکارثیة؟ هذا هو السؤال".
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.