07 September 2018 - 20:18
رمز الخبر: 445470
پ
الشيخ أحمد قبلان للسياسيين:
ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، أشار فيها إلى "اقتراب شهر محرم الحرام، شهر الموقف والتضحية والإباء، شهر العظمة والنخوة والقرار"، داعيا "بكل إيمان وثبات، إلى عدم التهاون في تعظيم شعائر الله، التي اختصها الله بالإمام الحسين كقيمة إنسانية وأخلاقية ووطنية، وكمشروع يراد منه تعظيم الإنسان، وتقديس مصالحه، كعنوان من عناوين خلافة الإنسان لله على الأرض".
 ​الشيخ أحمد قبلان​

وتطرق قبلان إلى الوضع السياسي بالقول: "إن الأزمات إلى تزايد، والأوضاع في دائرة الانفجار، فيما المعنيون والمؤتمنون على المصير يتبارزون في الطروحات، ويتزاحمون على الحصص، وسط تجاهل لكل ما وصل إليه حال البلد، حيث لم يعد في الإمكان تعداد مشاكله لكثرة ما يرتكب من جرائم بحق الناس، وتعد على حقوقهم، بصفقات وفضائح في مختلف المجالات والاتجاهات، وبنهب للمال العام بكل وقاحة وقلة حياء، وبوضع العراقيل في وجه تشكيل الحكومة، لحسابات لم نعد نفهم أين تصب ولخدمة من، في الداخل أم في الخارج، الأمر الذي يؤشر إلى أن العناوين والوعود التي سمعناها قبل الانتخابات النيابية وبعدها لا تزال عرقوبية، ولا يبدو أنها ستتحول إلى واقع طالما أن من كانوا المشكلة قبل الانتخابات ما زالوا مشكلة بعدها".

وأشار إلى "أن الرهان على الحلول بات بعيدا، وكل المعطيات لا توحي بأن المناخات السياسية المسمومة التي تلفح عملية التأليف قد تتغير، أو قد توقظ الحس الوطني، وتوقف بازار المصالح ولعبة الغايات التي تحركها النزوات، وتحاصرها انقسامات كانت وستبقى المحرك الأساس والمحرض الأكبر على كل هذه المكايدات والمناكفات التي تخطت كل السقوف، وأدت إلى هذا الانحطاط المخيف في العمل السياسي، وإلى هذه الانعطافة الخطيرة نحو الأنا وشهوة الفوقية والاستئثار التي تعطل كل شيء، وتدفع بالبلد نحو تحولات ومتغيرات قد تكون كبيرة وخطيرة جدا، خصوصا عندما يصبح الاستحقاق الحكومي منصة للتقاصف والتنازع على الصلاحيات، ما يعني أننا في بلد لا دستور فيه، ولا قوانين مرعية، وأن كل ما يجري ليس له علاقة بتشكيل الحكومة، ولا بحصة هذا الفريق أو ذاك، بل المشكلة تكمن في النظام، ما يدل على أننا أمام أزمة حكم لا أزمة حكومة، وكل ما نسمعه ما هو إلا مؤشرات على مشكل كبير نحذر من الدخول فيه، وندعو كل العقلاء والقادرين على وضع الضوابط، إلى التحرك العاجل، وعدم ترك الأمور تذهب في الاتجاهات المدمرة، فالبلد في حالة شلل تام، والدولة في غياب مطلق، لا بل غير موجودة إلا على الضعفاء، والمواطن في صراخ دائم، والشكوى قد لا يوجد من يسمعها، أو يصغي إليها، والنصيحة قد لا تجد من يشتريها".

وخاطب قبلان السياسيين بالقول: "إن الوقت ليس وقت جدل حول صلاحيات وحصص وحقائب ومناصب، فالبلد يحترق، فلا تكونوا نيرونيين، البلد يغرق في الفساد وفي الجريمة وفي الهبوط الأخلاقي والاجتماعي والسياسي والإنساني، وأمام واقع مأزوم وتحديات كبرى اقتصادية ومالية، والحرائق المحيطة بنا لها ارتدادات وانعكاسات خطيرة على الاستقرارين الأمني والاجتماعي، ومواجهتها لا تكون إلا بتضحيات وتنازلات من الجميع، وبقيام حكومة جامعة وقوية وقادرة على المواكبة والمعالجة بأسرع وقت، وإلا فنحن أمام المحظور، فلا تكونوا شهود زور، وليكن منكم من يصرخ بصوت عال ويقول: "نعم" للبنان الوطن والدولة والشراكة والوحدة والوفاق، وألف "لا" للرئاسة والنيابة والوزارة عندما يكون مصير بلدي وشعبي وناسي وأهلي في مهب الرياح". (۹۸۶/ع۹۴۰)

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.