26 November 2010 - 18:30
رمز الخبر: 2890
پ
بمناسبة الغدیر و"التعبئة" القائد یؤکد:
رسا/تقاریر- اعتبر قائد الثورة الإسلامیة سماحة آیة الله السید علی الخامنئی فی یوم عید الغدیر الأغر وبمناسبة ذکرى تشکیل قوات التعبئة أن المضمون الحقیقی لواقعة الغدیر العظیمة یتجلى فی الإمامة والقیادة العادلة والهادیة إلى السعادة لکافة المجتمعات الإنسانیة على مدى التاریخ.
الغدیر فی حقیقته ومضمونه یعود إلى کافة المسلمین و"التعبئة" حقیقة عظیمة ومتألقة وفریدة<BR>


جاء ذلک أمام حشد ضم 110 ألف من قوات التعبئة، حیث أشار سماحته إلى تألق التعبئة الفرید وقال: إن البقاء على التعبئة وتقویة الإخلاص والبصیرة والاستقامة هما رمز تحقیق الوعد الإلهی الصادق بالنصر النهائی للشعب الإیرانی المؤمن.
وقدم سماحته التهانی بمناسبة عید الغدیر الأغر إلى الشعب الإیرانی والى کافة عشاق العدالة والتحرر مؤکدا على أن حقیقة ومضمون الغدیر یعود إلى کافة المسلمین وکافة المتطلعین لسعادة الإنسان.
واعتبر قائد الثورة الإسلامیة اعتقاد الشیعة الراسخ بخلافة أمیر المؤمنین بعد النبی (ص) بأنه مبنی على الأدلة المتقنة التی لاشک فیها مشیرا إلى حدیث الغدیر المتواتر الذی نقله کافة المحدثین المسلمین الکبار واضاف: ان المعنى ذاته الموجود فی ولایة نبی الإسلام الأعظم (ص) یتحقق فی الإمام علی (ع) أیضا بعد تقدیم أمیر المؤمنین وتعیینه من جانب الباری عز وجل وبإبلاغ من النبی الأعظم(ص).
وأشار سماحته إلى أن أمیر المؤمنین الإمام علی (ع) کان نجما ساطعا وفریدا فی کافة مراحل حیاته و فی مختلف مجالات التقوى والشجاعة والاستقامة والبصیرة والدفاع عن الإسلام والنبی (ص) وقال: إن على کافة الناس خاصة الشبان أن یجدوا نور الهدایة والسعادة فی کل لحظة من حیاة مولى المتقین العظیمة.
واعتبر القائد أن تعیین خلیفة النبی (ص) من جانب الله عز وجل ولفت الأنظار إلى مسالة الإمامة بأنهما جانبان أساسیان لواقعة الغدیر واضاف: إن الإمامة تعنی إمساک شخص أو مجموعة (فی سیاق التعاقب التاریخی) بزمام قیادة البشر والمجتمع وتعیین اتجاه سیرهم فی أمر الدین والدنیا، لذلک فإن الإمامة فی هذا المعنى کانت المسألة الرئیسیة لکافة المجتمعات الإنسانیة على مدى التاریخ.
واستند سماحته إلى آیات القرآن الکریم مقسما الإمامة إلى نوعین مختلفین تماما،یقول: فی النوع الأول من القیادة والإمامة الذی یتمثل تماما فی الأنبیاء فان الأئمة العادلین یهدون الناس بأمر الله وفی ظل الهدایة الإلهیة الى الهدف المنشود للحیاة الإنسانیة، وفی النوع الثانی من القیادة التی تتمثل فی فرعون فیتم سوق الناس إلى الفساد والنار والهلاک.
وتابع قائد الثورة الإسلامیة مبینا شمولیة مفهوم الإمامة وقال: إن فی أکثر حکومات العالم علمانیة –أیضا- ورغم کافة المزاعم بشان فصل مراکز السیاسة عن المراکز الدینیة والمعنویة؛ فان دنیا الناس وآخرتهم فی قبضة الحکام، وان توجهات الحکام ترسم عملیا الحیاة الدنیویة والأخرویة لذلک المجتمع. واعتبر سماحته الأجهزة الثقافیة الغربیة الکبرى ومتغطرسی العالم بأنهم أئمة وقادة کفرعون یسوقون الناس إلى نار الفساد والضلالة والهلاک.
واعتبر سماحة آیة الله الخامنئی خطوة نبی الإسلام الأعظم (ص) فی تشکیل الحکومة وتشکیل مجتمع مدنی نبوی بأنها إثبات لهذه الحقیقة، حقیقة کون الإسلام لا یقتصر على النصیحة والدعوة الشفهیة بل انه
یستهدف تحقیق الأحکام الإلهیة فی المجتمع وأن هذا الهدف الزاهر لن یتحقق إلاّ من خلال تشکیل حکومة عادلة.
