12 May 2012 - 13:52
رمز الخبر: 4597
پ
العلامة النابلسی:
رسا/منبر الجمعة- تساءل سماحة العلامة الشیخ عفیف النابلسی فی خطبة الجمعة التی ألقاها فی مجمع السیدة الزهراء علیها السلام فی صیدا: من الذی یرید أن یُغرق سوریا بالدم والفتن؟ من الذی یسعى لجرّ هذا البلد إلى حرب أهلیّة لا تُبقی ولا تذر؟ من الذی یُعرقل کل مساعی الحل ویدفع باتجاه استدعاء القوات الأطلسیة؟ وأی مشروع یُراد أن ینفذ فی هذا البلد وتحت أی غطاء وبأی ذریعة؟
هذه الأزمة التی تعصف بسوریا هی أزمة الأمة وخیاراتها<BR>
التفجیرات الدمویة المدانة التی وقعت صباح أمس تؤشر أولاً: إلى مخطط إفشال مهمة أنان والمراقبین الدولیین. وثانیاً: قطع الطریق على أیة وسائط وجهود سیاسیة قادمة من أیة جهة أتت. وثالثاً: جعل مصیر الشعب السوری فی قبضة الصراع الطائفی. ورابعاً: التعمیة على الانتخابات والإصلاحات التی أجرتها وتقدمت بها الحکومة السوریة.
ولذلک فإن سوریا الیوم أمام مفترق طرق خطیر، مع تجمع التطرف والاستکبار وأصحاب العمامات المأجورة وأصحاب الیاقات الماکرة کلهم فی حلف لا یُراد من ورائه ربیعاً لسوریا بل جحیماً لها. هذه الأزمة التی تعصف بسوریا هی أزمة الأمة وخیاراتها، هی أزمة الوعی والثقافة والسیاسة. الحقیقة المرة التی نراها بأم أعیننا أن هذه الأمة التی تبرهن من خلال المشهد السوری أنها تُغلّب العنف على الحوار، واستدعاء العدو الأجنبی على الإصلاح الداخلی. وأنها تعبد الله على حرف وأنها عرضة للاستغباء من العقل الأمیرکی والأوروبی الاستعماری الذی یهمه کیفیة استعادة نفوذه وتقویة حضوره فی المدى الجدید.
إنّ هذا المشهد الدموی فی سوریا مقدمة لهدف أکبر وهو ضرب المقاومة فی لبنان وتدمیر المواقع النوویة فی إیران . وهاهی (إسرائیل) من خلال توحید صفوفها بتشکیل ائتلاف حکومی واسع تتحضر لهذا الهدف الخطیر. لذلک فإن وقف الدماء فی سوریا مکسب لأمن واستقرار الأمة، ودلیل انتباه ووعی سیاسی لحرکة الصراع مع الاستکبار . وما دعوتنا إلا فی إطار تجمیع الجهود وتوحید صفوف کل المخلصین فی إطار جبهة واحدة لردع العدوان الواسع الذی یسم التحولات فی العالم العربی بالربیع وما هو بنظرنا إلا خریف وجحیم.
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.