09 July 2019 - 16:19
رمز الخبر: 452410
پ
الشيخ سيفي المازندراني:
أكد الشيخ سيفي المازاندراني على أن علم الاصول نشأ على يد أهل البيت عليهم السلام، حيث جاء في صحيحة البزنطي من الامام عليه السلام، (علينا القاء الاصول وعليكم التفريع).

أفاد مراسل وكالة رسا للأنباء في النجف الأشرف ان سماحة ايه الله الشيخ سيفي المازندراني القى في جامعة الصدر للعلوم الدينية في النجف الاشرف المحاضرة بعنوان "مكانة علم الاصول ونشاءته عند اهل البيت "عليهم السلام" وجاء في الجلسة الاولى ان علم الاصول شأنه تبيين القواعد المحاورية التي استقرت سيرة العقلاء الى زماننا على الاستدلال على المكالمات والمحاورات اي تفهيم والتفاهم بين العقلاء فانها تدور حول هذه المحاورات.

وتابع ولا تختص هذه السيرة في زماننا المعاصر فمنذ الحضارة البشرية قبل الاسلام وبعد الاسلام كانت هذه السيرة رائجه، فانهم كانوا يحتجون بهذه القواعد وكانت محفوظة في اذهانهم وان لم تسم باسم علم الاصول ولم تكون مدونة.

وبين، فلا يستثنى من ذلك الشارع المقدس سواء كان النبي والائمة عليهم السلام فكانوا ايضا يحتجون ويتكلمون بهذه الطريقة العقلائية فالنبي صلوات الله عليه واله كان يبين الاحكام والدين والعقائد وغيرها بهذه الطريقة فلا بد من التطابق بين النبي والامة فقد قال الله سبحانه وتعالى (وما ارسلنا من نبي الا بلسان قومه ليبين لهم) فاللغه يجب ان تكون متطابقة بين الامة والشارع المقدس. فالتبيين كان متفرعا على المطابقة مع الامة في كل ما يتوقف عليه التبيين والبيان فالشارع المقدس قد ارسل رسوله على هذا الاساس ومنها القواعد الاصولية.

وأشار اية الله سيفي المازندراني الى ان مباحث علم الاصول ليست الا هذه القواعد المحورية التي استقرت عليها سيرتهم ومن هنا كان النبي صلى الله عليه واله وسلم متطابقا مع امته من حيث القواعد والا يلزم الاغراء بالجهال والعقاب بلا بيان.

وأوضح أن هذه  السيرة والمطابقة لسيرة الامة ومراعاتها هذه القواعد هي من امتن الادلة على اعتبار علم الاصول واتم الحجج عليه.

وبين، فلو لم نعرف هذه القواعد ولم نراعيها فلا نستطيع معرفة مراد الشارع المقدس. ولا فرق في ذلك بيننا وبين من كان في عصرهم عليهم السلام لاننا كلنا متفقون من حيث البيان والتبيين. ومما يشهد لذلك انه لو كان النبي والائمه عليهم السلام لهم سيرة غير سيرة العقلاء في تبيين الشريعة لكانت تلك السيرة وصلت الينا لان هذه السيرة مما هو مبتلى به كثيرا فالنبي صلى الله عليه واله كان ليلا ونهارا يبين الاحكام. كما بانت لنا سيرة اخرى لهم عليهم السلام ووصلت الينا من خلال طرق متواترة الا وهي سيرتهم عليهم السلام في تبيين وتفسير الايات المتشابهة كما في قوله تعالى (من يأتيكم بماء معين) قد فسرها الامام الباقر عليه السلام انه من يأتيكم بالامام. فان سيرتهم عليهم السلام في تفسير الايات المتشابهة ليست على مداليل الوضعية فان تفسيرهم ليس على نمط المحاورات فقد وصلت الينا هذه السيرة عن الائمة عليهم السلام من طريق متواتر فكيف وصلت الينا هذه السيرة في الايات المتشابهات بينما السيرة العقلائية في تبيين الاحكام اهم واكثر ابتلاءا.

وتابع في الحقيقة لا ذكر لاي سيرة يستدل بها على ان الائمه عليهم السلام كانت لهم طريقة اخرى غير طريقة اهل المحاورات.

وأوضح، أن هناك بعض الادلة تؤكد أن الائمة عليهم السلام قد استدلوا بالقواعد الاصولية ونشأ الفكر الاصولي من الائمة عليهم السلام فقد ورد في صحيحة البزنطي وصحيحة هشام (علينا القاء الاصول وعليكم التفريع) وان هاتين الروايتين صحيحتان. فوجه الدلالة هو أن المراد من كلمة الاصول في هذه الرواية ليس هو علم الاصول لأن ذلك ليس على عاتق اهل البيت بيانه وتوضيحه لانها من المحاورات فمرادهم عليهم السلام هنا هو الكبريات والمطلقات والعمومات.

وأشار الى أن وجه الاستدلال في هذه الرواية هو أن الفقيه كيف يفرع على عام من عمومات الكتاب والسنة؟ الجواب هو لا يحصل هذا الا بعد ان يستعمل القواعد المحاورية.

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.