23 August 2009 - 21:46
رمز الخبر: 378
پ
رسا/تقاریر ـ إنّ دور المسجد سیبرز على أساس کونه حلقة وصل فی شبکة المساجد التابعة للمدینة والدولة والعالم المعنوی.
تقریر عن الندوة التخصصیة: تقنیة التبلیغ

أفاد تقریر وکالة رسا للأنباء، أنّ الدکتور علی اکبر جلالی، أستاذ جامعة العلوم والصناعة فی إیران، صرح فی ندوة تقنیة التبلیغ التخصصیة، التی أقیمت فی مرکز مهرجانات هذه المؤسسة، بجهود مؤسسة التبلیغات الإسلامیة فی حوزة قم العلمیة، فقال: إنّ تأثیر تقنیة المعلومات فی تغییر نظام التبلیغ فی الحوزة یضاهی تأثیره عل الاقتصاد.

واستطرد قائلاً: إنّ مقولة المذهب، والدین، والمعنویة تحتاج إلى وسائل إعلام صحیحة وواسعة على المستوى العالمی، إلا أنّ القسم الأعظم من المجال الإعلامی لمؤسسة الحوزة الدینیة فی القطر یعمل بصورة تقلیدیة على ضوء ما جرى علیه العمل فی الأعوام الماضیة.

وقد أبدى جلالی قائلاً: یجب أن تتغیر الیوم خدمات المؤسسات التابعة للحوزة الدینیة من الشکل التقلیدی، إلى شکل یتناسب مع المتطلبات؛ نتیجة للأوضاع الجدیدة للحیاة والتغیرات السریعة لمتطلبات الإنسان فی الألفیة الثالثة، ووجود التقنیات الحدیثة والمتطلبات الثقافیة والاقتصادیة والاجتماعیة.

وأشار قائلاً: لحسن الحظ، نحن لسنا قلقون بالنسبة لقضیة المضمون فی هذا المجال، لکن الهواجس منصبة على إبراز هذا المضمون بشکل یتناسب ومتطلبات العصر، بحیث یستفاد منه المجتمع بصورة أفضل.

ومن خلال إشارة جلالی إلى ضرورة الاستفادة من الأطر الجذابة والمتناسبة مع أصحاب اللغات المختلفة، أدلى قائلاً: یجب العمل دائماً على أساس الشکل والمضمون والمعرفة التی یحتاج إلیها المخاطبون، ولا بد أن تتحقق أهداف التبلیغات الدینیة من خلال التحلیل والتفسیر الصحیح.

کما أکد هذا الأستاذ الجامعی قائلاً: لابد أن یکون دور المبلغین والمدراء فی الاستفادة من الأسالیب والأفکار الجدیدة فی التنمیة والإدارة فی مجال التبلیغات الدینیة فی العالم المجازی، دوراً مؤثراً جداً.

ونوه جلالی قائلاً: إنّ تقنیة المعلومات والاستفادة منها، أضحت تتغیر على أساس شکل التبلیغات فی العالم، وستعمل المؤسسات فی الألفیة الثالثة من خلال الدمج بین الوسائل الحقیقیة والمجازیة.

وأضاف قائلاً: إنّ مسیرة تنمیة النشاطات الدینیة لشبکة المؤسسات ستتغیر عما علیه الیوم، وإنّ دور المسجد سیبرز على أساس کونه حلقة وصل فی شبکة المساجد التابعة للمدینة والدولة والعالم المعنوی.

کما أکّد على توسیع استثمار الأسالیب التبلیغیة الجدیدة، والدراسة فی الحوزات الدینیة، وقال: إنّ النخب الدینیة یجب أن یوفروا للمجتمع تراجم شفافة وواضحة مقترنة بأمثلة من القرآن تتناسب مع العصر.

وأکد قائلاً: ینبغی الاستفادة من الوسائل المعاصرة مع استخدام أفضل التقنیات وجعلها فی خدمة القرآن الکریم؛ لنتمکن من خلال الأسالیب المباشرة وغیر المباشرة الاستفادة من القرآن الکریم فی الشؤون الحیاتیة والأخرویة.

وصرح جلالی قائلاً: إنّ أفضل معطیات وسائل الاتصال الجدیدة للتبلیغ، السرعة ودوام انتشار الرسالة التبلیغیة، وشمولیتها للمخاطبین على مستوى العالم، وتوفیرها للأشکال والأطر الکاملة والمتنوعة لبیان أی مطلب من المطالب.

وأبدى قائلاً: إننا نشهد الیوم ظهور مجال جدید فی المجتمع العالمی تحت عنوان العصر المجازی، وإنّ هذا المجال یرتکز على نشاطات الشبکة العنکبوتیة، حیث أصبح الانترنت قسماً من بناء حیاتنا الأساسیة، وهو ینمو بشکل سریع فی جمیع أنحاء العالم.

کما أشار هذا الأستاذ الجامعی قائلاً: إنّ هذه التقنیة فی حالة اجتیاز للمراحل النهائیة من تطورها فی حرکة التحولات فی حیاة البشر، وسندخل قریباً المرحلة اللاحقة من العصر المجازی ذو الثلاثة أبعاد.

وأکّد قائلاً: إنّ التبلیغ هو أحد الأصول الإسلامیة الدائمة؛ ولذا یجب أن یکون التبلیغ الدینی متناسباً مع أوضاع ومقتضیات التحولات العالمیة.

