12 October 2012 - 20:56
رمز الخبر: 5271
پ
الأخلاق، ضالة عصر الاتصالات (15)
رسا/أخبار الحوزة المحلیة ـ اعتبر سماحة حجة الإسلام والمسلمین حسن مهدویان، الأستاذ فی الحوزة والجامعة الزواج أفضل طریق لعدم الابتلاء بالمعاصی الناجمة عن النظرة المحرّمة، وقال: عندما لا یتمّ تأمین غریزة الشاب عن طریق مشروع، فإنّ ذلک سیشجعه على ارتکاب المعصیة، وإشباع رغباته النفسیة عن طریق غیر مشروع.
الزواج أفضل سبیل للوقایة من النظرة المحرّمة
 
فی إطار الحوار الذی أجراه معه مراسل وکالة رسا للأنباء، تطرّق سماحة حجة الإسلام والمسلمین حسن مهدویان، الأستاذ فی الجامعة والحوزة، إلى مفهوم النظرة المحرّمة، وقال: النظرة المحرّمة تعنی النظر إلى غیر المحارم والمیادین المثیرة للشهوة التی منع الله تعالى الإنسان عن النظر إلیها؛ لکونها لیست من مواضع رضاه سبحانه.

واعتبر سماحته قلّة معرفة الإنسان بالله تعالى من آثار وتبعات النظرة المحرّمة، وقال: إنّ مخالفة الله یُعتبر أول أثر من آثار عدم السیطرة على النفس، وکلما کانت معرفة الفرد بالله تعالى أقل کلما ابتلى بالذنوب الناجمة عن النظرة المحرّمة؛ مضیفاً: إنّ القرب من الله تعالى وطی طریق العبودیة یتنافى مع التسلیم لأعضاء البدن؛ ولذلک کلّما کان البصر حرّاً، وأخذ الإنسان یسعى خلف أهواء نفسه، کلما ابتعد عن الله تعالى وبنفس النسبة.

ورأى أن فقدان مکانة الأسرة وقلة استقرار المجتمع من جملة الآثار السلبیة للنظرة المحرّمة، وقال: إذا تحولت النظرة المحرّمة إلى ظاهرة بین الشباب، فسیفقد المجتمع أمنه بالتناسب مع ذلک؛ متابعاً: لا تقتصر النظرة المحرّمة على النظر فقط، بل إنّ الاعتیاد على النظرّة المحرّمة یؤدی لإثارة القوى الجنسیة، مما یجعل المرء یُقدم على ارتکاب المعاصی الأخرى لإرضاء رغباته الجنسیة.

وأوضح سماحته قائلاً: إنّ إتباع الشیطان، وعدم الامتثال للقوانین الإلهیة تجر الشخص لارتکاب المعصیة، وإنّ الشخص الذی یقع فی شباک المعاصی، یشکل خطراً على استقرار أمن المجتمع وعفة الآخرین.

واعتبر سماحته العیش فی أجواء مشوبة بالمعاصی من عوامل تشجیع الأشخاص على ارتکاب الذنوب الناجمة عن النظرة المحرّمة، وقال: یوجد فی کیان کل رجل وامرأة غریزة جنسیة، هذه الغریزة المکنونة فی ذاته تشجّع الشخص للتوجه نحو ارتکاب المعصیة، فإذا لم یتمکّن الشخص من السیطرة على نفسه تجاه هذه الغرائز، فسوف تسوقه نحو ارتکاب المعصیة شاء أم أبى.

واعتبر مهدویان الزواج أفضل سبیل للوقایة من المعصیة الناجمة عن النظرّة المحرّمة، وقال: عندما لا یتم تأمین غریزة الشاب عن طریق مشروع، فإنّ ذلک سیشجعه على ارتکاب المعصیة، وإشباع رغباته النفسیة عن طریق غیر مشروع؛ مضیفاً: إذا لم یهتم الوالدان بمسائل زواج الشباب، فإنّهم فی الحقیقة قد ساعدوا فی إیجاد الأرضیة المناسبة لارتکاب المعصیة، وشجّعوا الشباب على ارتکابها أکثر.

وعدّ سماحته القضاء على البطالة والتثقیف الصحیح من قبل المسؤولین عوامل مهمّة للتقلیل من الأخطار الاجتماعیة؛ لاسیما المعصیة الناجمة عن النظرّة المحرمة، وقال: إنّ وجود البطالة، والعلاقة المنفتحة بین النساء والرجال، والتبرّج فی المجتمع، من أسباب التشجیع على المعصیة وترویجها.

وفی نهایة حدیثه اعتبر سماحته الحفاظ على الإیمان من آثار السیطرة على البصر، وقال: إنّ النظرة السلیمة توفّر الأرضیة المناسبة لطاعة الله، وکلّما ابتعد الإنسان عن المعصیة اقترب من الکمال بنفس هذه النسبة؛ ملفتاً إلى أنّ سلامة الأجواء الأسریة وإبراز المحبّة للزوجة من الآثار الأخرى للنظرة السلیمة.
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.