30 July 2018 - 10:22
رمز الخبر: 444853
پ
​اية الله الاراكي:
اكد الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية اية الله الشيخ الاراكي ان اتباع سبيل الرسول وسنته (ص) وسيرة اهل البيت يشكل العرفان والتصوف الاسلامي الحقيقي.
اية الله الاراكي

ففي لقاءه مع وفد علمائي من الهند، اشار الشيخ الاراكي الى معنى الحب ومحبة الله تعالى ودور هذه المحبة في توحيد المسلمين مستشهدا بهذه الاية الكريمة "قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله" مؤكدا ان معنى هذه المحبة هو اتباع ما جاء من اوامر واحكام من قبل الباري تعالى على يد رسوله الكريم (ص).

ومن ثم شرح سماحته معنى الحب الواقعي وخاصة المحلة بين الانسان وخالقه مشيرا الى مقولة بعض العلماء في الماضي اللذين كانت لهم راي خاص في هذا المجال بهذا المعنى وهو ان جميع المخلوقات مجبرة على طاعة الباري تعالى وعبادتها لله عبارة عن عبادة مضظرة لا عن حب وعلاقة محبة بين الخلاق ومخلوقه فكان الفراغ هو خلق الانسان كموجود يعبد الله ويحبه.

وفي هذا السياق اشار الى نظرية المتأخرين وهي ان خلق الانسان جاء لهدف ان تكون علاقة الحب بين الانسان وخالقه علاقة متبادلو اي ان يكون هذا الانسان محبوبا لله تعالى كما تؤكد عليها هذه الاية الكريمة "قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله".

وفي جانب اخر من كلمته اكد الشيخ الاراكي ان الحب والمحبة هي التي توجد الوحدة والاتحاد ، لان بالمحبة تتوحد القلوب ولهذا اصبحت المحبة اجرا لرسالة محمد (ص) "قل لا اسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى".

ومن ثم اشار الى معنى الاجر مشيرا الى وجود نوعين من الاجر " اجر اعتباري يدفع كأجور مقابل عمل ما يقوم به اي شخص وأجر حقيقي يحصل عليه الشخص نتيجة مساعيه الحثيثة مثل محاصيل الزراعة للفلاح والنتائج الايجابية التي ينتظرها المعلم والاستاذ من تدريسه وتربيته للمتعلمين ، مؤكدا ان اتباع سبيل الله واوامره وسنة رسوله (ص) هو الاجر الحقيقي.

واشار الى الاية التي تقول "قل لا اسألكم عليه الا المودة في القربي" التي تدل على ان الاجر الحقيقي لا يحصل الا باتباع الرسول (ص) واهل البيت عليهم السلام وحبهم وان هذا الحب هو الذي يهدي الؤمنين الى اتباع سنة الرسول (ص) وهو الضمان للبقاء على السير على سنة الرسول واهل البيت عليهم السلام.

واكد سماحته ان الانحراف والظلم واتباع وساوس الشيطان يحصل عندما نبتعد عن محبة الرسول واهل بيته الكرام كما جاء في القران الكريم "وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا" مشيرا الى ان هجر القران لا يحصل الا اذا اتخذ الناس طريقا وسبيلا في حياتهم غير سبيل الرسول (ص) كما اكد عليه القران الكريم  "لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا" " وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا" .
واكد اية الله الاراكي ان العرفان و التصوف الاسلامي الحقيق يقوم على اساس محبة رسول الله واهل بيته (ع) واتخاذهم السبيل الوحيد للوصول الى الله سبحانه وتعالى .

وحول وجوب اتباع اهل البيت (ع) وتحقيق التقارب والوحدة  اشار الى رواية نقلها المتقي الهندي في كتابه كنز العمال مشيدا بهذا الكاتب العظيم والذي يستحق حسب رأي الامين العام لمجمع التقريب ان يعقد له مؤتمرا خاصا للتعريف بكتابه هذا كاحد محدثي اهل السنة والرواية عبارة عن "النجوم امان لاهل الارض من الغرق واهل بيتي امان لامتي من الاختلاف فاذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا " اي ان منشأ الاختلاف في الامة هو الابتعاد عن تعاليم اهل البيت عليهم السلام مؤكدا ان الوحدة التي ندعو اليها هي التي امرنا بها رسول الله حين قال "قربوا ولا تنثروا".

وفي ختام كلمته لفت الامين العام لمجمع التقريب الى الظروف العصيبة التي تمر في الوقت الراهن بالامة الاسلامية مؤكدا انها اصعب واخطر مرحلة مرت على الامة الاسلامية منذ ان وجدت بسبب تشديد الاختلافات بين الشعوب الاسلامية واثارة الاقتتال بين المسلمن انفسهم في بعض الدول الاسلامية الى جانب محاولات بعض الدول الاسلامية الى التطبيع مع العدو الصهيوني ومحاربة المسلمين. (۹۸۶/ع۹۴۰)

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.