07 September 2019 - 14:43
رمز الخبر: 453372
پ
الشيخ علي الخطيب :
رأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، خلال إلقائه خطبة الجمعة في مسجد لبايا - البقاع الغربي، أن "ما تشكله عاشوراء في وجدان الامة من صحوة انسانية تصوب مسيرة الحق وتعيد احياء القيم الايمانية في نفوس المؤمنين بما يصلح الذات ويستنهض معاني الحق والاباء في مواجهة الظلم والانحراف".

وقال: "من هنا فإن الثورة الحسينية مدرسة نتعلم من دروسها الاصلاح ليكون وسيلة لاحقاق الحق وازهاق الباطل، وقد علمتنا عاشوراء ان صلاح الامة يتحقق بالعودة الى كتاب الله الذي امرنا بتوحيد الله وتوحيد كلمة الامة على الخير والصلاح من خلال منظومة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لتكون امتنا خير أمة أخرجت للناس، لذلك فان استمرار عاشوراء في نفوسنا بما تمثله من ثورة على الظلم والفساد والاهواء المضلة ضرورة انسانية لصلاح المجتمعات والاوطان وسبيل يوصل الى الفلاح ويحقق عزة وكرامة الانسان والامة على السواء".

وطالب المؤمنين بـ"تحصين أنفسهم بالإيمان الذي يقوي في ذواتهم نزعة الخير ويجنبهم الانزلاق في مهاوي الاهواء والشهوات، ليكونوا نواة رسالية تعمل لخير الانسان والمجتمع بعيدا عن الظلم والتعصب، فيستلهموا من مناقب الامام الحسين معاني الصلاح والفلاح، وينخرطوا في مسيرة مقاومة الظلم واصلاح المجتمع وارساء قيم العدالة والمساواة، ولاسيما ان لبنان ومحور المقاومة مستهدف بحصار استعماري جائر يفرض عقوبات اقتصادية على دولنا وشعوبنا بغية اخضاعنا واضعاف بيئة المقاومة بتجويعها وتهديدها في لقمة عيشها حتى تتخلى عن المقاومة وتذعن لارادة المستعمر الجديد الذي يريد اخضاعنا لمشروعه".

كما طالب المسلمين واللبنانيين بأن "يتضامنوا ويتآخوا ويكونوا على مستوى التضحيات التي بذلها الشهداء وعلى رأسهم سيد الشهداء الامام الحسين، فيكونوا في عون بعضهم البعض ويصبروا على البلاءات والمحن، ويتحلوا بروح العطاء والايثار ويبذلوا التضحيات في سبيل نصرة الحق، وعلى اللبنانيين ان يكونوا روادا في الاصلاح فيكافحوا الفساد ويتصدوا للظلم ويعملوا لما فيه مصلحة لبنان وحفظ وحدته وسيادته واستقرار شعبه، وهم مطالبون بأن يستشعروا الاخطار المحدقة بالوطن فيتضامنوا في مواجهة التهديدات الاسرائيلية والضغوط الاميركية ويتمسكوا بالمعادلة التي حمت وحررت لبنان وحفظت شعبه ووفرت الاستقرار الامني له".

وأمل أن "تحقق الخطة الاقتصادية أهدافها في النهوض بالاقتصاد الوطني"، معتبرا أن "لبنان عرضة للاستهداف الاقتصادي ممن يدعي حرصه على استقرار وازدهار لبنان وخصوصا أننا لا نستطيع أن نفهم القرار الاميركي الجائر بفرض عقوبات على مؤسسات مصرفية وكيانات وشخصيات لبنانية الا بوصفه انهاكا وإرباكا للاقتصاد الوطني، وهو يندرج في الاطار السياسي ويضحد ادعاءات الادارة الاميركية بالحرص على مصلحة لبنان وشعبه"، مطالبا الحكومة اللبنانية بـ"الاسراع في اتخاذ الخطوات الاصلاحية التي اجمع عليها المجتمعون في قصر بعبدا، بما يحصن الاقتصاد اللبناني في مواجهة العقوبات والحصار ومحاولات استهدافه".

وأكد أن "حل الوضع الاقتصادي المتأزم لا يمكن أن يكون على حساب الفقراء وفرض رسوم على المشتقات النفطية وتحميل المواطنين ضرائب جديدة، فانقاذ الوضع يبدأ بالاصلاح الاقتصادي الذي يرتكز على مكافحة الفساد ووقف الهدر والصفقات بالتراضي واستعادة المال العام المنهوب من تهرب ضريبي واعتداءات على الاملاك العامة ونحوهما، ليصرف هذا المال في دعم القطاعين العام والخاص بما ينعش الدورة الاقتصادية في كل المناطق اللبنانية".

ونوه بـ"الموقف الرسمي والشعبي الموحد بالتصدي للعدوان الصهيوني على لبنان"، معتبرا أنه "يؤكد أن قوة لبنان الحقيقية تكمن في وحدة شعبه وجيشه ومقاومته، وهي استطاعت كسر هيبة جيش العدوان الذي احتمى خلف دمى تجنبا لضربات المقاومة الباسلة التي حققت وعدها بالرد على العدوان وارست معادلة ردع تلجم العدوان وتحمي لبنان".

واستنكر "الغطرسة الاسرائيلية المتمادية بقيام رئيس كيان العدو ورئيس حكومته وكبار المسؤولين الصهاينة باقتحام مدينة الخليل في عدوان جديد على هذه المدينة المقدسة التي يواجه أهلها كما كل القرى والبلدات الفلسطينية اجراءات الاحتلال التهويدية وبناء المستوطنات على أرض فلسطين".

وختم: "ونحن إذ نطالب الشعوب والدول باتخاذ موقف حازم يتجاوز بيانات الادانة والاستنكار ويرتقي الى تضحيات الشعب الفلسطيني البطل المطالب بالقيام بانتفاضة جديدة ينخرط فيها كل فصائل وقوى الشعب الفلسطيني لان الاحتلال لا يفقه الا لغة المقاومة التي أثبتت التجارب أنها السبيل الوحيد لتحرير الارض وإنقاذ المقدسات".

المصدر: الوكالة الوطنية

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.