06 January 2019 - 19:20
رمز الخبر: 449683
پ
الشیخ أحمد قبلان:
رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، خلال احتفال تأبيني في بلدة جون - إقليم الخروب، أن "ما نريده اليوم من الحكومة التي يجرى تأليفها، كسر النزعة الطائفية والعقدة المذهبية، لصالح إنساننا وشعبنا، وما يمزق القلب أن الطائفية والمذهبية بالمعنى السياسي تضع الشعب ضد الشعب، فيما الطبقة التي تدير البلد تكاد تموت من التخمة والصفقات".

واعتبر أن "الأوان آن لمفهوم سلطة حقوقية، تخص المواطن بما هو مواطن، لمنع الاحتكار الطائفي والمذهبي والنفوذي، والتأسيس لدولة تكون فيها السلطة السياسية محكومة لشعب لبنان بعيدا من لونه وملته، وهذا ما يجب العمل عليه، لأننا نعيش الجوع والفقر والأسى والبؤس والبطالة والاحتكار والجريمة بكل أصنافها، والمظلوم هو الشعب بكل طوائفه ومذاهبه". وقال: "لا عدالة دون عدالة الشعب، ولا مصلحة وطنية دون ناسنا وشعبنا، ومن يتنكر لشعبه وناسه يتنكر لله ووطنه وضميره، ولا يستحق أن يكون أمينا على السلطة والشعب وموارد الناس".

وتحدث عن "الدور الكبير الذي تلعبه الأم في النهوض بالمجتمع"، مبينا أن "لها دينا كما للأب على الولد لا يمكن سداده". وقال: "مع الراحلة نعيش التاريخ، تاريخ هذا البلد وناسه، لأنها من بيت عايش الإمام الصدر، بكل مفاصل التاريخ المرة لهذا البلد، عاش وجع لبنان وظروفه، عاش لبنان المقسم، لبنان الطوائف والمتاريس، عاش لبنان الخارج من المربعات لصالح الدولة الواحدة، عل هذه الدولة تلعب دور الأم والأب لطوائف هذا البلد. إلا أن التجربة ما بعد المربعات خيبت الآمال، لأن الدين والضمير والإنسانية تعني أننا لآدم، وأكرمنا عند الله أكرمنا بخدمة إنسانه وخلقه".

أضاف: "الدين هو محبة إنسان، الدين عيش مشترك، وحق إنسان بالعيش الكريم، ببعد النظر عن دينه وملته وطائفته، حتى لو كان ملحدا. الدين خدمة إنسان، وشراكة بلد ووطن، على قاعدة "كلكم لآدم وآدم من تراب"، وهذا يفترض توظيف السلطة السياسية لخدمة ناسها بعيدا من الطائفة والمذهب والمنطقة. من هنا، الربح عند الله لا أن تربح مذهبيا أو طائفيا، بل أن تربح خدمة ناسك وشعبك بعيدا من الملة والطائفة، وفيه قال نبينا الأعظم محمد: "قال الله عز وجل: الخلق عيالي وأحبهم إلي ألطفهم بهم وأسعاهم في حوائجهم"، يعني الدين مودة وخدمة ولطف وعطاء وعدل وإحسان وبر، ومنع ظلم وفساد".

وختم: "هذا ما نريده لهذا البلد، وهو ما نريده للسلطة السياسية، لأن لعبة الطوائف والمذاهب صيرتنا أعداء، مزقت عرانا، صادرتنا، حولت البلد محاور ومتاريس، خلقت فينا روح العداء والكراهية، وكل هذا ليس من الدين بشيء، لأن الدين يريدنا شعبا واحدا إنسانا واحدا، عائلة واحدة، ومعها يخسر الشيعي إذا خسر السني، ويخسر الدرزي إذا خسر الشيعي، ويخسر المسلم إذا خسر المسيحي، والعكس كذلك، ومعه يدور الحديث عن مصالح بلدنا وناسنا، عن القوى السياسية النزيهة، عن الشخص الصح في المكان الصح، عن العدالة الاجتماعية، عن المؤسسات الرقابية، عن ربح شعب بما هو شعب، وليس الطائفة والمذهب، عن ربح ناسنا ومواطنينا، وليس الطبقة السياسية، لأن الدين والعقل والضمير يفترض أن الدولة التي يتم توظيفها من أجل الإنسان تبدأ بخدمة الإنسان وتنتهي بخدمة الإنسان، فإذا انحرفت لصالح طبقة ما أو سلطة ما أو مذهب ما أو منطقة ما تحولت خصما لله، وصيدا للشيطان".

الكلمات الرئيسة: قبلان لبنان الطائفیة
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.