24 July 2017 - 20:21
رمز الخبر: 432270
پ
ممثل المرجعية العليا:
اقترح ممثل المرجعية العليا في اوروبا، انشاء مركز اعلامي لنشر فكر الامام الصادق عليه السلام، عبر انشاء علاقات ثقافية مع مختلف جامعات العالم ودعوة الشخصيات الاكاديمية من الغرب والشرق لالقاء محاضرات لتعريف الملأ بتراث اهل البيت عليهم السلام.
ممثل المرجعية العليا في أوروبا السيد مرتضى الكشميري

 وفي كلمته التي القاها في المؤتمر الثامن للامام الصادق عليه السلام المنعقد في العاصمة السويدية ستوكهولم تحت عنوان “التراث الروحي والمعرفي للإمام الصادق”، اقترح السيد مرتضى الكشميري انشاء لجنة لجمع تراث اهل البيت عليهم السلام وارساله الى مكتبات العالم، مع السعي لترجمة هذا التراث بمختلف اللغات الحية.

كما حمّل المعنيين بتربية اجيال الامة من علماء وخطباء ومبلغين واساتذة ومثقفين ومؤسسات تربوية وثقافية مسؤولية تعريف المسلمين معالم مدرسة اهل البيت عليهم السلام.

وبين السيد الكشميري إن هناك مخططان رهيبان لتجاهل مكانة اهل البيت عليهم السلام، العلمية والتعتيم عليها، وتطبيع الاجيال على تقديس العناصر الدخيلة والمزيفة في تاريخ المسلمين.

وأضاف سماحته إن الأمة ضاعت وتفرقت بها السُبُل في القرون السالفة المتمادية نتيجة تغافلها ركن الإمامة وتقصيرها في فهمه، مبينا إنه قد حورب هذا الأصل محاربة ضارية، وما ذلك إلّا لما للإمام من دور مفصلي في الهداية الى الصراط المستقيم وتصحيح مسيرة الاُمة في دنياها وآخرتها.

وتابع، “ولئن كان السابقون ربما يشفع لهم عيشهم في عصور الجهل والظلم والاضطهاد واعتذروا بذلك فلا عذر لجيلنا الحاضر وهو يعيش عصر انتشار العلوم والمعرفة ومرونة وسائل نقل المعلومة وكشف الحقيقة، ويعيش عصر الحرية في الفكر والعقيدة والانتماء”.

وطالب الكشميري الجيل المعاصر وبالأخص شبابنا الأعزاء، إلى التمسك بهذا المحور، محور الإمامة، فهو قطب الرحى، وهو مربط الفرس، وهو الطريق الآمن ومن سلكه فهو (متعلمٌ على سبيل نجاة) ومن تجاهله كان (من الهمج الرعاع الذين ينعقون مع كل ناعق).

هذا وقد اقترح رئيس مؤسسة الإمام علي في لندن، قيام مركز إعلامي يقوم بإنشاء علاقات ثقافية مع جامعات العالم المختلفة وتنظيم محاضرات فيها ودعوة الشخصيات الكفؤة إلى إلقاء محاضرات فيها لتعريفهم بتراث الإمام الصادق(ع) الجامع المتعدد الجوانب الشامل للعلوم المختلفة من المعارف الإلهية وتفسير القرآن والفقه والأحكام الشرعية العملية والأخلاق والحِكَم والمواعظ والآداب العامّة والحقوق وسائر مايمتّ إلى الهدى والدين بصلة.

مؤكدا إن مدرسة أهل بيت النبي (ص) امتازت عن سواها من المدارس، بالموسوعية والشمول لكل جوانب الحياة وتنظيم السلوك على مستوى الفرد والمجتمع.

ونبه السيد الكشميري المعنيين بتربية اجيال المسلمين من علماء وخطباء ومبلغين واساتذة ومثقفين ومؤسسات تربوية وثقافية واعلامية، ان يعرّفوا الاجيال على معالم مدرسة ائمة اهل البيت (ع) وفي مقدمتهم الامام جعفر بن محمد الصادق (ع)، لانهم اذا لم يتعرفوا على هذه الشخصيات العملاقه فكانهم لم يتعرفوا على الاسلام الاصيل ولم يفهموه فهما واقعيا لانهم هم القنوات الحقيقية التي تربطنا بنبع الاسلام ونبع القران مباشرة لقوله تعالى ((فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ))، وهم المجسدون للاسلام تجسيدا حقيقيا وواقعيا، ويرفدونا من منابعه النقية الصافية المرتبطة بالوحي عن طريق النبي (ص).

وبين إن اي محاولة لتجاهل هذه الرموز في ذهنية اجيال الامة واجيال المسلمين هي محاولة لطمس الاسلام نفسه، ومسخ هذه الاجيال، وهذا ما نراه اليوم يحصل من خلال مخططين خطيرين رهيبين، هما:

المخطط الاول: تجهيل هذه الاجيال بالشخصيات الاصيلة والحقيقية والتعتيم على الشخصيات الرائدة في تاريخ الاسلام وتاريخ الرسالة، وهذ التعتيم والتجهيل انما هو محاولة لمسخ هذه الاجيال ومحاولة لاقتلاعها وفصلها عن المنابع الاسلامية الحقيقية.

المخطط الثاني: تطبيع هذه الاجيال على تقديس العناصر الدخيلة والمنافقة والمزيفة حتى احصى السيد العسكري في كتابه خمسون ومائة صحابي مختلق.

وأوضح السيد مرتضى الكشميري إن الشيء الخطير في هذا العصر هو محاولة المؤسسات الاعلامية والثقافية والتربوية في بلاد المسلمين ان تربي الأجيال على تقديس هذه الذوات الوافدة من هنا وهناك، ورجال الشرق والغرب والمغنين والمغنيات والاقزام في تاريخ البشرية، مبينا إن الشخصيات الحقيقية من اهل البيت (ع) غائبة عن ذهنيات ووعي هذا الجيل، فترى الاعلام والصحافة والمناهج المدرسية ووسائل الاعلام المرئية والمسموعة لا تتعرض لائمة اهل البيت (ع) واتباعهم، حتى لا يتربى الجيل على معرفة جهادهم وتضحياتهم من اجل الرسالة.

وأشار إن هذا نهج ومخطط رهيب لمسخ شباب الامة واقصائها عن مسيرتها الحقيقة التي رسمها لها النبي (ص) والائمة (ع)، واننا من هذا المؤتمر نحمل المعنين من العلماء والخطباء والمبلغين والتربويين والادباء والمؤسسات الاسلامية والثقافية بكل فصائلها، مسؤولية تربية ابنائنا على خط اهل البيت (ع) والتعرف على الشخصيات الرائدة والاصيلة في تاريخ الرسالة الاسلامية، وما انعقاد هذا المؤتمر الا لتعريف الامة بقمة من القمم الرائدة في الرسالة الاسلامية الا وهو الامام جعفر بن محمد الصادق (ع) الذي هو من اهل بيت اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وواحد من اولئك النجباء الاصفياء، وقائد من قادة الاسلام والرسالة والامة.

آملين من المولى المتعال أن يأخذ بأيدينا للقيام بإحياء أمرهم وتعلّم محاسن كلامهم وتعليمها للناس ، فإن الناس لو علموا محاسن كلامهم لاتبعوهم كما قال مولانا الإمام الرضا (ع).

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)

 

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.