19 August 2009 - 18:03
رمز الخبر: 314
پ
/علماء الدین والتبلیغ /
رسا / حوارات ــ خبیر التبلیغ یرى أن الواقع الافتراضی حلبة مواجهة بین الحق والباطل ویحتاج إلى نشاطات أكثر لعالم الیوم تعقیداته وممیّزاته الخاصّة ویمثّل الانترنت والأقمار الصناعیة والرادیو والتلفزیون وجمیع التقنیات الحدیثة زوایا من هذه الخصائص والتعقیدات واستخدام الوسائل الحدیثة والمعاصرة فی الإعلام والتبلیغ الدینی بحاجة إلى معرفة وتعلم واستفادة من خبرات كثیرة .
خبیر التبلیغ ل"رسا": النشاطات الدینیة فی مجال العالم الافتراضی تتطلب همّة أعلى


اللقاء الآتی یتصدى لبحث التبلیغ الدینی وخصائصه وضرورته  والأضرار التی یمكن أن تلحق المبلغ خلال عملیة التبلیغ فی العالم الافتراضی ، نحاور فیه حجة الإسلام مهدی زارع خریج مؤسّسة الإمام الخمینی (رحمه الله) وأحد الناشطین فی الإعلام الدینی على الأنترنت والمدیر السابق لمركز حوار القرآن ، وهو الآن رئیس تحریر مجلة سجادة الألكترونیة ومدیر نوادی المركز الوطنی .

رسا ــ ماهی خصائص التبلیغ الدینی الأنترنتی ؟

أرى أن التبیلغ الدینی فی العالم الافتراضی كبقیة أنواع التبلیغ ــ مثل التبلیغ المباشر وجهاً لوجه والتبلیغ من على المنابر وغیرها ــ  له خصائصه وما ینبغی فیه وما لاینبغی  وكذلك فرصه وقیوده مما یتفاوت تناسبه حتى مع البیئات الافتراضیة المختلفة من مواقع وصفحات وب وشات وخطابة انترنتیة .

وأود أن أشیر إلى عدة ملاحظات فیما یتعلق بخصائص التبلیغ الانترنتی، ومنها :

 اــ خلود الموضوع التبلیغی ، فالموضوع فی التبلیغ التقلیدی یقدم فی زمان عرضه للمجموعة المعینة الحاضرة ، فی حین أنه لایوجد مثل هذا القید فی التبلیغ الانترنتی ، فالمخاطب یستطیع تناول الموضوع فی أی وقت یشاء . وإضافة إلى المخاطبین بالفعل الذین یتابعون المواضیع بنحو مستمر هناك المخاطبون بالقوة وهم من یصل بطرق أخرى ــ مثل محرّكات البحث ــ إلى المواضیع ویستفید منها ، وقد أفادت التجربة أن عدد المخاطبین بالقوة سیتخطى عدد المخاطبین بالفعل بعد مدة من استمرار النشاط على صفحات الوب مثلا ً.

كما یمكن إضفاء صفة الخلود على المواضیع التی قیلت فی غیر الشات والخطابة الانترنتیة مع إجراء بعض التعدیلات علیها .

2ــ إن بعض المواضیع لایمكن لكثیر من المبلغین أن یطرحوها فی التبلیغ المباشر وجهاً لوجه بسبب عوامل مختلفة كالشباب مثلا ً ، ولكن تم تجاوزذلك إلى حدود بعیدة فی البیئات الافتراضیة . وكذلك الحال فیما یتعلق بالمخاطبین ، فكثیر من الأسئلة  یتعذرعلیهم طرحها بنحو مباشر ، فی حین أنه یمكن بیسر سؤال المبلغ الدینی والحصول على الجواب عن طریق الانترنت .

3ــ إن المبلغ أثناء جوابه عن الأسئلة أوعرضه للمواضیع فی البیئات الافتراضیة لایكتفی بالاعتماد على مخزونه الذهنی ، فقبل أی نشاط تبلیغی یمكنه البحث والتحقیق بواسطة برامج مختلفة مما یقلل احتمال الوقوع فی الخطأ إلى حد كبیر.

