الوهابیة تتعامل مع الآیات المطابقة لأهوائها فقط وتذر ما سواها

أفاد مراسل وکالة رسا للأنباء أن المرجع الدینی سماحة آیة الله ناصر مکارم الشیرازی واصل الیوم محاضرته الأسبوعیة فی تفسیر القرآن الکریم، بحضو حشد غفیر من فضلاء الحوزة العلمیة فی قم.

وأکد سماحته على وجود ثلاثة أنواع من تفسیر القرآن، قائلاً: لا بد للمفسر من الاعتماد على الأسالیب الثلاثة فی تفسیر القرآن الکریم، فیأخذ بتفسیر القرآن بالعقل وتفسیر القرآن بالقرآن وتفسیر القرآن بالروایات والأخبارة المأثورة عن المعصومین الأربعة عشر؛ إذ لایغنی أحدها عن الآخر.

وشدد على أن التفسیر بالعقل لا یعنی التفسیر بالرأی والظن، مردفاً: إن من یبتعد عن الأئمة الأطهار من أهل البیت (ع) یؤمن بإله یراه بعینیه، فنحن فسرنا قوله تعالى: (إلى ربها ناظرة) باللطف والرحمة الإلهیة بواسطة الأئمة المیامین؛ لکن من لا یؤمن بهم یعتقد بالرؤیة الظاهریة.

وأشار سماحته الى أن کبار علماء التشیع أطلقوا عبارة" القرآن یفسر بعضه بعضاً"، وقال: ورد التأکید على تفسیر القرآن بالقرآن فی کتب أهل السنة أیضاً. ولقد صرح أمیر المؤمنین (ع) بذلک فی الخطبة 133 من نهج البلاغة، وأشار الى ذلک فی الخطبة 18 کذلک.

ولفت سماحته الى وجود آیات محکمات ومتشابهات فی القرآن الکریم، مضیفاً: الآیات المتشابهة أو غیر الواضحة یمکن تفسیرها عن طریق الآیات المحکمة أو البیّنة، والانسان المؤمن یأخذ بالآیات المحکمة ویضع المتشابهة جانباً؛ بینما ینحو الضالون بنحو مغایر وینحرفون عن جادة الصواب والاستقامة.

وبیّن سماحته أن الفرقة الوهابیة تأخذ ببعض القرآن وتذر البعض الآخر، متابعاً: الوهابیون المتطرفون من هذا القبیل، فیتعاملون مع الآیات المطابقة لأهوائهم ومیولهم فقط ویتمسکون بما یتناسب مع رغباتهم، ویذرون ما سوى ذلک.

وأردف سماحته قائلاً: بعض الفرق والمذاهب الاسلامیة تعتقد بالجبر، وتستدل علیه ببعض الآیات القرآنیة؛ والحال أنه ینبغی الالتفات الى الآیات القرآنیة مع بعضها البعض، وإلا ابتعدنا عن القرآن والاسلام.