18 November 2010 - 23:14
رمز الخبر: 2868
پ
فی مهرجان "الثورة الاسلامیة، مستقبل زاهر"..
رسا/ أخبار الحوزة المحلیة- قال آیة الله مصباح یزدی: فی السیاسة الدنیویة کل شیء بمثابة أداة لبلوغ المنصب، وفی السیاسة الدینیة والالهیة یعدّ المنصب أداة لأهداف أسمى.
آية الله مصباح يزدي


أفاد مراسل وکالة رسا للأنباء أن سماحة آیة الله الشیخ محمد تقی مصباح یزدی، رئیس مؤسسة الامام الخمینی (قده) للدراسات والبحوث فی قم، شارک فی مهرجان لبحث مستقبل الثورة الاسلامیة وتحلیل القضایا السیاسیة الجاریة، الذی عقد فی قاعة اجتماعات المؤسسة المذکورة. وفی کلمة له، أشارسماحة الشیخ الى الأبعاد المختلفة للثورة الاسلامیة، قائلاً: لقد مضى على تأسیس الثورة الاسلامیة على ید الامام الراحل (قده) ثلاثة عقود، ومنذ الیوم الأول لانتصارها رفعت الثورة شعار الاسلام، واتسمت بالاسلامیة، لا لمجرد الشکل فقط، بل إن لهذا التحدید دلالاته الخاصة.

وأضاف قائلاً: مذ أطلق الامام الراحل (قده) أفکاره النیرة، کان قوام حرکته یستند الى إظهار البعد العظیم للسیاسة الاسلامیة، حیث کان یطمح الى تجسید هذا الأمر على أرض الواقع، وهو أن الدین لا یمکنه الانفصال عن السیاسة وتدبیر أمور المجتمع.

وأکد سماحته على أن الثورة الفرنسیة کانت ثورة عظیمة فی العالم، وأردف: لم نکن نتوقع أن تصل الثورة الاسلامیة الى هذه المدیات المتقدمة من التأثیر العمیق؛ لکننا الیوم نرى بأم أعیننا بأنها باتت تؤثر على قطاعات واسعة فی مختلف بلدان العالم، وهو الأمر الذی یدعو الى الفخر، وعلى الأجیال القادمة إدراک عظمة هذه الثورة.

وأضاف: نحن نرى أن الثورة الاسلامیة ذات هویة خاصة تختلف عن سائر الثورات الأخرى، ولا بد من الالتفات الى أن سیاستنا لا تنفصل عن دیننا أبداً.

ولفت سماحة الشیخ مصباح الى وجود سیاسة بشریة وسیاسة إلهیة، ثم شرع فی تسلیط الضوء على الفوارق بین السیاستین، قائلاً: السیاسة البشریة فی الحقیقة هی محور الصراع على السلطة، فهی لا تنفک عن مفهوم الصراع.

وتابع سماحته: فی هذا النوع من السیاسة، یستفاد من کل شیء ممکن، نحو القوة، والمال، والاعلام، والمکر، والترغیب، والتمجید، والتملق، والسب، وإلصاق التهم، وما الى ذلک. أما فی السیاسة الدینیة والالهیة، فالمنصب أداة لا غیر؛ إذ أن هناک أهدافاً أسمى یراد بلوغها. فإحراز المقام والمنصب فی الواقع ما هو إلا وسیلة لتحقیق أهداف أسمى وأرفع.

وقال أیضاً: فی السیاسة الدنیویة، الهدف یبرر الوسیلة؛ فی حین أن ذلک لا یجری فی السیاسة الالهیة، بل لا بد من کون الطریق صحیحاً لسلوکه.

وأردف: الفارق الأساسی بین الاثنین هو أن الهدف فی السیاسة الدنیویة المنصب والسلطة؛ بینما المقام والسلطة فی السیاسة الالهیةعبارة عن وسیلة وأداة؛ ومن هنا، یجب أن تکون الأداة سلیمة أیضاً؛ إذ لا یمکن الافادة من أدوات فاسدة لتحقیق أغراض وأهداف صحیحة، فالحرام لا یولد إلا حرام.

وأشار سماحته الى بعض الفوارق الأخرى بین السیاستین، قائلاً: کذلک یستفاد فی السیاسة الالهیة من جمیع المقدمات والنعم الالهیة فی شکلها الصحیح.

ونوه سماحته بمکانة الجمهوریة الاسلامیة فی ایران فی الوقت الراهن، مؤکداً على أنها تحظى بعنایة الباری عز وجل: ربما یتصور البعض أن الحظر الأمریکی قد فعل ما فعل؛ لکن یجب الالتفات الى أن ید الله فوق الکل، ونحن إنما نقاتل فی سبیل إعلاء کلمة الحق، فالله معنا بلا شک.

وأوضح سماحته بأن البعض یظن أن السیاسة هی تلک المستوردة من الغرب؛ بید أن من تربى فی مدرسة الاسلام لا یؤمن بتلک السیاسة، ولا یهاب الموت، ولا یخشى السلطة الغربیة، مضیفاً: یجب أن نثبت الى العالم بأن سیاستنا لیست بالسیاسة الغربیة، بل إن هناک ما هو أسمى منها، کما ینبغی الافادة من العلم والفن؛ إلا أنه لا ینبغی الانشداد والخضوع له/ 985.
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.