20 July 2011 - 00:14
رمز الخبر: 3705
پ
آیة الله جعفر السبحانی:
رسا/ أخبار الحوزة المحلیة- قال آیة الله جعفر السبحانی: من أعمال النبی (ص) للحد من إیجاد البدع فی الدین، الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر.
الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر عامل رئیس فی محق البدع

أفاد مراسل وکالة رسا للأنباء من مشهد أن المرجع الدینی سماحة آیة الله جعفر السبحانی واصل الیوم سلسلة محاضراته فی علم الکلام فی مدرسة نواب العلمیة فی المدینة، قائلاً: لقد تنبأ الرسول الأعظم (ص) بشیوع البدع عقب وفاته، فقال فی بعض أحادیثه: «و شر الأمور محدثاتها، وکل محدثة بدعة، وکل بدعة ضلالة، وکل ضلالة فی النار».

ولفت سماحته الى أن البدعة الأولى التی ابتدعت فی الاسلام هی حرمان وارث النبی (ص) من إرثه، متابعاً: کان لنبی الاسلام (ص) نوعان من الأموال: أموال مرتبطة بمقام النبوة والامامة والولایة، وهی مما لا یمکن انتقالها بالإرث أبداً، والنوع الآخر عبارة عن الأموال الشخصیة، فلا داعی لحرمان ورثته من أمواله الشخصیة.

وتساءل سماحته: لماذا یرث الناس من آبائهم ولا ترث الزهراء المرضیة (س) أباها؟ مضیفاً: کان للنبی الأکرم (ص) أموال خاصة به غیر فدک؛ لکن قضیة فدک وغیرها لیست إلا ذریعة لتجرید فاطمة (س) من السلاح الذی یمکن أن تساند به علیاً (ع).

وشدد سماحته على أن النبوة لا تقبل الإرث، قائلاً: حصل التوارث بین الأنبیاء أیضاً، فقال تعالى: «وَوَرِثَ سُلَیْمانُ داوُدَ وَقالَ یا أَیُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّیْرِ وَأُوتِینا مِنْ کُلِّ شَیْ‏ءٍ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِینُ ... ». ولو کان الموروث هو العلم حقاً لکان الأنسب العطف بالفاء بدل الواو، أی لورد "فقال" بدلاً من "وقال".

وأشار سماحته الى أن أهل السنة یتمسکون فی استدلالاتهم بحدیث النبی (ص): "نحن معاشر الأنبیاء لانورث، ما ترکناه صدقة"، مبیناً: إننا نرد علیهم: لمَ ذکر النبی هذا الحدیث لأبی بکر ولم یطلع ابنته علیه؟ وإن کان موجونداً بالفعل فیحتمل أن معناه هو أن ما ترکناه بعنوان الصدقة لا یمکن أن یکون إرثاً.

ونوه سماحته ببعض عوامل نشوء الابتداع فی الاسلام، مشدداً على أن أهمها التقدیس الجاهلی، وقال: ورد فی القرآن الکریم: «یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ وَرَسُولِه»، والمقصود بذلک لیس التقدم فی المشی. إن التقدیس فی مرحلة الشباب خطیر للغایة، وخاصة عند بعض رجال الدین وطلبة العلوم الدینیة.

وأکد على أن البدعة الثانیة هی التعصب عن علم وعمد، قائلاً: أبدى بعض الخلفاء حساسیة مفرطة تجاه موضوعین: عمرة التمتع ومتعة النساء؛ لکن المصلحة الفردیة والتعصب الجاهلی دفعاه لتقدیم المتأخر وتأخیر المتقدم، أی تقدیم المصلحة الشخصیة على ما سواها.

وأردف سماحته قائلاً: لو کان الناس قد تحرکوا وفقاً لمرجعیة أمیر المؤمنین علی (ع) لما وجد کل هذا العدد من الفرق الاسلامیة، وقد حاول النبی الکریم (ص) تفادی هذا الشرخ بتکرار حدیث الثقلین «إنی تارک فیکم الثقلین: کتاب الله وعترتی أهل بیتی» غیر مرة، بالاضافة الى أحادیث أخرى، منها حدیث السفینة: «إنی تارک فیکم الثقلین کتاب الله وعترتی أهل بیتی».

ومضى سماحته فی القول: من أعمال النبی (ص) الأخرى للحد من إیجاد البدع فی الدین، الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر. ومن هذا المنطلق اختبر الباری عز وجل الشعب الایرانی فی مواقف عدیدة، حتى تحققت الأحلام التی راودت الأنبیاء والأولیاء والصالحین، تطبیقاً لقوله تعالى: «الَّذِینَ إِن مَّکَّنَّاهُمْ فِی الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّکَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنکَرِ».
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.