26 August 2009 - 18:08
رمز الخبر: 415
پ
سماحة حجة الاسلام والمسلمین السید عبد العزیز الحکیم آخر انجال المرجع الاعلى للطائفة الامام محسن الحکیم( قده) وتربى فی احضان والده المرجع الکبیر ، وتفتح وعیه الدینی والثقافی فی ظل مرجعیة والده مما اکسبه الشعور بالمسؤولیة العالیة تجاه قضایا الإسلام والأمة.
حجة الإسلام والمسلمین السید عبد العزیز الحکیم .. تاریخ جهادی وحیاة معطاء

حیاته

سماحة حجة الاسلام والمسلمین السید عبد العزیز الحکیم آخر انجال المرجع الاعلى للطائفة الامام محسن الحکیم( قده) وتربى فی احضان والده المرجع الکبیر ، وتفتح وعیه الدینی والثقافی فی ظل مرجعیة والده مما اکسبه الشعور بالمسؤولیة العالیة تجاه قضایا الإسلام والأمة.

 ومنذ نعومة اظفاره توجه نحو الدراسة فی الحوزة العلمیة فی النجف الشرف فدرس المقدمات فی (مدرسة العلوم الاسلامیة ) التی أسسها الامام الحکیم فی السنین الاخیرة من مرجعیته والتی کان یشرف علیها اخوه شهید المحراب آیة الله العظمى السید محمد باقر الحکیم وفی مرحلة السطوح تتلمذ على ید مجموعة من الاساتذة الاکفاء فی الفقه والاصول کآیة الله العظمى الشهید السید محمد باقر الحکیم ، والشهید السید عبد الصاحب الحکیم والسید محمود الهاشمی ، وکان ذلک فی بدایة السبعینات من القرن العشرین وبعد اکماله لمرحلة السطوح حضر دروس البحث الخارج (فقهاً واصولاً) لدى الامام الشهید السید محمد باقر الصدر عندما شرع بالقاء دروسه فی البحث الخارج علناً فی مسجد الطوسی، کما حضر قلیلاً لدى المرجع الکبیر الامام الخوئی(قدس سره الشریف)وکان فی هذه المرحلة قد کتب تقریر درس البحث الخارج للسید الشهید الصدر ومع انشغاله بالعمل الاجتماعی العام وتلقی الدروس الحوزویة بادر الى العمل على تألیف (معجم اصطلاحات الفقه) وعمل علیه لمدة سنة کاملة وشجعه الامام الشهید الصدر على اکماله ، ولکنه توقف عن ذلک بسبب الظروف الصعبة التی مرّ بها الشهید الصدر بعد انتصار الثورة الإسلامیة فی إیران وانتفاضة رجب وتفرغ المترجم له للعمل الاجتماعی والسیاسی فی مواجهة تلک الظروف وعندما بدأ الشهید الصدر بمشروعه فی تنظیم الحوزة العلمیة لبناء مشروع المرجعیة الموضوعیة اختاره لیکون عضواً فی اللجنة الخاصة بذلک الى جانب کل من آیة الله العظمى الشهید السید محمد باقر الحکیم وآیة الله العظمى السید کاظم الحائری ، وآیة الله السید محمود الهاشمی ، وهی لجنة کانت تسمى لجنة (المشورة) فی ذلک المشروع وبعد احتجاز الامام الشهید الصدر تفرغ سماحته تماماً لترتیب علاقة السید الشهید بالخارج، فکان حلقة الوصل بینه وبین الجمهور العراقی، وتلامیذ السید الشهید فی العراق وخارج العراق ، وقد تحمل اخطاراً کبیرة هددت حیاته فی سبیل ذلک ، لکنه استمر فی تأمین الاتصال بطرق صعبة للغایة فی تلک الظروف الارهابیة حتى استشهاد السید الصدر حیث قرر الهجرة بعد ذلک الى خارج العراق.

القیادة العسکریة

بعد ان اصدر الشهید الصدر فتواه الشهیرة بالتصدی للنظام البعثی وازالة الکابوس عن صدر العراق، وذلک باعتماد الکفاح المسلح کوسیلة لمواجهة النظام بعد ان اغلقت کل السبل، تبنى السید عبد العزیز الحکیم الکفاح المسلح ضد نظام صدام، وبعد هجرته من العراق اسس مع مجموعة من المتصدین "حرکة المجاهدین العراقیین" وذلک فی الثمانینات سافر مع أخیه محمد باقر الحکیم الى أیران لمواجهة النظام الحاکم فی بغداد فأقترح المرجع الایرانی الکبیر وقائد الثورة الاسلامیة فی أیران الامام روح الله الخمینی بتشکیل جیش قوامة ١٠٠٠٠٠ مقاتل لیسمى بفیلق بدر التابع لحزب الدعوة الاسلامی فی العراق و قد جهز الجیش بأسلحة ثقیلة وخفیفه وطائرات هلیکوبتر أستولى علیها من بقایا الحرب العراقیة الایرانیة وقد أصبح عبد العزیز الحکیم قائد الجناح العسکری لفیلق بدر وبعد مرور الوقت أنشق عن حزب الدعوة الاسلامی وتشکیل المجلس الاعلى للثورة الاسلامیة وفیلق بدر توفی فی مستشفى فی طهران بتاریخ 26/8/2009 بعد معاناة مع مرض السرطان فی العقد اللمفاویة.

