26 August 2009 - 05:10
رمز الخبر: 409
پ
أستاذ الحوزة العلمیة فی سیستان وبلوجستان :
رسا / تقاریر ــ ذكر أستاذ حوزة سیستان وبلوجستان العلمیة : أن المبلغ فی قمة هرم الهندسة الثقافیة ویؤدی أسمى دور فی إجراء الحدود الإلهیة والدفاع عن المذهب والعقیدة الإسلامیة .
المبلغ یقف على قمة هرم الهندسة الثقافیة

فی حواره مع مراسل وكالة رسا للأنباء بزاهدان بیّن حجة الإسلام رضا إیمانی خواه أستاذ الحوزات العلمیة فی سیستان وبلوجستان بعض ما یتعلق بأهمیة التبلیغ من وجهة نظر القرآن الكریم وأحادیث المعصومین(علیهم السلام) ،فشرع بالقول : إن التبلیغ لغـة مشتق من مادة بلغ أی أوصل ، وأصل بلغ ورد 73 مرة تقریباً فی القرآن الكریم .

وأضاف : والتبلیغ اصطلاحاً بمعنى إیصال الرسالة والخبر سواء باللفظ أو العمل أو التقریر العملی أو القولی ، والواجب الوحید للرسول هو تبلیغ الدین استناداً إلى عدة آیات ، منها : الآیة 99 من سورة المائدة ، والآیة 20 من سورة آل عمران .

واصل حجة الإسلام ایمانی خواه حدیثه قائلا : إن الله لم یخلق العالم عبثاً وقد أرسل الرسل هادین ومرشدین من أجل وصول الإنسان إلى الكمال والسعادة ، لذلك یرى أن الواجب الوحید لهم هو إبلاغ تعالیم دینه .

وأوضح أستاذ الحوزات العلمیة فی سیستان وبلوجستان أن الأئمة الأطهار (علیهم السلام) مأمورون بوجوب إبلاغ الدین اتباعاً للرسول(صلى الله علیه وآله) ، فخلاصة رسالة النبی هی فی اختیار الإمام المعصوم . كما یفهم من الآیة 67 من سورة المائدة : « یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَیْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ یَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الْكَافِرِینَ » أن القرآن كلام الله وهو تبلیغ ایضاً ، وكذلك تفید  الآیة 52 من سورة ابراهیم :« هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِیُنْذَرُوا بِهِ وَلِیَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِیَذَّكَّرَ أُولُو الألْبَابِ » أن القرآن بلاغ من قبل الله تعالى لینذر به جمیع الناس ، فالقرآن هو الذی یبلغ رسالة الله إلى البشر .    

وأشار إلى أن مفردات من قبیل الإنذار والدعوة والبشارة یفهم منها معنى التبلیغ ، وأن سیرة النبی (صلى الله علیه وآله) فی إرسال أصحابه لتعلیم وتبلیغ الاحكام والقرآن شاهدة على أهمیة هذا الأمر المقدس ، كما یمكن ملاحظة ذلك أیضاً فی خطب الإمام علی فی نهج البلاغة وفی خطب الإمام الحسین والإمام السجاد والسیدة زینب الكبرى علیهم السلام أجمعین .  

وأكد حجة الإسلام رضا إیمانی فی تكملة حدیثه أن دوافع الجمیع هی تبلیغ الدین لا المغالبة والنزاع  والتسلط ، بل یستفاد من التبلیغ كأداة لحقن الدماء والأخذ بأیدی الناس إلى الهدایة والكمال .

وتطرق أستاذ حوزة الإمام جعفر الصادق (علیه السلام) فی زاهدان إلى ضرورة تبیلغ الدین فقال : إذا لم یعرّف التبلیغ على انه أمر خطیر وركن للرسالة السماویة فبمرورالزمان وعدم تبلیغ أحكام الشریعة سینمحی أی أثر للدین الإسلامی .

وبیّن أن جلّ اهتمام الرسول (صلى الله علیه وآله) انصبّ على هذا الأصل حتى إن من وصایاه المهمة لأمیر المؤمنین علی بن أبی طالب (علیه السلام) هی الصبر على محن المستقبل والسعی فی تبیلغ الدین ، كما أن سیرة الأئمة المعصومین (علیهم السلام) قائمة على هذا الأصل المحكم.

وصرّح حجة الإسلام ایمانی خواه قائلا: إن ما أبقى الإسلام ــ وخصوصاً المذهب الشیعی ــ ثابتاً ومقتدراً هو تبلیغ الدین .

أستاذ الحوزات العلمیة فی سیستان وبلوجستان مع تأكیده أن التبلیغ واجب كل مسلم أضاف : وظیفة كل فرد مسلم هی الإحساس بالمسؤولیة تجاه الأحداث المحیطة به ، وأن یتقبل مسؤولیة تبلیغ الدین الإسلامی فی هذه المرحلة الحساسة لیساهم فی تمییز الحق من الباطل.

وأكد أیضاً :أن وظیفة الجمیع هی أن یبلغ كل فرد الأحكام الإسلامیة بما یتلاءم مع قدراته وطاقاته ، وهنا یبرز دور علماء الدین والمبلغین ، كما أنها الوظیفة الأصلیة لطلاب العلوم الدینیة ، فعلیهم إلى جانب دراستهم أن یتجهوا صوب التبلیغ الدینی .

حجة الإسلام ایمانی خواه ذكر ممیزات المبلغ الموفق ومنها : العلم ، والبیان الجید ، ومعرفة ثقافة الناس فی المنطقة التی یبلغ فیه ، وممارسة التبلیغ العملی ، وتقوى الله تعالى ، والشفقة ، والأخلاق الحسنة ، وعدّ أهمها الإخلاص فی العمل ، وأضاف قائلا : على المبلغ أن یتصدى للتبلیغ بنیة خالصة .

ویرى أستاذ حوزات  سیستان وبلوجستان العلمیة أن منزلة المبلغ فی الإسلام مهمة وحساسة ، فقال فی هذا الصدد : إن المبلغ بصفته أحد المواصلین لطریق الأئمة الأطهار (علیهم السلام) فی المسؤولیة المهمة  لتبلیغ الاحكام یعد على قمة هرم الهندسة الثقافیة ویؤدی أسمى دور فی إجراء الحدود الإلهیة والدفاع عن المذهب والعقیدة الإسلامیة .

وصرح حجة الإسلام رضا ایمانی خواه بأنه كلما عجزمنطق القوة عن حمایة الثقافة والعقیدة تصدى المبلغ لتأدیة هذه المهمة الجسیمة .

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.