09 October 2012 - 19:58
رمز الخبر: 5249
پ
الأخلاق، ضالة عصر الاتصالات (14)
رسا/أخبار الحوزة المحلیة ـ أشار سماحة حجة الإسلام والمسلمین إبراهیم کفیل، أستاذ السطوح العلیا فی حوزة قم العلمیة، إلى أنّ النظر المحرّم أحد آفات الدراسة والعمل، وقال: عندما تذهب المرأة متبرجة إلى الجامعة ومحل العمل فإنّها ستثیر أنظار الرجال، مما یؤدی إلى إرباک أمن المجتمع والتقلیل من حصیلة العلم والعمل.
النظر المحرّم سبب لإرباک أمن المجتمع والتقلیل من حصیلة العلم والعمل
 
فی إطار الحوار الذی أجراه معه مراسل وکالة رسا للأنباء، أشار سماحة حجة الإسلام والمسلمین إبراهیم کفیل، أستاذ السطوح العلیا فی حوزة قم العلمیة، إلى الغایة الأساسیة من الخلقة، وقال إنّ عبادة الله تعالى هی الهدف الأساسی من الخلقة؛ ولذلک یجب تجنّب النظرة المحرّمة التی تُعتبر من أسباب الحیلولة دون تحقیق الإنسان هذا الهدف؛ مضیفاً: لقد سنّ الله تعالى الأوامر والنواهی وجعل حدوداً لأعضاء وجوارح الإنسان من أجل تحقیق هذا الهدف النهائی، ولابد للإنسان أن یمتثل للأوامر الإلهیة؛ لغرض الوصول إلى القرب من الذات الإلهیة المقدسة.

وفی السیاق نفسه صرّح سماحة حجة الإسلام والمسلمین قائلاً: لو لم یجعل الله تعالى هذه الحدود لأعضاء البدن، فإنّ ذلک سیکون سبباً لتهدید سلامة الإنسان النفسیة وإرباک أمنه الاجتماعی، وبهذه الحدود والأوامر ضمن المجتمع سلامته وأمنه.

واستطرد سماحته فی حدیثه فأشار إلى آثار النظر المحرم فی الحیاة الفردیة والاجتماعیة، وقال: إذا ابتلى الشخص بمعصیة النظر المحرم، فسیکون فاشلاً فی جمیع مراحل حیاته، حیث یکون فی عهد شبابه وعزوبته فی ذروة الشهوة الجنسیة، ولا یتمکن من السیطرة على هذه الشهوات والغرائز الجنسیة، مما یؤدی إلى إصابته بالأمراض النفسیة والأخلاقیة کالمیوعة وسوء الأخلاق؛ متابعاً: أما إذا کان الشخص متزوجاً ـ سواء کان رجلاً أو امرأة ـ وابتلى بهذه الآفة، فسیُقدم على المقارنة بین زوجته وزوجات الآخرین، مما یجعله یصاب بالملل وعدم الرغبة فی الإنجاب أو الاستمرار فی حیاته الزوجیة.

واعتبر سماحة حجة الإسلام والمسلمین إبراهیم کفیل أجواء العمل من الأمور التی تتأثر بالنظرة المحرمة، وقال: عندما تذهب المرأة متبرجة إلى الجامعة ومحل العمل فإنّها ستثیر أنظار الرجال، مما یؤدی إلى إرباک أمن المجتمع والتقلیل من حصیلة العمل والدراسة؛ مؤکّداً: قال الإمام الصادق(ع): (النظرة سهم من سهام إبلیس مسموم، وکم من نظرة أورثت حسرة طویلة)؛ فالذی یغض نظره عن محارم الناس طالباً بذلک رضا الله تعالى، فإنّ الله سیثبّت فی قلبه الإیمان ویعطیه أجراً غیر ممنون.

کما صرّح سماحته قائلاً: إنّ الله تعالى أودع فی النفس طباعاً وغرائزاً لا یمکن إرضائها بسهولة، وکلّما کانت الغرائز والطباع متحررة أکثر، ستستشری الرغبة لتلبیة الرغبات النفسیة أکثر؛ ولذلک روی عن الإمام الصادق(ع) قوله: (الدنیا کماء البحر من ازداد شرباً منه ازداد عطشاً).

وفی ختام حدیثه نبّه سماحة حجة الإسلام والمسلمین إبراهیم کفیل المرأة بقوله : إنّ التبرّج واستخدام العطور المثیرة من قبل المرأة من دواعی إثارة الآخرین للوقوع فی معصیة النظرة المحرمة، ثم قال: کلّما ازدادت معرفة الإنسان بالله، بحیث یرى نفسه خاضعاً وذلیلاً بین یدیه، ویعزم على الامتثال لأوامره بکل ما أوتی من قوة، فسوف لا یقع فی معصیة النظرة المحرمة وسائر المعاصی الأخرى إلا قلیلاً.
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.