السیاسة

شارک فی العمل السیاسی والتصدی العلنی لنظام صدام ، فکان من المؤسسین لحرکة جماعة العلماء المجاهدین فی العراق، وعضوا فی الهیئة الرئاسیة للمجلس الاعلى فی اول دورة له ثم مسؤولاً للمکتب التنفیذی للمجلس الاعلى فی دورته الثالثة، ثم اصبح عضواً فی الشورى المرکزیة للمجلس الاعلى منذ العام ١٩٨٦ م وحتى انتخابه رئیساً للمجلس الاعلى بعد استشهاد شهید المحراب فی الاول من رجب عام 1424 هـ/ ایلول ٢٠٠٣. وفی اواسط الثمانینات تبنى ـ الى جانب مهماته ومسؤولیاته ـ العمل فی مجال حقوق الانسان فی العراق، بعد ان لاحظ وجود فراغ کبیر فی هذا المجال فأسس "المرکز الوثائقی لحقوق الانسان فی العراق" وهو مرکز یعنی بتوثیق انتهاکات حقوق الانسان فی العراق من قبل نظام صدام آنذاک، وقد تطور هذا المرکز وتوسع حتى اصبح مصدراً رئیسیاً لمعلومات لجنة حقوق الانسان فی الامم المتحدة والمقررّ الخاص لحقوق الانسان فی العراق والمنظمات الوطنیة والدولیة الحکومیة وغیر الحکومیة، وقد حضر هذا المرکز العدید من المؤتمرات الدولیة، ووثق عشرات الآلاف من حالات اختفاء العراقیین داخل العراق، وطالب بالافراج عن المعتقلین السیاسیین وسجناء العقیدة والرأی والمحتجزین من ابناء المهجرین العراقیین.

کما عمل سماحته فی مجال الاغاثة الانسانیة وتقدیم الدعم والعون للعراقیین فی مخیمات اللاجئین العراقیین فی ایران، وعوائل الشهداء فی داخل العراق، وکانت هذه المساعدات تصل الى داخل العراق ابان النظام صدام حسین کان من اکثر المقربین لشهید المحراب آیة الله العظمى السید محمد باقر الحکیم وکان یثق برأیه واستشارته فی الامور السیاسیة والجهادیة والاجتماعیة، وکان یتعامل مع أخیه الشهید تعاملاً یخضع للضوابط الشرعیة فهو یعتبره قائداً له وان طاعته واجب شرعی، قبل ان یتعامل معه کأخ تربطه به روابط الاخوة والاسرة والدم ترأس العدید من اللجان السیاسیة والجهادیة فی حرکة المجلس الاعلى ، وکان شهید المحراب ینیبه عنه عند غیابه فی رئاسة المجلس وفی قیادة بدر ثقة منه فی کفائته وادارته وورعه وتقواه ومنذ ان بدأت البوادر الاولى للعمل العسکری الدولی بقیادة امریکا ضد النظام البائد، کلفه شهید المحراب بمسؤولیة ادارة الملف السیاسی لحرکة المجلس الاعلى فترأس وفد المجلس الاعلى الى واشنطن، وادارة العملیة السیاسیة للمجلس الاعلى فی اللجنة التحضیریة لمؤتمر لندن ٢٠٠٢ ثم مؤتمر صلاح الدین، ثم فی العملیة السیاسیة بعد سقوط نظام صدام، حیث بادر بالدخول الى العراق فی الایام الاولى بعد سقوط بغداد، اصبح عضواً فی مجلس الحکم، ثم عضواً فی الهیئة القیادیة لمجلس الحکم العراقی وترأس المجلس فی دورته لشهر دیسمبر/کانون الاول عام ٢٠٠٣، انتخب بالاجماع من قبل اعضاء الشورى المرکزیة للمجلس الاعلى الاسلامی العراقی رئیساً للمجلس الاعلى بعد استشهاد آیة الله العظمى السید محمد باقر الحکیم وکان انتخابه فی مساء یوم الثلاثاء ٥ رجب ١٤٢٤.

قائمة الائتلاف العراقی الموحد

رأس سماحة حجة الإسلام والمسلمین السید عبد العزیز الحکیم قائمة الائتلاف العراقی الموحد اکبر کتلة فی البرلمان العراقی ، حیث تشکل الإئتلاف العراقی الموحد قبیل الانتخابات البرلمانیة الأولى عام 2005 لخوض الانتخابات بقائمة موحدة وبمبارکة المرجع الدینی آیة الله العظمى السید السیستانی ( دام ظله) وکان سماحة السید الحکیم (رضوان الله علیه) حلقة الوصل بین مختلف الکتل والفرقاء فی العراق فی الوصول الى بر الامان الذی ینشده ابناء الشعب العراقی.

وقد أصیب حجة الإسلام والمسلمین سماحة السید عبد العزیز الحکیم بمرض السرطان منذ أکثر من عام حیث انتقل إلى رضوان الله تعالى الیوم الأربعاء الخامس من رمضان الموافق لـ السابع والعشرین من اب الفین وتسعة.

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.