15 February 2020 - 12:35
رمز الخبر: 455524
پ
ممثل المرجع اليعقوبي:
اكد ممثل المرجع اليعقوبي ان الإمام المهديّ عجل الله  فرجه يقلع حبَّ الدّنيا من القلوب ويعمل على بناء المجتمع وتربيته، مبينا دور الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف في بناء المجتمع وتربيته.

أفاد مراسل وكالة رسا للانباء في النجف ان ممثل مكتب المرجع اليعقوبي سماحة الشيخ حيدر الازيرجاوي اكد خلال خطبة صلاة الجمعة ان الإمام المهديّ عجل الله  فرجه يقلع حبَّ الدّنيا من القلوب ويعمل على بناء المجتمع وتربيته، مبينا دور الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف في بناء المجتمع وتربيته.

وقال الازيرجاوي ان الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف يقلع حبَّ الدّنيا من القلوب، فإنه ورد في الرواية التي تقول: "حبُّ الدُّنيا رأس كلّ خطيئة حقيقة واقعة. وإنّ أساس وجذور حبّ الدنيا هي حبّ النفس وهو بدوره حبّ الدنيا. فإنّ جميع الفساد الذي ظهر في البشرية منذ قيام البشرية يعود إلى حبّ النفس، ومنه ينشأ حبّ الجاه والمنصب والموقع وحبّ المال وحبّ جميع الدوافع الشهوانية. لذلك كان أساس مهمّة الأنبياء هو قمع وضبط حبّ النفس قدر الإمكان، لكنّ الأنبياء لم ينجحوا بالشكل الذي أرادوا، ولم يستطيعوا أن يحقّقوا هدفهم كما أرادوا ذلك، وسيبقى حبّ النفس لدى الكثير من النّاس حتّى في حكومة العدل التي يقيمها الإمام صاحب الزَّمان. وهذا الحبّ للنفس الوارد في الروايات هو الذي يقوم بتكفير الإمام المهديّ - سلام الله عليه -. وفي الحقيقة إنّ أساس جميع الخطايا هو هذه الأنانيات الموجودة في البشر، وهذه الحروب وهذه المفاسد والمظالم وأعمال الجور. وكان سعي الأنبياء لإقامة حكومة عادلة في الدنيا من أجل إن تكون هذه الحكومة ذات دوافع إلهية وأخلاقية وتقوم على أساس القيم الإنسانية العليا، فإذا قامت مثل هذه الحكومة فإنّها تستطيع احتواء المجتمع وإجراء الإصلاح إلى حدّ بعيد. أمّا إذا أصبحت الحكومات بأيدي الجبارين والمنحرفين وبأيدي أشخاص يرون القيم في آمالهم النفسانية،ويعتبرون إنها هي التسلط والشهوات ذاتها،فإنّ البشرية تسير بوجود مثل هذه الحكومات نحو الانحطاط، وإذا تحقَّقت آمال الأنبياء في دولة ما - وإن لم يتحقق إلا بعض هذه الآمال - فإنّ هذه الدولة تسير نحو الصلاح.

وتابع الازيرجاوي قائلا: أن المؤمن  بل المجتمع عموما لو استشعر وجود الإمام الحجة بن الحسن عجل الله فرجه واستشعر آلامه وما يعانيه من أجلنا من ألم الغياب وما يجري على  الإسلام وأبنائه من ظلم قتل وتشريد وانتهاك حرمات، فهل يبقى مع هذا الشعور في قلب المؤمن حب للدنيا وهل يفكر في هذه الدنيا إلا بقدر ما يوصله إلى قلب إمامه. فتكون الدنيا عنده جميلة بوجود إمامه.

وحول مناسبة ولادة الزهراء عليها السلام اوضح قائلا ان مابين ولادة وشهادة لازلنا في ذكرى فاطمة الزهراء عليها السلام، وللزهراء عليها السلام رسالة كرسالة الأنبياء صلوات الله عليهم 

كما أن الرسالة قد تجلت في الرجال، وخصوصاً في رسول الله محمد صلى الله عليه وآله، الذي كان خلقه القرآن، وكان المجسّد للرسالة. فان هذه الرسالة قد تجسّدت أيضاً في النسـاء، وفي مقدمتهنّ شخصيـة سيدتنـا فاطمة الزهراء عليهـا السلام، التي عاصرت الإسلام منذ أيامه الأولى، وهي في بيت الوحي.