4ــ هناك كثیر من العقبات تقف أمام إیصال التعالیم الدینیة بنحو مباشر إلى الأشخاص فی البلدان الأخرى ، ولكن یستطیع المبلغ عن طریق الانترنت أن یتصل بهؤلاء الاشخاص بأقل وقت وكلفة لتعریفهم بالدین الإسلامی المبین ورفع الشبهات التی تدور فی أذهانهم .

 

رسا ــ ماهی الضرورة لأن نبلغ فی الانترنت ؟

یرجع الجواب عن هذا السؤال إلى جوابنا عن السؤال الآتی : ماهو الهدف من انضمامنا إلى الحوزة العلمیة ؟ ألم ننضم إلیها لنكون جنوداً لإمام الزمان (عجل الله فرجه) ونتفانى فی الدفاع عن الدین الإسلامی ومذهب التشیع بما تعلمناه من علوم دینیة ؟ إن الانترنت فی الوقت الحالی مجال لمواجهة الحق والباطل ، ففی كثیر من الندوات والمؤتمرات وماشابه ذلك تتعرض التعالیم الدینیة إلى سیل من الشبهات الهادفة إلى زعزعة عقائد الشباب وإلقاء الشك فیها ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى یوجد الكثیرون فی الانترنت ممن یبحث عن الماء العذب لیروون ظمأهم ، فأی واجب أسمى من أن تتواجد مجموعة من طلبة العلوم الدینیة فی هذه الأجواء وتخصص شیئاً من وقتها لرد الشبهات والإجابة عن الأسئلة وعرض العلوم الدینیة ؟

 

رسا ــ ماهی مشاكل التبلیغ فی الانترنت؟

أهم مشاكل التبلیغ فی الانترنت هی عدم معرفة طلاب العلوم الدینیة بالبرامج ، وعدم وجود الامكانیات اللازمة ، وبطء الانترنت ،  والنشاط فی بیئة البیت حیث له مشاكله الخاصة ایضاً ، ومشاكل أخرى من هذا القبیل ، وأرى أنه من الممكن القضاء على كثیر من هذه المشاكل بفتح مركز خاص للتبلیغ الانترنتی وإقامة دورات تعلیمیة وهی فی طور الاعداد حالیاً لدى بعض المراكز .

 

رسا ــ ماهی أسالیب التبلیغ فی الانترنت ؟

تتعدد أسالیب التبلیغ فی الانترنت برأیی حتى لتكون بعدد المبلغین أنفسهم ؛ لأن لكل منهم أن یمتلك الأسلوب أو الأسالیب المناسبة لذوقه وطاقاته لاكتساب المخاطبین والتبلیغ والإجابة عن الأسئلة ، وهذه الأسالیب یمكن الاستفادة منها فی بیئات منوّعة . وأرى أن افضل الطرق فی جمیع بیئات الانترنت هو الحضور المؤسس على الصداقة والصدق وتقدیم المواضیع الملائمة للتخصص ، وبعبارة أخرى : إن للحضور التخصصی دوراً فاعلا ً فی كسب ثقة المخاطبین ومن ثم فی التأثیر الإیجابی للمبلغ .

 

رسا ــ كیف یمكن أن تكون الأسالیب التبلیغیة فی الانترنت ؟ تبلیغاً مثبتاً وفعّالاً أم تبلیغاًً انفعالیاً وإجابات عن الشبهات ؟

اعتقد بضرورة وجود الاثنین . وعندما تقول : التبلیغ المثبت ، فترید أن تؤیده ، ویستشف من طریقة تعبیرك عن النوع الثانی أنك لاترى هذا النوع من التبلیغ مناسباً ، فی حین أن الامر لیس كذلك ، فالاثنان مهمان ؛ إذ یجب علینا من جهة أن ننشر التعالیم الدینیة بلغة عصریة ، ومن جهة أخرى تجب الإجابة عن الأسئلة والشبهات ، ومن الطبیعی أنه ینبغی الوصول إلى أن المتخصص ذی العلاقة علیه الإجابة فی كل مجال حتى فیما یتعلق  بالأسئلة والشبهات .

