07 May 2019 - 23:33
رمز الخبر: 451410
پ
أُجبر الشيخ الشهيد على التوقيع على لائحة الاتهامات تحت التعذيب الشديد، وقد أضيف اسمه مع المجموعة التي عرفت فيما بعد "مجموعة الكفاءات" التي وجهت اليها تهمة العمل مع ایران.

تزداد تضحيات الرجال الاحرار كلما سمت أهدافهم، وتزداد عزيمتهم رسوخاً كلما واجهتم المصاعب، مسيرتهم حافلة بالعطاء، عطاء مستمر لايعرف الكلل والملل، ولايمنعهم مضايقات الفكر التكفيري المتشدد.غرس الشهيد الشيخ محمد عبد الغني العطية باخلاقه المحبة والمودة مع من يختلفون معه فضلا عن اصدقائه ومريديه.

كانت أخلاقه عنواناً لقيمه ومبادئه، كان يسعي لبيان مدرسة وفكر أهل البيت عليهم السلام من خلال لغة العقل والمنطق والحوار، من دون أن يكون هناك تراجع عن القيم الثابتة. واجه التحديات الصعبة التي تعترض نشاطه بروحية عالية وبثبات وثقة، تغلب على ضوضاء الفكر التكفيري المتشدد والقوى الظلامية التي تغذيها السلطة أو التي تدربها.

بنى علاقات جيدة وواسعة مع أتباع المذاهب الاسلامية الأخرى في مدينة جدة والمدن المجاورة من خلال المجالس الثقافية ومنتديات الحوار والجامعات لتقريب وجهات النظرالفكرية والعقائدية، وتقوية أواصر العلاقة الاجتماعية، وتفويت الفرصة على الفكر التكفيري من نشر الفتن والاختلافات بين أبناء المجتمع.

كان الشهيد الشيخ العطية يمتلك رؤية واضحة ومنطقاً متوازناً وشفافية خاصة في خطابه مع محبيه ومخالفيه فكان يقول: "إن الحوار والتواصل مع الآخر هو خيارنا الذي اخترناه لحل مشاكلنا وتعزيز وحدتنا والدفاع عن معتقداتنا وخدمة ابناء مجتمعنا". وفي موضع آخر كان يقول: إن السعي الى التعايش مع أبناء وطننا فيه الخير الكثير والمكاسب الكبيرة على المستوى الاجتماعي والوطني.

وحول وضع الشيعة والتشيع في جدة كان يقول: ان الاتجاه العام والغالب لدى شيعة جدة اليوم هو الدفع باتجاه الحوار لحل مشاكلنا وتعزيز وحدتنا والدفاع عن معتقداتنا، وان المشاركة في برامج الحوار الوطني هي استجابة فعلية لنداء الوطن الذي يدعونا لان نقول مالدينا بصراحة تامة وبشفافية مطلقة ليسمع الجميع ما نقوله دون خوف وخشية.

هذه الاخلاقية وهذا المنهج الاصيل في التعامل مع أصحاب المذاهب الاسلامية وحتى السلفية ترجمه الشهيد باقواله وأفعاله، ونشر التسامح بين أبناء الوطن، ولهذا السبب لم يستطع نظام آل سعود السكوت أمام نشاطات الشيخ الشهيد الدينية والفكرية والعقائدية وتحت ضغط الفكر التكفيري المتشدد قاموا باعتقاله وزجه بالسجن وتلفيق التهم به وتعذيبه.

أُجبر الشيخ الشهيد على التوقيع على لائحة الاتهامات تحت التعذيب الشديد، وقد أضيف اسمه مع المجموعة التي عرفت فيما بعد "مجموعة الكفاءات" التي وجهت اليها تهمة العمل مع الجمهورية الاسلامية، وبعد ذلك تم تقديمه للقضاء ليصدر في حقه حكم الإعدام بتوصية الجهات الأمنية.

ختم الشيخ العطية مسيرته الجهادية والعلمية التي أمضاها باخلاص وتضحية وتواضع بالشهادة في سبيل احياء الفكر الأصيل لأهل البيت عليهم السلام بقيمه ومبادئه وأخلاقه، هذه المسيرة مسيرة العلماء الاحرار والشرفاء، مسيرة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، مسيرة سيد الاحرار أبي عبد الله الحسين عليه السلام.

السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أصحاب الحسين. السلام على جميع شهداء العلم والفضيلة والجهاد.

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.