وكان رسول الله صلى الله عليه وآله هو معلمها الأول. لذا لم تنته الزهراء عليها السلام في شخصيتها، بل امتدت عبر ذريتها الطاهرة.

صحيح ان المجتمع الإسلامي عموما والمرأة المسلمة خصوصا يفصلهما اليوم عن فاطمة عليها السلام أربعة عشر قرنا، ولكن سيرتها الوضاءة تستطيع ان تلهمهما وان تكون مدرسة لهما. وسنقوم فيما يلي بعرض جوانب بسيطة من عظمتها وشموخها اللذان استمدّتهما من عظمة وشموخ الرسالة الإلهية. فرسول الله صلى الله عليه وآله الذي فقد حنان الأم وعطف الأب منذ سنّ مبكّرة من عمره الشريف، كان يحسّ بهذه العاطفة المفقودة في حياته، لأنه بشر كسائر البشر كما يقول تعالى: (قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ). ولكنه سرعان ما وجد هذه العاطفة المفقودة في شخصية ابنته الزهراء عليها السلام.

لقد كان النبي صلى الله عليه وآله عندما يعود من صراعه مع الجاهلية،وعندما يفرغ من دعوته للمشركين إلى نبذ آلهتهم؛ كان صلى الله عليه وآله يسارع إلى ابنته فاطمة التي كانت بدورها تحوم حوله،لتحوط هذا القلب الكبير بعاطفتها الجياشة،ولتضمد جراحاته،وتسكن آلامه.. تماما كما كانت تفعل ذلك والدتها خديجة الكبرى رضوان الله عليها. وهذا ما دفع النبي صلى الله عليه وآله الى آن يقول: (إن فاطمة أم أبيها) ، و(إن الله عز وجل ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها).فإذا كان النبي صلى الله عليه وآله يسارع إلى فاطمة عليها السلام لتخفف عنه همومه التي لايتحملها أي بشر فكيف بنا نحن لو لجأنا إلى الزهراء وتعلمنا منها وأخذنا من مدرستها المباركة. ولو كانت الزهراء عليها السلام غير موجودة فالإمام الحجة وهو ابن الزهراء موجود بيننا فلم لا نلجأ إليه والمرجعية الشاهدة على الأمة وناصر الزهراء وقيامه وخطابه الفاطمي فلم لا نلجأ إليه.فكما كان النبي الأكرم صلى الله عليه وآله يخفف هموم وآلام الرسالة بفاطمة كذلك المؤمن الرسالي كلما أصابه التعب والعناء من مواجهة المجتمع عليه أن يلجأ لمن يمثل النهج الفاطمي في كل زمان.

وفي خلال الحصار الذي ضربه المشركون على بني هاشم في شعب أبي طالب؛في تلك الفترة الحرجة من حياة الرسالة الإسلامية لم تكن فاطمة تشعر بالخوف،رغم انها كانت في سنّ مبكّرة من حياتها،ورغم إنها كانت قد فقدت والدتها في تلك الفترة، ولكن صبرها الذي استوحته من قدرة التوكل على الله تعالى وثقتها به، هذا الصبر كان يمنحها الثبات والمقاومة والصمود.

ومن الدروس التي نستطيع أن نستلهمها من حياة فاطمة الزهراء عليها السلام، هو درس الفاعلية والنشاط. فلم يعرف عنها أنها قد توقفت عن هذا النشاط، ولو للحظة واحدة من حياتها. فقد كانت تقضي ليلها في العبادة والضراعة والدعاء للمؤمنين، ونهارها في مؤازرة والدها وزوجها، والقيام بمهام الرسالة سواء قبل الهجرة أو بعدها.

ويا ليتنا نقتبس من هذه الشعلة الإلهية درس الصبر والجهاد والشجاعة والعطاء.. فان ركن هذه المرأة لم ينهّد رغم المصائب والآلام التي نزلت بها، والتي كانت في مقدمتها وفاة والدها وما جرى عليها بعد ذلك من ظلم وإجحاف. فكان همّها الأول بعد ذلك الابقاء على الخطّ الرسالي السليم والدفاع عنه، وعدم السماح بهبوط الروح الإسلامية في الأمة، ودخول عدد من المنافقين في أوساطها.

وفي حياة الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء دروس ودروس؛ فمن أراد أن يقتدي بها لابد له أن يتعرف عليها، وأن يعيشها في واقعه.

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.