24 May 2011 - 00:08
رمز الخبر: 3459
پ
قائد الثورة الإسلامیة:
رسا/تقاریر- فی کلمة له بمناسبة ذکرى ولادة فاطمة الزهراء المصادف لیوم المرأة دعا الامام الخامنئی الى مواجهة صریحة وبدون تحفظ للمبادئ الغربیة الخاطئة فی موضوع المرأة، کما أشار إلى أنّ تحقیق الرؤیة الإسلامیة حول المرأة والأسرة بحاجة إلى دعامة قانونیة وضمانة تنفیذیة.
بالإیمان تحولت المرأة إلى إحدى الرکائز الأساسیة لانتصار واستمرار الثورة



اعتبر قائد الثورة الإسلامیة سماحة آیة الله السید علی الخامنئی المرأة من وجهة نظر الإسلام بأنها أساس البیت وزهرة وریحانة الأسرة، جاء ذلک لدى استقبال سماحته لمئات من النساء المثقفات والمدرسات بالحوزات والجامعات والنخب فی مختلف المجالات، وأشار القائد إلى انه تم انجاز أعمال کثیرة لإحیاء المکانة الحقیقیة للمرأة فی النظام الإسلامی لکن هناک مشاکل کثیرة على صعید التعاطی مع المرأة فی الأسرة، یجب حلها من خلال إیجاد آلیات قانونیة وتنفیذیة.
وفی هذا اللقاء الذی جاء على أعتاب المولد السعید لسیدة نساء العالمین فاطمة الزهراء(ع) ویوم المرأة، توجّه سماحته بتهانیه بهذه المناسبة، معتبرا عقد جلسات ومداولات بحضور جمع من النخب النسویة فی البلاد ونظرتهن الدقیقة والصائبة لمختلف القضایا بما فیها موضوع المرأة والأسرة بأنه یرمز إلى الحرکة العظیمة لهذه الشریحة لبلوغ الکمال والقمة.
وأکد قائد الثورة الإسلامیة أنّ نظام الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة تمکن من بلوغ القمة فی مجال تربیة نساء عالمات ومفکرات فی أکثر قضایا المجتمع دقة وحساسیة.
ورأى القائد أن أساس مشاکل العالم المعاصر فیما یتعلق بموضوع المرأة هو النظرة الخاطئة للغرب إلى مکانة ودور المرأة فی المجتمع وسوء الفهم بالنسبة لموضوع الأسرة، لافتا إلى أن هاتین المشکلتین حوّلتا قضیة المرأة إلى أزمة فی العالم.
وفی تحلیله لنظرة الغرب للمرأة رأى الإمام الخامنئی أن الغرب وفی الصیغة غیر المتزنة التی تبناها تدریجیا فی مختلف المجتمعات والأوساط، قام بتقسیم البشریة لقسمین، هما "الرجال" أی الجانب المنتفع و"النساء" أی الجهة التی تتعرض للاستغلال والانتفاع منها.
وأضاف قائد الثورة الإسلامیة قائلا: إذا أرادت النساء إظهار شخصیاتهن فی المجتمعات الغربیة وفقا لهذه النظرة الخاطئة فعلیهن أن یعملن بشکل یستسیغه الرجال أی الجانب المنتفع، وهذا ما یشکل أکبر إهانة وظلم وتضییع لحق النساء.
وأشار سماحته إلى المحاولات المنظمة والتدریجیة للمشرعین الإستراتیجیین الغربیین لترسیخ هذه الثقافة الخاطئة فی أذهان الشعوب قائلا أنه ولهذا السبب إذا قام شخص بإدانة السلوکیات القائمة على الإثارة النسویة فی المرافق العامة فإنه یتعرض لهجمة إعلامیة وسیاسیة غربیة شرسة.
ورأى سماحته فی موقف الغرب من الحجاب بأنه یمثّل جانبا آخر من النظرة التعسفیة لقضیة المرأة معتبرا أن السبب الحقیقی وراء معارضة الغربیین للحجاب هو أنه یتحدى سیاسة الغرب تجاه المرأة والمتمثلة فی التبرج والسفور حیث یحول دون تحقیقها.
