31 August 2019 - 17:07
رمز الخبر: 453260
پ
الشيخ عبدالامير قبلان دعا في رسالة محرم للمقاومة ومحاربة الفساد:
وجه رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان، رسالة شهر محرم التي استهلها بالقول: "شهر محرم محطة لإحقاق الحق والتمييز بين أهل الإيمان والباطل فيه رفعت راية الحق والعدل والإنصاف مع انطلاقة الهجرة النبوية الشريفة التي قدم فيها الامام علي بن ابي طالب أروع نموذج للفداء حين بات في فراش رسول الله، مقتديا بالنبي الكريم الذي تحمل في هجرته ودعوته المشقات والصعاب والاذى في سبيل إعلاء كلمة الله، لتكون هي العليا، وفي شهر محرم كانت هجرة الحسين إلى العراق كهجرة النبي إلى المدينة، فالنبي هاجر لنشر الدين وحفظ تعاليمه، والحسين هاجر لإصلاح أمة جده يريد إعادتها الى جادة الصواب لتكون خير أمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر. فإحياء هذه الذكرى يحتم على المسلمين ان يعودوا إلى تعاليم رسول الله، فنقتدي بنهجه ونسير على هديه فنحارب المنكر والعدوان والفساد، ونواجه الظالم ونعيد للأمة عزتها وكرامتها لتكون خير أمة أخرجت للناس تؤمن بالله وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر".

وشدد على أن "هجرة الحسين كانت لتحصين الدعوة وحمايتها من الفساد والظلم والباطل، فاستشهد في سبيل حفظ رسالة رسول الله من الانحراف وبذاك استكمل الحسين رسالة جده رسول الله الذي هاجر في سبيل الله واختزل كل معاني الجهاد والصبر وتحمل المشاق والصعاب ورفض المساومة على دين الله فكان لسان حاله: "إن لم يكن غضب منك علي يا رب، فلا أبالي".

ورأى أن "إحياء مجالس أبي عبدالله الحسين يجدد فينا الإيمان بالله والتزام نهج نبيه في رفض الظلم والتكبر ومواجهة الفساد والانحراف، لذلك فان علينا ان نجعل من هذه المجالس مدارس نتعلم منها الفضائل والمناقب التي تنمي في نفوسنا معاني الإيثار والتضحية والإباء، فننهل من مدرسة الحسين القيم والمبادىء التي تصوب مسيرتنا وتصلح أمورنا". وقال: "عظمة الإمام الحسين تبرز عندما ثار من أجل وحدة الأمة وإصلاح أمرها فتكون خير أمة أخرجت للناس، فالحسين كان ناصرا للمظلومين، فهو إمام للانسانية جمعاء، وهو يدعونا إلى مواجهة الظلم، وثورته المباركة تدعونا إلى الانتفاض على شهواتنا وأنانياتنا لنكون في خط الاصلاح فنقتدي بأفعاله وأقواله وسيرته فنأخذ من الحسين كل صدق وفضيلة وخير وصلاح، فالحسين أراد أن يجمع الناس على الخير والإيمان والصلاح، وهذا ما يجب أن نتعلمه من الإمام الحسين فنحيي هذه الذكرى أخوة متحابين نرفض التعصب والظلم لنؤكد وحدتنا التي أمرنا بها الله في كتابه العزيز: واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، ولنكون في خط الرسالة فنواجه أعداء الأمة الذين يتربصون بالمسلمين شرا، فإسرائيل ما تزال الشر المطلق الذي ينشر الفتن والخراب كما وصفها الامام السيد موسى الصدر، وهي بذرة شيطانية ينبغي اجتثاثها على حد تعبير الامام الخميني، وهي تمعن في طغيانها فتستبيح ارض فلسطين وتدنس مقدساتها وتقتل الأطفال والنساء وتنتهك كل الأعراف والمواثيق الدولية وتضرب عرض الحائط بقرارات الأمم المتحدة، وما عدوانها الأخير على لبنان وسوريا والعراق إلا تعبير جديد عن غطرستها واستحضار لحرب شاملة ستكون باذن الله على حساب وجودها".

أضاف: "نحن إذ نطالب قادة العرب والمسلمين بالعودة الى تعاليم رسول الله والاقتداء بالحسين في مواجهتهم للظلم العالمي الجديد المتمثل بالمشروع الصهيو - أميركي الذي يهدف الى إعادة بلادنا الى براثن الاستعمار واخضاع شعوبنا لحكم الانتداب فضلا عن استلاب خيراتنا وثرواتنا، من هنا فان العرب والمسلمين مطالبون بوقفة ضمير يجددون فيها إيمانهم بربهم ويتكلون فيها على انفسهم لينخرطوا في محور المقاومة وينتصروا للحق ويقفوا بوجه العقوبات الاميركية الجائرة على الجمهورية الاسلامية الايرانية ويدعموا الشعب الفلسطيني في جهاده ونضاله ويتصدوا بكل الوسائل والامكانات لوقف عدوان أميركا وإسرائيل وإفشال مخططاتهما في المنطقة، وكما انتصر لبنان بفعل تضامن أبنائه والتفافهم حول مقاومتهم وجيشهم، فإن العرب والمسلمين قادرون على صنع النصر في فلسطين إذا ما عادوا إلى تعاليم الحسين ومنهجه حين قال: "والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر لكم إقرار العبيد".

وتابع: "إننا بحاجة اليوم إلى وقفة حسينية تتضافر فيها كل الجهود العربية والإسلامية لتحقيق التضامن العربي الإسلامي وتجسيده فعل تعاون وتشاور بين العرب والمسلمين ليعيدوا للأمة كرامتها وعزتها ويتعاطوا مع قضاياها من منظار الثورة الحسينية الرافضة للظلم والطغيان، وهذا ما يحتم على العرب والمسلمين التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي بوصفه احتلالا لأرض عربية إسلامية ينبغي العمل لتحريرها".

ورأى أن "نداء عاشوراء في لبنان يدعونا إلى التمسك بالحق ومحاربة الباطل، فنتعاون كلبنانيين على محاربة الفساد الذي يصيب إدارتنا ومؤسساتنا وينعكس سلبا على المواطنين الذين يشكون من سوء بعض الإدارات وتفشي ظاهرة الرشاوى وتجاوز القوانين وسيادة المصلحة الخاصة على المصلحة العامة، ومقتضى معالجة الازمة الاقتصادية يحتم ان تسترد الدولة المال العام المنهوب من سارقيه في الرشاوى والصفقات المشبوهة والاعتداءات على إملاك الدولة ووقف الهدر بدل الحديث عن ضرائب جديدة وتخفيضات في أجور الموظفين. وعلينا أن نتمسك بوحدتنا الوطنية في مواجهة الغطرسة الصهيونية المتمادية فنحصن مراكز القوة في وطننا وندعم جيشنا الوطني ونتمسك بالمعادلة التي حمت لبنان وحررت أرضه".

وختم قبلان: "نحن إذ ننوه بالموقف الرسمي اللبناني وبقرارات المجلس الأعلى للدفاع بالتصدي لأي عدوان اسرائيلي فاننا نستنكر الاملاءات والضغوط الاميركية وكان آخرها فرض عقوبات على مؤسسة مصرفية عريقة أسهمت في تنمية الاقتصاد".

المصدر: الوكالة الوطنية

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.