11 November 2010 - 22:40
رمز الخبر: 2835
پ
آیة الله مصباح یزدی:
رسا/ أخبار الحوزة المحلیة- أکد آیة الله مصباح یزدی على أن نقطة ضعف رجال الدین هی نقص التخطیط، مبیناً أن الحوزة غیر قادرة على تلبیة احتیاجات المجتمع عبر الاکتفاء بالمنهج التقلیدی.
الدروس التقلیدیة فی الحوزة لوحدها لا تلبی احتیاجات المجتمع


أفاد مراسل وکالة رسا للأنباء أن آیة الله الشیخ محمد تقی مصباح یزدی، مدیر مؤسسة الامام الخمینیی (قده) للدراسات والبحوث، أکد فی کلمة له فی جمع غفیر من طلبة العلوم الدینیة من محافظتی طهران وألبرز، على أن الثورة الاسلامیة فی ایران من أعظم النعم الالهیة على الشعب الایرانی، لافتاً الى ضرورة تقدیر هذه النعمة، مبیناً أنه لا وجه لقیاس وضع الحوزة العلمیة قبل انتصار الثورة الاسلامیة بما بعدها.

الثورة الاسلامیة من النعم الالهیة الکبرى

وتابع سماحته قائلاً: إن تشکیل نظام اسلامی فی هذا العصر نعمة إلهیة کبرى، ولو أردنا معرفة قدرها فعلینا مقارنتها الى الحقبة السابقة، وهو ما لا یقدر علیه سوى من عاش المرحلتین معاً.

وأعرب سماحته عن أسفه من أن جلنا یجهل هذه النعمة العظیمة، مضیفاً: لقد توفرت لنا- نحن رجال الدین- ببرکة النظام الاسلامی القائم الفرصة المواتیة لإدراک مسؤولیاتنا على النحو الأمثل وبأفضل شکل ممکن.

قائد الثورة الاسلامیة شخص لا نظیر له فی العالم

وقال سماحة الشیخ مصباح أیضاً: أرفع منصب حکومی الیوم بید الشخص الذی لا نظیر له فی العالم، وهذا عز منحنا الله تعالى إیاه؛ فعلینا أن نکون شاکرین له على ذلک.

وتساءل سماحته قائلاً: ما الذی ینبغی علینا فعله الآن؟ لافتاً الى أن الدراسة الجیدة والعمل بالمسؤولیات المناطة بنا من أهم وظائف طالب العلوم الدینیة فی العصر الراهن.

وتابع قائلاً: تعلم الأحکام الدینیة والعمل بها من واجبات کل فرد مسلم، ولا تختص برجل الدین وحسب، بل إن ما یقتصر فعله علینا هو التعریف بالدین والسعی لتطبیقه فی مناحی المجتمع المختلفة.

ومضى سماحته فی القول: فی النصف الثانی من القرن الأخیر بذل علماء الدین جهوداً مضنیة لنشر الدین الاسلامی، وبرز عدد من أصحاب الامام الراحل وحواریه الذین یندر وجود نظیر لهم بین طبقات الشعب المختلفة.

ثناء الشعب على رجال الدین مردّه الى إخلاصهم وتفانیهم فی سبیل الدین

وقال: وفقاً للاحصاءات الموجودة، فإن نسبة الشهداء فی جبهات القتال من رجال الدین یفوق نسبة سائر شرائح المجتمع بکثیر.

وأبدى قائلاً: إعراب الشعب عن ثنائه لرجال الدین لم یأت من الفراغ، وإنما جاء نتیجة التضحیة والتفانی والجهود الجبارة فی طریق الذب عن الدین، الأمر الذی زاد من ارتباطهم بالعلماء والفقهاء.

وسلط سماحته الضوء على المسؤولیات الواقعة على عاتق رجل الدین، قائلاً: من أراد العمل بواجبه على النحو الأفضل فعلیه البحث عن نقاط الضعف، ورصد السلبیات، وبذل قصارى الجهد لسد الخلل.

وشدد سماحته على أن مجتمعنا بحاجة ماسة الى العلماء، موضحاً: نستشعر النقص فی رجل الدین الملتزم والمسؤول؛ وهو ما یثقل من المسؤولیة الجسیمة على کواهلنا.

وتابع قائلاً: یعتبر الجهاز القضائی من أهم المؤسسات والأجهزة التی تحتاج الى رجال الدین، وهو ما تم الاعلان عنه مراراً وتکراراً؛ فالنقص فی القضاة من السلک الحوزوی دفع باتجاه الاکتفاء بالقضاة من خریجی الدراسات الجامعیة فقط.

