13 November 2010 - 22:19
رمز الخبر: 2840
پ
آیة الله عیسى قاسم:
رسا/منبر الجمعة- انتقد آیة الله عیسى قاسم بشدّة ظاهرة الإرهاب الذی یُمارس باسم الدین، معتبرا أنّ النتیجة لذلک أن یتشوه الإسلام، وأن تسوء سمعته، وأن تکفر به أجیال الأمة، .. وأن تخسر کل الدنیا هدى هذا الدین العظیم، وأن یحرم العالم فرصة الإنقاذ عن قریب.
مصیر الإسلام والأمة الإسلامیة لا تحکمه الإرادة الأمریکیة ولا أی إرادةٍ من إرادات الأرض


استهل آیة الله الشیخ عیسى قاسم خطبته بمسجد الإمام الصادق(ع) بالدراز بمحنة الاسلام وابتلاءه بتیار التکفیریین وجرائمهم فی العراق خاصة بحق المسلمین والمسیحیین،قائلا: جهلٌ بالدین یسفک الدماء باسم الدین، وحقد شخصی وفئوی یسرف فی القتل باسم الدین، وحزبیة معادیة للدین توغل فی الدماء باسم الدین، وأطماع دنیویة تفتک بنفوس الأبریاء باسم الدین، وروح إجرامیة متعطشة للدماء تسیل منه أنهاراً باسم الدین، ونفوسٌ خلت من التقوى تهدم الکنائس والمساجد والمقدسات المحترمة على رؤوس أهل العبادة باسم الدین، وکم من جرائم وفضائع وأمورٍ یندى لها الجبین وسیاساتٍ ظالمة ونهبٍ وغصبٍ وفضائح ترتکب باسم الدین؟
واستطرد سماحته یقول: نعم، کل ذلک یحدث على ید مسلمین باسم الدین والإسلام، والنتیجة لذلک أن یتشوه الإسلام، وأن تسوء سمعته، وأن تکفر به أجیال الأمة، وأن تستبشع صورته الأمم، وأن تناصبه العِداء، وأن یتکالب على هذه الأمة کل الأعداء، وأن تخسر کل الدنیا هدى هذا الدین العظیم، وأن یحرم العالم فرصة الإنقاذ عن قریب وکل تبلیغٍ عن للإسلام وکل دعوةٍ صادقةٍ باسمه، وکل علمه وکل أنواره، وکل جهودٍ لعلمائه ودعاته، وکل تجاربه العادلة الناجحة، وکل تاریخه الوضیء، وکل اصالته وصدقه وصفاءه وکفاءته مضیعةٌ على ید هذا التخریب الذی یُمارس باسمه، والفساد الذی یُعطى عنوان الجهاد عنه، والإستهتار بالقیم والدماء والمقدسات الذی یحمل شعاره.
وبمرارة ینتهی سماحته:فما أشد بما اُبتلی به هذا الدین العظیم، وما افتک هذا الزور به فی الناس.
فالحدیث الصادق عن الإسلام العظیم یقضی علیه هذا الواقع السیئ المقیت ویکذبه، ویُحیلهُ وهما، فما أعظمه من ظلمٍ للإسلام وما أشدها من بلیه.
وعلى الصعید الداخلی أشار سماحته کیف کانت الجهات الرسمیة تطرح أن هناک حالة انفلاتٍ أمنیٍ یرتکبها الشعب وأنها تحتاج إلى ضبط، لکن وحسب سماحته فمن یتابع الأوضاع الأمنیة فی وضعنا الحاضر له أن یطلب من هذه الجهات أن تطرح على نفسها السؤال عما تمارسه الیوم باسم الحفاظ على الأمن، هل هو حالةٌ من حالات الضبط الأمنی أو الإنفلات الأمنی ونشر الرعب فی أوساط الناس مما تمارسه الحکومة؟
وأضاف: إذا حاولت الجهة المعنیة أن تُجیب على سؤالها بموضوعیة، فستأتی الإجابة بالثانی. وهو الشیء الذی یتنافى مع وظیفة الدولة، وفیه إلغاءٌ لقیمة الوحدة الوطنیة، ویمثل مهارةً فی فن تکثیر الأعداء لا الأصدقاء، وما اضر ذلک بالوطن والحکومة والشعب.
ورأى الشیخ قاسم أنّ ما من حکومةٍ تستغنی عن رضى شعبها، والتفریط فی هذا الأمر إنما هو تفریطٌ بأکبر رکائز الأمن والإستقرار لأی حکومة.
وعن زیارة الرئیس الأمریکی لاندونیسیا علّق سماحته على تصریح هذا الأخیر حین زعم بأن أمریکا لا تعادی الإسلام ولا الأمة الإسلامیة، فقال:هو کلامٌ جمیلٌ لو صدقه الواقع
ولکن لو کان ذلک واقعاً، فلماذا تصر أمریکا على أن تکون (إسرائیل) ــ وهی تناصب أمتنا العداء عن ظلم وتهددها بالسحق والمحق ــ سباقةً غیر مسبوقة ولا ملحوقةً من ناحیةٍ عسکریة بالنسبة لکل الدول الإسلامیة وبفارقٍ کبیرٍ یضمن تفوقها الواضح وقدرتها على سحق العالم الإسلامی فی وقتٍ قصیر، وأمریکا تعمل على قمع أی بادرة قوة سلمیةٍ أو دفاعیةٍ لأی بلدٍ من بلدان الإسلام؟ هذا وأمریکا لا تعادی الإسلام والأمة الإسلامیة!
وتساءل سماحته: لماذا تشدّد أمریکا العداوة لأی بلدٍ أو حزبٍ إسلامی یرید أن یتمتع بالإستقلال، وبنهضةٍ حضاریةٍ على خط الإسلام؟ ولماذا وأدُ الخیار الإسلامی لأی شعبٍ مسلم والجد فی القضاء علیه؟ ولماذا محاربة الثقافة الإسلامیة والتشریع الإسلامی والأعراف الإسلامیة فی بلاد المسلمین نفسها؟
وانتهى إلى القول: لا یرید الإسلام ولا الأمة الإسلامیة إحسانا من أمریکا ولا شفقة، ویکفیهما جداً أن لا تتمادى فی عدائهما، وأن تفرض على نفسها احترام الأخر کما تطالب باحترامها، وأن لا تحکم على إرادة التحرر من الهیمنة الأمریکیة ــ بأنها جریمةٌ لا تغتفر وذنبٌ لابد أن یعاقب مرتکبه علیه ــ. ألا إن مصیر الإسلام والأمة الإسلامیة لا تحکمه الإرادة الأمریکیة ولا أی إرادةٍ من إرادات الأرض، وقد ثبت الوعد الصادق بأن انقاذ العالم على ید هذا الدین والأمة.
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.