01 October 2011 - 13:16
رمز الخبر: 3938
پ
آیة الله عیسى قاسم:
رسا/منبر الجمعة- جاءت خطبة الجمعة هذا الأسبوع والتی ألقاها آیة الله الشیخ عیسى قاسم شدیدة فی لهجتها بعدما وصل البطش مداه من خلال التنکیل والاعتداء على النساء الحرائر فی منطقة "سیتی سنتر"، مؤکدا أن لا تراجع عن المطالب الشعبیة.
لم یعد الإصلاح الحقیقی أمنیة من أمانی الشعب، وإنما ضرورة من ضرورات وجوده

کان تعبیر"بلغ السیل الزبى" الذی استعمله آیة الله الشیخ عیسى قاسم فی خطبة الجمعة بمسجد الامام الصادق (ع)بالدراز معبرا عن حجم الاحتقان الذی بلغته الاوضاع فی البحرین..یقول سماحته:"بلغ السیل الزبى.. ولیس شیء من المقدسات والحرمات، ومن الدماء والأموال فی هذا الوطن إلا وتعدت علیه السیاسة، وناله بغی عظیم منها، وجرأة على الله ورسوله والدین الکریم".
کلام الشیخ قاسم جاء على خلفیة الاعتداء المشین على الحرائر المؤمنات فی المنامة یعلق الشیخ: الصورة المعروضة عما ارتکبته حماقة السیاسة وجاهلیتها وطیشها وغرورها فی حق الحرائر الکریمات، من بنات هذا الوطن فی (سیتی سنتر) جارحة جرحاً لا ینسى، مقرحة قرحاً لا یداوى، صارخة بأن وراءها جاهلیة سوداء، وسقوطاً خلقیاً ذریعا، وسخریة ممعنة بهذا الشعب وهزءاً به، وحقدا على بناته وأبنائه.
ویستطرد سماحته: کان الله فی عون هذا الشعب، وفرج الله عنه،
إذا کانت هذه السیاسیة الإرهابیة الممعنة فی القسوة والإذلال من اجل أن تتراجع المطالب الشعبیة خطوة للوراء، فإن المطالب فی نفسها غیر قابلة للتراجع، ومثل هذه الأسالیب إنما تزید من الإیمان بالتمسک بها، وتجعلها ضرورة ملحة لا تقبل التأجیل.
بل هو یؤکد: لم یعد الإصلاح الحقیقی المضمون أمنیة من أمانی الشعب، وإنما قد تأکد له أنه ضرورة من ضرورات وجوده، والضرورة لا یمکن التخلی عنها بحال.
ولعل الامر وبالمعیار المنطقی لا یقبل المساومة، یقول أیة الله قاسم: لقد بذل الناس الکثیر واعطوا اثماناً غالیة من اجل الإصلاح الذی یمثل حلاً واضحاً کافیا، فلم یعطوا کل ذلک من اجل الحوارات المستغفلة لقتل الوقت، ولا من اجل تحسین لقمة العیش على اهمیته، واطلاق سراح السجناء على ضرورته فحسب، وإلا لما عرض الناس أنفسهم للسجن ابتداء، ولا شحوا بها على ضیق معاناتهم من أول الأمر، ولم یعطوا کل ما اعطوا من اجل اصلاح شکلی سطحی یبقی عمق المشکلة والمآساة على ما هو علیه، تأسیسا لجولات آخرى من المتاعب والخسائر والألام.
یضیف: اعطوا ویعطون من اجل أن یروا أنفسهم فی وطنهم أحرارا، یشارکون بغیر منٍ فی رسم مستقبل بلدهم ومسار سیاسته، ویتمتعون بخیراته فی قسمة عادلة لا ضیزا، ویقتسمون المواقع الإیجابیة فیه على حدٍ سواء، لا تمییز بینهم إلا على أساس الأمانة والکفاءة، وکل ذلک یحتاج إلى دستور صالح رشید جدید.
وعن عبثیة الخیار الامنی الذی تراهن علیه السلطة یقول: إذا کان العنف والإنتهاک الصارخ لحرمة الحرائر بالصورة الفضة المخزیة، لزرع روح الرعب فی نفوس الرجال والنساء، فقد کفاکم ما جربتم من القسوة البالغة ضد أبناء الشعب طوال سنین، مما لم یثلم فی عزیمتهم، وإنما کان دائماً یزیدهم اصراراً على المضی إلى الأمام.
وإذا کان هذا الإستفزاز من اجل أن یخرج الشعب عن سلمیته، لتجدوا مبرراًً لتصفیاتٍ دامیةٍ واسعةٍ لأبنائه وبناته، فإن الشعب باقٍ على التمسک بخطه السلمی إیماناً منه بوجاهة هذا الخط، وحرصاً منه على مکتسبات الوطن، وإبقاءً منه على ما یعید لأبناء هذا الوطن اللحمة القویة المتینة بینهم، ولا یسمح بزیادة الشروخ وبعثرة المجتمع المسلم وتمزقه إلى شراذم.
ویؤکد الشیخ فی ضوء کل ذلک بأنّ "الأسلوب السلمی هو الأقرب لأخلاقیة الشعب وطبیعة تحرکه الذی لا یستهدف خراباً ولا فسادا، وإنما کل هدفه الإصلاح".
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.