واعتبر سماحته تعیین خلیفة النبی (ص) بأمر والهام من الله عز وجل فی واقعة غدیر خم بأنه استمرار لهذه الطریق وأضاف: رغم أن تاریخ الإسلام انتهج طریقا أخرى لکن هذا الخط بقی مؤشرا وفکرا هادیا إلى السعادة على مدى التاریخ حتى انه تحقق ببرکة إیمان واستقامة الإمام الخمینی والشعب الإیرانی فی هذا الجزء من العالم، وأنه سیتسع کل یوم فی العالم الإسلامی بفضل الله عز وجل.
وفی جانب آخر من کلمته اعتبر قائد الثورة الإسلامیة أنّ الاجتماع العظیم لـ110 ألف من قوات التعبئة بأنه مظهر لبستان التعبئة العطِر والعظیم فی أنحاء البلاد وقال: إن إمامنا (الخمینی) العظیم أوجد هذا البستان ببصیرته وفکره العمیق وسقاه بکلامه وسیرته حیث انه یزداد ازدهارا وإثمارا یوما بعد یوم.
واعتبر سماحته "التعبئة" بأنها حقیقة عظیمة ومتألقة وفریدة مشیرا إلى حضور النساء والرجال والعجزة والشبان والیافعین فی "التعبئة" وقال: إن حضور کافة القومیات الإیرانیة ومشارکة الطلبة وأساتذة الجامعات وطلبة المدارس والمعلمین ورجال الدین والعمال والمزارعین والتجار وسائر الشرائح الاجتماعیة والعلمیة والاقتصادیة فی التعبئة دلیل على شمولیة هذه المجموعة العظیمة والفریدة.
على صعید آخر اعتبر سماحته جهود أعداء الشعب الإیرانی وأذنابهم فی الداخل لتحقیر "التعبئة" والإساءة إلیها بأنها محاولات فاشلة وعقیمة وقال: إنهم یعاملون کلام الله ونبی الإسلام الأعظم (ص) بنفس الطریقة لکن هذا التعامل المشین لا ینقص من عظمة وتألق "التعبئة" الذاتی شیئا.
واعتبر قائد الثورة تواجد قوات التعبئة فی مختلف الأصعدة بأنه دلیل آخر على أهمیتها وقال: إن "التعبئة" وان کانت فی ذروة تألقها فی المیادین العسکریة الصعبة لکنها ستکون رائدة ومتقدمة أیضا فی أی مجال تدخل فیه وذلک ببرکة إخلاصها وإیمانها وشجاعتها وقوة إبداعها، کما أن الشباب والأساتذة التعبویین هم الیوم من ابرز الناجحین على الصعید العلمی فضلا عن الفنانین التعبویین الذین حققوا نجاحات کبیرة.
ووصف القائد الإخلاص و البصیرة بأنهما من الأرکان الرئیسیة للتعبئة قائلا: إن هذین العنصرین المصیریین یتمتعان بالتآزر المتبادل بحیث کلما زادت البصیرة یزداد الإخلاص وکلما ارتفعت درجة الإخلاص لدى الإنسان یزید الباری عز وجل نور البصیرة فیه أکثر.
واعتبر القائد أن الانتماء إلى التعبئة أمر مبارک لکنه أکد بأن البقاء على التعبئة والصمود على الطریق أهم من ذلک کما أن البقاء على التعبئة بحاجة إلى المراقبة الدائمة.
واعتبر قائد الثورة الإسلامیة هوى النفس بأنه أکبر عقبة أمام التحلی بالبصیرة مشیرا إلى تصرف البعض خلال الفتنة المبرمجة والمعقدة فی العام الماضی، وقال: إن المؤججین للفتن أرادوا فی تلک الحوادث الإمساک بزمام الأمور متجاهلین مصلحة البلاد ومعرضین عن الحقائق الواضحة حیث أن أعداء الشعب اللدودین فرحوا وابتهجوا بمحاولات هؤلاء ودعموهم لکن البعض لم یر ولا یرى هذه الحقائق الواضحة کما أن البعض رغم فهمهم لهذه الحقائق لم یقوموا بخطوة على أساس فهمهم بسبب ظلمة قلوبهم وأهواءهم النفسیة.
ورأى سماحته الثورة الکبیرة التی قام بها الشعب الإیرانی الرائد والمتقدم بأنها سعی لتغییر المسار الجهنمی للعالم الغارق فی المادة وأضاف: إن جمعا کبیرا من شعوب العالم فهم حقیقة ثورة الشعب الإیرانی لکن القوى العالمیة تقف أمام صوت الشعب الإیرانی المستنفر.
وفی ختام کلمته أکد قائد الثورة الإسلامیة على أن عامل نجاح الشعب الإیرانی یتمثل الیوم فی تجدید الاستعدادات الوطنیة وتعزیز الإخلاص والبصیرة، و البقاء على التعبئة وفق متطلبات الساعة، وأنّ الشعوب ستنتهی بالاقتداء بالشعب الإیرانی فی نهضته الکبرى.
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.