وأضاف جلالی قائلاً: یجب أن تأخذ الخصائص النفسیة والاجتماعیة للمخاطبین بعین الاعتبار فی برنامج التبلیغ، کما یلزم أن تکون جمیع جوانب التبلیغ فی العصر الحاضر علمیة.

وأبدى قائلاً: فضلاً عما تقدم یلزم الالتفات إلى أنّ الاهتمام بمضمون التبلیغ فی الإسلام أهم من أصل انتشاره، ومن المعلوم أنّ تقنیة المعلومات تساعدنا على التعرّف على جوانب الإسلام والقرآن وکشفها والتعریف بها.

وأدلى قائلاً: إنّ الإسلام بصفته أکمل الأدیان، هو دین تبلیغی مائة فی المائة، وإنّ القرآن الکریم فی سورة الشورى، فی الآیة الخامسة عشر، یشیر إلى وظیفة الرسول (ص) ویقول: (یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَیْکَ مِن رَّبِّکَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ).

والمح هذا الأستاذ الجامعی قائلاً: إنّ الإمام الراحل (رض) یعرّف التبلیغ بأنّه: التعریف بالخیر والتشجیع على فعله، وتصویر الشر وبیان طرق الابتعاد عنه؛ وهو من الأصول المهمة جداً فی الإسلام العزیز.

وأبدى قائلاً: کما یعرّف ولی أمر المسلمین التبلیغ فی الإسلام بأنّه: إیصال الحقائق والمعارف الإسلامیة ودعوة الناس وتشجیعهم على إطاعة الأوامر الإلهیة والتأسی بسیرة الأنبیاء والأئمة الأطهار علیهم السلام.

وأضاف جلالی قائلاً: إنّ الهدف من التبلیغات فی الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة إیصال صوت الإسلام المفعم بالحیویة والنشاط، ونشر عقیدة التوحید مصدر العزة والافتخار للشعوب القابعة تحت براثن الظلم والموثقة بقیود الدنیا، وهذا یعتبر أهم رسالات الأمّة الإسلامیة الإیرانیة.

ومن خلال تقدیمه لأمثلة وإظهاره لصورة عن الوضع السابق فی مدینة هیروشیما، وما آل إلیه الأمر فی العصر الراهن، أشار إلى دور المبلغین، ووسائل الإعلام الوطنیة، ووسائل الإعلام الجماعیة فی إصلاح ثقافة الشعوب، وقال: إنّ الشعب فی هیروشیما تمکن من صناعة هذه المدینة على أجمل صورة، بعد أن دمّرها العدو.

ومن خلال تقدیمه لبعض الإحصائیات، أبدى قائلاً: علینا أن نقوم بالتعرف على جذور مشاکلنا الثقافیة، ثمّ القیام بحلها على أساس التثقیف والإدارة الصحیحة.

وأضاف قائلاً: على ضوء آخر نتائج مرکز تحقیقات الإذاعة والتلفزیون التی أجریت فی بهمن عام 1387 ش، تبین أنّ الناس غیر راضین عن الإسراف المفرط، ویعتقدون أنّ من الضروری أن تقوم وسائل الإعلام بالتثقیف فی هذا المجال.

ومن خلال ذکر الدکتور جلالی لإحصائیات تتعلق بهذا الأمر أضاف قائلاً: إنّ 87 بالمائة من الشعب یعتقدون بوجود الإسراف المفرط بشکل کبیر جداً، و 9/80 بالمائة من الناس یعتقدون بلزوم التثقیف فی هذا المجال، و 2/23 بالمائة من الناس یعتقدون بوجوب وضع عقوبات على الأشخاص المسرفین باعتباره أفضل السبل لمنع الإسراف المفرط.

وأضاف قائلاً: لقد کانت أکثر المواد التی یسرف فیها مجتمعنا هی: الخبر 2/77 بالمائة، الماء 9/79 بالمائة، الکهرباء 2/72 بالمائة، مواد التجمیل 3/63 بالمائة، المواد الغذائیة 7/62 بالمائة.

کما أبدى قائلاً: أما المجتمع فی العاصمة طهران، فقد کانت نسبة الإسراف المفرط فیه فی مراسم الأعراس تشکل 2/92 بالمائة، وفی مراسم الضیافة 5/86 بالمائة، وفی مراسم قراءة الفاتحة 6/75، وفی مراسم ولائم الزیارة 6/73.

ومن خلال إشارته إلى ضعف الأنظمة التقلیدیة أکّد قائلاً: إنّ الزمان فی أنظمة الخدمات الحکومیة التقلیدیة لیس له قیمة تذکر، ولا یعتمد على الأسلوب العلمی إلا قلیلاً، کما أنّ الاستهلاک فی الأنظمة الحکومیة التقلیدیة أکثر من الحاجة، ولا یتناسب النظام الحکومی مع الخدمات، کما لا یعتمد الأسالیب المناسبة.

کما صرح الدکتور جلالی قائلاً: أما الدولة الالکترونیة، فهی تقوم بالسیطرة على الزمان، وتهتم بموظفی الدولة ومسؤولیهم، وتضع حسابات للاستهلاک المناسب، ولا تسمح بالاستهلاک إلا بما یتناسب ومقدار الحاجة، علماً أنّ الدولة الالکترونیة قائمة على نظام الحسابات الریاضیة العلمیة، ومبتنیة على المعرفة والنظام الأمثل الذی یتناسب مع خدمات وقدرات العاملین فیها.

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.