24 June 2011 - 16:14
رمز الخبر: 3600
پ
فی ندوة ..ثورة البحرین إلى أین؟
رسا/تقاریر- احتضن "مرفأ الکلمة للحوار والتأصیل الإسلامی" بمدینة قم ندوة سیاسیة تحت عنوان:"ثورة البحرین إلى أین؟" وذلک بمشارکة کل من سماحة السید جعفر العلوی؛ أحد علماء البحرین المعارضین، والأستاذ علی السماهیجی المحامی البحرینی.
السید جعفر العلوی: کل الثورات تتعرض للتشویش


فی کلمته تحدث سماحة السید جعفر العلوی عن مفهوم الثورات من منظور قرآنی فقال: من طبیعة الثورة وأینما تقع منذ زمن الأنبیاء ومرورا بأهل البیت وإلى عصرنا الحاضر تتعرض لاختلاف فی وجهات نظر من قبل الآخرین حول طبیعة وغایة ونوعیة هذه الثورات.
وأضاف: نلاحظ کیف أن الشواهد التاریخیة تثبت أن الأنبیاء علیهم السلام تعرضوا للجدل بسبب حرکاتهم الإصلاحیة والثوریة، وعندما نستحضر حیاة الأئمة المیامین من أهل البیت علیهم السلام سنجد کیف أن بعض الناس جادلوهم ومنهم المؤمنین أیضا.
وأوضح سماحته کیف أن الجدل کان قائما فی ذلک الزمان حول ما جدوى القتال؟ وما جدوى الثورة؟ وما جدوى التضحیة؟ وماهی الغایة القصوى وما الغایة العلیا؟..معتبرا ذلک من السنن التاریخیة، ومصداق ذلک أن یحصل خلاف حول الثورات وتتعرض قیمها إلى تشویش متعمد، لیخلص إلى أنّ هذا ما تعرضت له ثورة( میدان اللؤلؤة)فی البحرین حیث اتهمت بأنها طائفیة..
وذهب السید جعفر العلوی إلى أنّ الثورة بمفهومها العام هی صوت معبّر عن القضایا الکبرى التی تمر بها الأمم والشعوب الحرة، وهو أمر یمتحن الله به عباده ویمحصهم لمواجهة تحدیات العصر، مؤکدا على أن دافع الثورة هو الذی ینیر الدرب أمام الأجیال القادمة ویؤمن لهم مستقبلا حضاریا مشرقا تعلو فیه کلمة الله وتحفظ فیه الکرامة للمجتمع المسلم فقد قال تعالى:"ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبیع وصلوات یذکر فیها اسم الله..." وأضاف: فلو جرت أمور العالم على نحو هادئ وساکن لما ظهر فی التاریخ عظماء أو مصلحین ولما عرف الجبناء والخونة .
وأکد السید العلوی و فی ردّ ضمنی على مزاعم الحكم فی البحرین والذی دأب على ربط كلّ تحرك للشعب البحرینی بالجمهوریة الاسلامیة فی إیران، فقال: " نحن بدأنا حركتنا السیاسیة والدستوریة فی البحرین قبل انتصار الثورة الإسلامیة فی إیران" مستعرضا مفاصل أساسیة من حرکة الشعب البحرینی ونضاله؛ بدءا بمطلب الملکیة الدستوریة تحت الانتداب البریطانی فی أعقاب ثورة العشرین فی العراق عام 1920م إلى ثورة اللؤلؤة حیث کان المطلب الشعبی بتغییر النظام وإسقاط نظام الملکیة الدستوریة، فکان الشعار الثوری الذی دوى فی أرجاء البحرین (یسقط حمد). وأکد العلوی أن جمیع فئات المجتمع البحرینی کانت مستعدا لرفد الثورة بالأرواح ولآخر قطرة دم منوّها بهذا التفانی الشعبی والروح الثوریة المتجذرة فی أبناء الشعب البحرینی.
وأشار السید العلوی إلى أن آل خلیفه فی البحرین توارثوا الحکم منذ220 سنة، وظلوا طوال هذه المدة یدعون بأنهم منصفین بحق أبناء الشعب من الشیعة (والشیعة هم اغلبیه أبناء الشعب) ولکن الواقع غیر ذلک حیث الظلم والتهمیش لأبناء الشعب، واعتبر السید العلوی ان القمع الذی تشهده البحرین یعد سابقه فی تاریخ القمع السافر الوحشی حیث لم یشهد تاریخ البحرین مثل هذه الأفعال المشینة و القاسیة بحق الشعب البحرینی .
بعد ذلک تحدث المحامی البحرینی علی السماهیجی الذی جاء للتو من قلب الثورة البحرینی وشهد أحداث القمع والقتل العشوائی لشباب الثور، حیث نقل شهادات عن القمع الوحشی الذی یتعرض له شعب البحرین، مؤکدا بالقول: لأول مرة اشهد أن قلوب البحرینیین تتوحد ضد بقاء النظام واستمرار حکمه..وأضاف: أؤکد لکم أننی حتى آخر لحظه قبیل خروجی من البحرین، شاهدت الشعب البحرینی بنفس حماسه الأول الذی انطلقت منه الشرارة الأولى للثورة.
وفی ختام الندوة سأل مراسل رسا نیوز السید العلوی عن الإشاعات التی تتحدث عن الصراع بین البیت الشیعی البحرینی وتداعیات ذلک على المعارضة ؟
فأجاب قائلا:على العکس هذه الثورة وحّدت صفوف الشیعة أکثر من السابق وهم مع اختلاف آراءهم العلمیة إلاّ أنهم فی الثورة صف واحد.
أما المحامی علی السماهیجی فقد أجاب مراسلنا عن سؤاله بخصوص مقومات الثورة فی البحرین ؟
فأجاب: لثورة البحرین کل مقومات الثورة لأننی عندما شاهدت بعینی کیف الناس؛ وبالذات الشباب؛ متحمس للثورة وکیف هی الاستعدادات العالیة للتضحیة أیقنت بأنّ هذا جو ثورة وشکرت الله على هذه القلوب المؤمنة والخالصة لله عز وجل.

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.