وکشف سماحته عن أن الالتفات الى احتیاجات المجتمع، ووضع الید على الاشکالیات والمتطلبات والأولویات فی حل المشاکل، من أهم الأمور التی أثقلت کاهل علماء الدین، مضیفاً: علینا أن نعد أنفسنا لتحمل المسؤولیات فی ظل هذه المسائل.

وتابع: إن أردنا سد الثغرات الفعلیة فعلینا أن نقرّب أهل الفکر الثاقب والمطالعات المستفیضة، ونسلمهم المشاریع البحثیة الضخمة؛ لأن ذلک مؤثر ومفید للغایة.

وبیّن سماحته بأن رجل الدین لا بد له من التحلی بالمعرفة الدینیة الدقیقة، وتهذیب النفس، والالتزام بالتقوى، وتقدیم المصالح السیاسیة، موضحا: ثمة مراتب مختلفة لتوفر الشرائط والأمور اللازم توفرها فی الفقیه.

وأشار سماحته الى أهمیة اهتمام العلماء بالعقائد، مردفاً: هذه القضیة لوحدها غیر کافیة للعمل الصحیح بالوظائف الاجتماعیة.

على العالم أن یتسم بالوعی السیاسی الى جانب التقوى والعلم

وأضاف سماحة الشیخ مصباح یزدی، العضو فی مجلس خبراء القیادة، قائلاً: لا یکون البعض غیر نافع للدین فحسب، بل یکون مضراً به أیضاً؛ ذلک أنه یجب علینا- فضلاً عن التسلح بالعلم- التحلی بالتقوى ؛ ومن هنا یتعین علینا الاهتمام بتهذیب أنفسنا والتزام التقوى.

وقال سماحته: العلم والتقوى لوحدهما لیسا بکافیین، بل لا بد الى جانب ذلک من امتلاک الوعی السیاسی والقدرة على تحلیل المسائل السیاسیة والاجتماعیة؛ فما أکثر من کان عالماً وتقیاً لکنه وجه الى الاسلام ضربة من حیث لا یشعر؛ وذلک بسبب افتقاره الى الوعی السیاسی اللازم.

وأردف سماحته قائلاً: لأجل تقدیم خدمة واقعیة الى الاسلام، فضلاً عن اکتساب التقوى والفقاهة، لا بد من إدراک المصالح السیاسیة والاجتماعیة للمجتمع؛ إذ لو لم نکن عارفین بالزمن لصرنا فریسة للمخادعین، فیکون ضرنا حینئذ أکثر من نفعنا.

وأضاف: لا شک فی أننا مکلفون بمعرفة الدین الاسلامی حق معرفته؛ لکی نتمکن من تبیینه ونقله الى الآخرین. وفی هذا السیاق، لیس لنا الاکتفاء بالفقه والقرآن والحدیث، بل ینبغی لنا النظر الى الدروس الدینیة بمجموعها.

الدروس التقلیدیة فی الحوزة لوحدها لا تلبی احتیاجات المجتمع

ولفت سماحته الى أنه ما من شک فی أن الدروس التقلیدیة فی الحوزة العلمیة لم یعد بمقدورها تلبیة حاجات ومتطلبات المجتمع، مردفاً: قد یکون الشخص مجتهداً فی الفقه والأصول، ولا شک فی شأنه العلمی فی هذا الصدد؛ لکنه عاجز عن إقناع طالب جامعی واحد والرد على تساؤلاته.

وتابع: لدینا نقص وإشکال فی تلبیة متطلبات المجتمع بالشکل الصحیح، بصرف النظر طبعاً عن المسائل السیاسیة والاجتماعیة والتربویة؛ فعلینا الیوم أن نتعلم الآلیة المناسبة لسبل التعاطی مع الشباب، والرد على الشبهات الجدیدة فی دائرة العلوم الحدیثة.

وشدد سماحته على أن الحوزة الیوم تعانی من النقص فی التخطیط، موضحاً: مجرد تعلیم النصوص الدینیة غیر کاف، بل یجب أن تکون برامجنا واسعة وشاملة ومدروسة.

وصرح سماحته قائلاً: إننی أؤکد على أننا یجب علینا أولاً أن نقنع أنفسنا بوجود نقص لدینا، ولا نغترّ بما عندنا، فلا بد من أن نتعلم الشیء الکثیر: کطریقة التدریس الأمثل، وسبل التعاطی مع الشریحة الشابة، وإدراک المسائل والقضایا السیاسة والاجتماعیة.

وأخیراً، قال سماحته: إذا ما أردنا الخوض فی المسائل السیاسیة والاجتماعیة، فینبغی امتلاک القدرة على إدراکها. وإذا ما رغبنا بتحمل مسؤولیة ما فعلینا الانتباه جیداً، وکسب البصیرة على ما أکد قائد الثورة الاسلامیة، والوقوف على مؤامرات الأعداء ودسائسهم، وسبل مواجهتها/ 985.
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.