واعتبر الإمام الخامنئی تهاوی کیان الأسرة والنمو السریع للتجارة المخزیة للمرأة وظاهرة الأطفال غیر الشرعیین والحیاة المشترکة بدون زواج بأنها من العواقب المشؤومة للرؤیة القائمة على سوء استغلال الغرب لمقولة المرأة، مضیفا أن على الجمهوریة الإسلامیة أن تهاجم بشکل صریح وبدون تحفظ المبادئ الغربیة الخاطئة فی موضوع المرأة وتنتقده بجدیة وباستمرار وأن تتحمل أعباء المسؤولیة فی الدفاع عن المنزلة والشأن الواقعی للمرأة.
کما اعتبر الإمام الخامنئی الرؤیة الخاطئة للأسرة بأنها المشکلة الثانیة التی أثارت أزمة بالنسبة للشریحة النسویة فی المجتمعات الغربیة.
وأضاف سماحته أن نظرة الإسلام حیال الأسرة ومکانة المرأة وخلافا للغرب واضحة للغایة بحیث أن النبی الأکرم(ص) والأئمة الأطهار (ع) وفی خطاباتهم وأحادیثهم المختلفة شددوا على هذه المنزلة الرفیعة.
وأشار قائد الثورة الإسلامیة إلى أن تحقیق الرؤیة الإسلامیة حول المرأة والأسرة بحاجة إلى دعامة قانونیة وضمانة تنفیذیة موضحا أنه بالرغم من جمیع الأعمال المنجزة بعد انتصار الثورة الإسلامیة لکن هناک نواقص کثیرة حول المرأة، داعیا إلى معالجة بعض السلوکیات داخل الأسرة.
وشدّد سماحته على أن البیئة الأسریة یجب أن تکون آمنة للمرأة ومدعاة لکرامتها واستقرارها لکی یتسنى لها القیام بواجبها الرئیس وهو صیانة الأسرة بأفضل وجه ممکن.
وتطرق الإمام الخامنئی إلى النظرة والحرکة المروعة التی کانت سائدة قبل انتصار الثورة بالنسبة للمرأة معتبرا أن السیدة الإیرانیة وبسبب تحلیها بجوهرة الإیمان الخالص تمکنت من التغلب على تلک الموجة المدمرة وتحولت إلى إحدى الرکائز الأساسیة لانتصار واستمرار الثورة.
واعتبر قائد الثورة الإسلامیة النظرة المتفائلة لمکانة المرأة فی العقود الثلاثة الماضیة بأنها نظرة واقعیة، منوها بالتقدم الباهر والجدیر بالإشادة الذی حققته المرأة فی مختلف المجالات السیاسیة والاجتماعیة والثقافیة وخاصة فی المجال العلمی.
وتابع القائد: "من المؤکد أن هذه النظرة المتفائلة یجب ألا تحول دون تحدید نقاط الضعف بل وإنما ینبغی الإسراع فی المسیرة الناجحة للجمهوریة الإسلامیة فی مجال المرأة واحتواء الثقافة الغربیة الخاطئة والشائعة فی العالم من خلال تحدید العیوب والنقائص والمشاکل وإزالة نقاط الضعف".
وشدد الإمام الخامنئی بأن معظم الأعمال المرتبطة بموضوع المرأة یجب أن تنجز من خلال الدراسة والأفکار والرؤى التی تقدمها النساء من جهة وطرح الحلول العملیة للمشاکل من جهة أخرى کی تستطیع المرأة والفتیات الشابات من خلالها قطع خطوات کبرى فی هذا المجال وأن تقترب الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة من أهدافها السامیة یوما بعد یوم.
وأکد قائد الثورة الإسلامیة بأن موضوع الأسرة والمرأة هو أحد المواضیع المهمة للدراسة والتفکیر وقال: بناء على ذلک فإن موضوع المرأة والأسرة سیشکل أحد المواضیع المطروحة فی سلسلة جلسات الأفکار الإستراتیجیة فی المستقبل".
ودعا الإمام الخامنئی جمیع النساء المفکرات للمشارکة الجادة فی هذه الجلسات، مضیفا أنه ینبغی مناقشة وطرح القضایا المتعلقة بالمرأة بصورة تخصصیة وعلمیة وبالاعتماد على المصادر الإسلامیة والفکر الثوری الأصیل ومن ثم طرحها فی جلسات الأفکار الإستراتیجیة کی یتم وضع النتائج الحاصلة منها أساسا للتخطیط والعمل.

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.