12 August 2020 - 20:01
رمز الخبر: 456748
پ
اغتيال الصحفي السعودي؛
"قلة من الأحياء لديهم أسرار عن محمد بن سلمان (...)، ومن هؤلاء الدكتور سعد".. تمثل هذه العبارة من نص الدعوى التي رفعها "سعد الجبري" أمام القضاء الأمريكي ضد ولي العهد السعودي.
"قلة من الأحياء لديهم شراكة أوثق مع أجهزة المخابرات والأمن الأمريكية وأسرار أكثر عن محمد بن سلمان (...)، ومن هؤلاء الدكتور سعد".. تمثل هذه العبارة من نص الدعوى التي رفعها ضابط المخابرات السعودي السابق "سعد الجبري" أمام القضاء الأمريكي ضد ولي العهد السعودي مربط الفرس في المآلات التي يستشرفها مراقبو شأن المملكة للقضية، خاصة في ظل اقتراب موعد انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
فبالتعاون الوثيق مع مسؤولين أمريكيين كبار في مشاريع مكافحة الإرهاب أثناء خدمته للحكومة السعودية، أصبح "الجبري" شريكا موثوقا يتم التماس معلوماته واستشاراته قبل اتخاذ قرارات مصيرية بشأن الأمن القومي للولايات المتحدة.
وعبر متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية عن ذلك بقوله إن "سعد الجبري كان شريكا مهما للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، وساعد تعاونه مع الولايات المتحدة في إنقاذ حياة الأمريكيين والسعوديين"، مشيرا إلى أن "العديد من المسؤولين الحكوميين الأمريكيين، الحاليين والسابقين، يعرفون سعد ويحترمونه".
ويُنسب الفضل لـ"الجبري" في الإشراف على شبكة من المخبرين الذين كشفوا مؤامرة عام 2010 من قبل تنظيم القاعدة؛ تتعلق بإرسال قنابل مخبأة في طائرات شحن أمريكية متجهة إلى شيكاغو؛ ما أدى إلى إنقاذ مئات الأرواح، كما أنه تحول بمرور الوقت إلى "صندوق أسود" لأسرار سعودية غاية في الحساسية. 
فإلى أي مدى تصل العلاقة بين قضية "الجبري" وبين نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة تأثرا وتأثيرا؟
صعد هذا السؤال لصدارة اهتمامات مراقبي الشأن الأمريكي خلال الأيام الماضية، وترتبط إجابته بالصورة الأوسع التي تعكسها القضية، وهي معركة القوة التي بدأت عندما أطاح الملك السعودي "سلمان بن عبدالعزيز" بولي العهد السابق "محمد بن نايف" من منصبه عام 2017، ثم وصمه بتهمة إدمان للمخدرات قبل 3 سنوات، وهي  المعركة التي لم تنته حتى اليوم؛ إذ يقبع "بن نايف" رهن الإقامة الجبرية.
ولما كان "الجبري" من رجال "بن نايف"، تم عزله من منصبه (بمرتبة وزير)، بعد أن علم "بن سلمان"، بحقيقة لقائه مدير وكالة المخابرات المركزية السابق "جون برينان" مرتين، وإخباره إياه عن مكالمة بين "بن سلمان" والرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" بشأن سوريا، طلب فيها الأول من الثاني التدخل عسكريا، رغم موقف السعودية الظاهري بدعم قوات المعارضة السورية المسلحة آنذاك، وفقا لما أورده موقع "ميدل إيست آي" البريطاني.
وغادر "الجبري" السعودية عندما بدأ "بن نايف" حملة ضغط في واشنطن، وأخبرته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بأنه أصبح هدفا؛ إذ حاول السعوديون استدراجه، لكنه رفض، وكان لديهم عملاء يبحثون عنه في الولايات المتحدة، وأرسلوا له فرقة قتل على طريقة اغتيال الكاتب الصحفي السعودي "جمال خاشقجي".
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.