04 March 2018 - 17:01
رمز الخبر: 442194
پ
سماحة آية الله مظاهري:
أكد اية الله مظاهري على إنّ من سنن الله تعالى أنه خلق آدم وبنيه، وشاء سبحانه أن يبتليهم في هذه الحياة الدنيا، واقتضت حكمته أن يجعل دار الدنيا محلا للاختبار والامتحان، فالدنيا دار للعمل، والآخرة دار للجزاء.
المرجع الديني اية الله مظاهري

وبحسب وكالة أنباء الحوزة، أنّ سماحة آية الله مظاهري أشار في محاضرة له من سلسلة محاضراته الأخلاقية إلى حديث عن النبي (ص) الذي يبين فيه تبعات التمسك بالدنيا دون الآخرة، قائلاً: إنّ المراد بحب الدنيا هو التعلق بها وبشهواتها وبما فيها من المتاع، وتفضيلها على الآخرة، وعدم السعي لما بعد الموت، فيتعلق القلب بالدنيا وبمتاعها وشهواتها، ولهذا قال النبي (ص): مَنْ أَصْبَحَ وَ الدُّنْيَا أَكْبَرُ هَمِّهِ‏ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْ‏ءٍ وَ أَلْزَمَ قَلْبَهُ أَرْبَعَ خِصَالٍ هَمّاً لَا يَنْقَطِعُ عَنْهُ أَبَداً وَ شُغُلًا لَا يَنْفَرِجُ مِنْهُ أَبَداً وَ فَقْراً لَا يَبْلُغُ غِنَاهُ أَبَداً وَ أَمَلًا لَا يَبْلُغُ مُنْتَهَاهُ أَبَدا [مجموعۀ ورام، ج 1، ص 130].

وتابع سماحته أنّ القرآن الكريم تحدث في كثير من الآيات عن قصر الدنيا وسرعة انقضائها، وبيّن حقيقتها، وحقارة ما فيها من المتاع، وضرب لذلك الأمثال، وبين أن أجل الإنسان فيها محدود لا يتقدم أو يتأخر، مشيراً إلى أنّ من سنن الله تعالى أنه خلق آدم وبنيه، وشاء سبحانه أن يبتليهم في هذه الحياة الدنيا، واقتضت حكمته أن يجعل دار الدنيا محلا للاختبار والامتحان، فالدنيا دار للعمل، والآخرة دار للجزاء.

كما أوضح سماحته أنّ الدين يؤكد على ضرورة إعمار الدنيا والآخرة معاً وذم التقصير فيهما، قائلاً: وهنا نريد أن ننبه على أمر مهم قد غفل عنه كثير من الناس، وهو ما يفهمه بعض الناس من الآيات القرآنية والسنة الشريفة، من ذم للدنيا والزهد فيها، والإعراض عنها، بأن المقصود من ذلك هو ترك الدنيا والسعي فيها، والإعراض الكلي عنها، والزهد بكل ما فيها، وهذا الفهم غير صحيح؛ لأن المسلم مطالب شرعاً بالاستخلاف في الأرض وعمارتها، والسعي فيها بل كل ما ينفع الأمة ويخدمها، ويخدم البشرية قاطبة في سائر المجالات العلمية والصناعية النافعة، فالمقصود أن تجعل الدنيا مزرعة تحصد ثمارها في الآخرة، أي يصرف الإنسان عمره في الدنيا في طاعة الله تعالى، والعمل الصالح، وعمارتها حسب ما أمر الحق تبارك وتعالى من الاستخلاف فيها، بما ينفع الدين والدنيا.

وأوضح أستاذ الأخلاق أنّ الاهتمام بالدنيا وإعمارها دون الآخرة له تبعات وآثار وفقاً لرواية رسول الله (ص) الآنفة الذكر أولها: الشعور بالهم والقلق والتوتر دائماً، ثانياً: الانشغال بأمور دنيوية دون الحصول على النتائج المرضية وثالثاً: الضيق والفقر وعدم البركة في الحياة، ورابعاً: اتّباع الهوى وطول الأمل حتى يغفل عن الله.

وفي نهاية محاضرته بيّن آية الله مظاهري أنّ المفاسد الأخلاقية والاقتصادية والإدارية والاجتماعية التي تؤدي إلى انهيار المجتمع كلها بسبب الابتعاد عن الله تبارك وتعالى، فالمجتمع الذي يعيش بعيداً عن الله تعالى وعن شريعته وعن مقومات شريعته يشهد انتشار المفاسد بشتى أنواعها وهذا عذاب من الله تبارك وتعالى ولتجنب هذا العذاب لا بد من العمل على تهذيب أنفسنا، وأنفس من حولنا. (۹۸۶/ع۹۴۰)

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.