 

رساــ ماهی خصائص المبلغ الانترنتی ؟  

إضافة إلى حیازة المبلغ الانترنتی للعلم والمعلومات الفنیة الكافیة التی بدونها یغلق أی طریق للتبلیغ ، علیه أن یتحلى بالتأنی والصبر والسعی لعرض كل المواضیع قربة إلى الله تعالى ، وأن یتجنب أی نوع من العصبیة حتى أمام المخالفین ، وبعبارة أخرى : أن یدعو الجمیع إلى الأخلاق الحسنة ویكون هو النموذج البارز للإنسان الأخلاقی .

ومن الملاحظات المهمة الأخرى التی تنال رعایة المبلغ لها أهمیة كبیرة هی : إحالة السائل إلى المتخصص فی الحالات الخارجة عن تخصصه ، وعدم الإجابة عند الجهل بالجواب ، وعدم الإصرار على رأیه بدون سبب ، والتحدیث المنظم للموقع .

 

رساــ ماهی الأضرار التی تهدد المبلغ الأنترنتی ؟  

من المسلم به أن التبلیغ الأنترنتی كسائر انواع التبلیغ یتعرض فیه المبلغ إلى عدة أضرار منها : طرح الشبهات عند الإجابة ، وتقدیم أجوبة واهیة لاتستند إلى العلم ، وخوض بحوث عدیمة الفائدة أو قلیلتها مع المعاندین ، وتنشیط سوق المخالفین بخوض البحوث ، والتعییر والجدل العقیم مع المخاطب ، وسحق شخصیته كمطالبته بالاعتراف بالخطأ ، وزجه فی مواقف العناد ، وأطالة الكتابة من دون فائدة ، والسباب والإجابة العصبیة ، والمدح المفتعل لبعض المواقع لكسب القراء ، وخوض بحوث سیاسیة و فئویة .

 

رسا ــ ماهی الطرق المتخذة لمواجهة هذه الأضرار ؟ 

أرى من الواجب أن یكون حضور المبلغین فی الانترنت والواقع الافتراضی مستنداً إلى الدین والتعالیم الإلهیة الأصیلة ، وأن ینتبهوا دائماً للاخطارالمحیطة بهم ،كما یجب على المبلغ التواجد بملابسه وشخصیته الدینیة الأبویة فی المحافل الانترنتیة ، وبهذا سینحّی جانباً كثیراً من الأضرار المتوقعة .

 

رسا ــ ماهی حاجات المخاطب فی الانترنت ؟

إن التعالیم الإلهیة الأصیلة كالماء العذب یسعى الإنسان إلیه دائماً للارتواء  منه ورفع ظمئه ، وترویج هذه التعالیم بلغة حدیثة یعد من اكثر الحاجات أساسیة فی الواقع الافتراضی ، وإلى جانب ذلك فی الأهمیة تأتی الإجابة عن الأسئلة ورفع الشبهات وطرح البحوث التی تبـرّئ ساحة الدین من بعض التهم الموجهة إلیه . واعتقد أنه یجب تشكیل فرق للعمل فی حوزة الدین والقیام بتقییم دقیق له ؛ لأن ما عرضته یمثل آرائی الخاصة مما قادتنی التجربة إلیه ، وللحصول على اتقان أكثر تنبغی الاستفادة من خبراء هذه الحوزة على اتم وجه .

 

رسا ــ ماهی الطرق الكفیلة بتلبیة هذه الحاجات ؟   

على الرغم من وجود كثیر من النشاطات القیمة فی الحوزة الدینیة الا أنه مازال المكان خالیاً لعدید من النشاطات ویتطلب همّة أكبر ، فیجب التحرّك نحو النشاطات الجماعیة المنظمة فی مجال الترویج للتعالیم الإلهیة لإحراز تطوراً كبیراً على الصعید الكمی والنوعی .

واقترح فی مجال الإجابة عن الأسئلة والشبهات خروج المراكز الخاصة بذلك عن حالة الجزر المستقلة وسعیها إلى مزید من التعاون . وأرى من المهم جداً إنشاء مراكز تتولى الإجابة بنحو آلی عن الأسئلة الموجودة ، وتهیّئ الإجابة عن الأسئلة غیر الموجودة فی یوم أو یومین ، وبلوغ هذا الهدف یتطلب تعاوناً وتنسیقاً بین جمیع مراكز الإجابة .

 

رسا ــ نشكركم كثیراً لتخصیص بعضاً من وقتكم الثمین بوكالة رسا للأنباء . 

 

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.