05 September 2009 - 18:43
رمز الخبر: 557
پ
رسا / العالم الاسلامی - یبدو أن ما أثاره الدکتور محمود حمدی زقزوق وزیر الأوقاف من تصریحاته ، التی انتقد فیها بشدة ضعف مستوى خریجی الأزهر الشریف وعدم تمتعهم بالإمکانات اللازمة لشغل وظیفة إمام وخطیب بالمساجد التابعة لوزارة الأوقاف کشفت عن تراجع دور المؤسسة العریقة فى مواجهة التیارات الأخرى.
مصر


عبر محمد سید طنطاوی شیخ الأزهر الشریف عن غضبه إزاء إصرار زقزوق على انتقادات مستوى خریجی الأزهر، وتعمده الإساءة للجامعة العریقة، معتبرا أن هذه التصریحات تستهدفه شخصیا، کما أنها تسیء لسمعة مصر وتقدح فی المکانة العلیا للأزهر خارج مصر، وقال إنه ینبغی على الوزیر أن یزن تصریحاته بدقة.

 

إلا أن هناک بعض العلماء الأزهریین أنفسهم یدللون على تراجع دور الأزهر من خلال  ما أثاره إعلان الدکتور المتنصر محمد رحومة ـ العمید السابق لکلیة الدراسات العربیة  جامعة المنیا والمدیر السابق لمرکز سوزان مبارک للفنون والآداب بجامعة المنیا ـ عن إنشاء فرع من مؤسسة "حررنی یسوع" للتنصیر فی القاهرة برئاسة الناشطة الحقوقیة المتنصرة نجلاء الإمام "کاترین" التی تدافع الآن عن حقوق المتنصرین الکثیر من ردود الفعل المستاءة خاصة بعد تحول نشاط التنصیر إلی العلنیة.


التبعیة للحکومة


فى البدایة أرجع الدکتور محمد شامة الأستاذ بجامعة الازهر من خلال تصریحه لشبکة الإعلام العربیة "محیط" تراجع دور الازهر الى تبعیة هذه المؤسسة العریقة الى الحکومة، داعیا إلى استقلال الأزهر الشریف کهیئة دینیة کبیرة لها ثقلها فى العالم الاسلامی، وانشاء هیئة مستقلة لها ایدلوجیتها وکیانها المنفصل عن الدولة بعیدا عن ای تدخل حکومی یؤثرعلى قراراتها .

 

کما أعرب عن أسفه تجاه الأجور المتدنیة التی تعطیها الحکومة لعلماء الأزهر الشریف وسعی الدولة لسلب مخصصات الأزهر التی تجعله مستقلا عن الدولة والعمل على جعله تابعًا لها مؤیدا لقراراتها، فی محاولة لتنحیة الأزهر عن وظیفته الکبرى وهی الذود عن الإسلام ومجابهة الفساد فی الدولة. 


واستنکر شامة المذهبیة المسیطرة على الأزهر من الداخل لافتا إلى أن هناک مشاکل بالفعل تحیط بالمؤسسة الشریفة أهمها انتشار الأمیة الدینیة والثقافیة النابعة من الانغلاق المذهبی وعدم تطویر المناهج العلمیة لطلبة الأزهرمما أدى إلى ظهور تیارات متشددة أصبح لها ثقل فى التأثیر على العامة من خلال انتشارها فى وسائل الإعلام والفضائیات بالإضافة إلى انتشار المنظمات التنصیریة.
 
 وزیر الاوقاف المصری   


وبدوره تساءل الرئیس الأسبق للجنة الفتوى بالأزهر الشیخ جمال قطب قائلا "هل تأخر الأزهر أم حُجب؟" معتبرا أن "سیطرة الدولة على الأزهر أفقدته الکثیر من مکانته لدى المسلمین".

 

ووصف الأمر بأنه خطیر للغایة، مشیرا إلى أنه "یطاح بخریجی الأزهر، ویتم تعیین خطباء منتدبین یکونون طوع وزیر الأوقاف"، وأضاف "حینها سیقرأ الخطیب الفتاوى کما أوردها الوزیر وأمن الدولة ولیس کما یجب أن تقرأ من خلال قواعد الأصول والإفتاء".

 

 وشدد قطب على ضرورة أن "یکون لمن ینتمی لمؤسسة الدعوة حصانة، ولا یطاح بهم، "فعلیه ألا ینتمی لأی من الفرقاء السیاسیین وفی نفس الوقت لا یمسه أحد".

 

کما ذکر أنه "لمدة ثمانمئة عام لم یکن للأزهر حقیبة وزاریة تراجع شؤونه، وإنما شیخ الأزهر یراقب ویحاسب حتى استطاعت المؤسسة بفضل وحدتها وتعددیتها الفکریة أن تقدم ما قدمته".

 

أدوار متعددة


واستنکر قطب ما یقال عن ضرورة إقصاء الأزهر عن الحیاة العامة والسیاسیة بزعم مدنیة الدولة، قائلا "لم یحدث على مدى ألف عام أن سعى أحد العلماء إلى السلطة"، معتبرا أن "المطلوب فقط أن تکون هناک مرجعیة".

 

کما رأى أن استعادة دور الأزهر لن تکون إلا بـ"تحیید علمائه وطمأنتهم، وتجمیع الناس حولهم، وذلک بإجراء انتخابات وهرم داخلی، وإلغاء إشراف وزارة الأوقاف علیه".

 

 

اما الدکتور موسى فرحات رئیس قسم الحدیث وعلومه فی کلیة أصول الدین بالمنصورة فقد فسرالتراجع الحالی بأنه ناتج عن الضعف الشدید فی الحکومات المصریة، التی کان حریًّا بها رعایة الأزهر لما له من دور کبیر لا یمکن تجاهله أو نسیانه فی الدعوة والتعلیم بالعالم الإسلامی منذ ما یزید عن ألف عام.

 

ویعیب على الحکومات تقلیل نفقات الأزهر الذی کان قدیمًا یرعى طلابه وعلماءه مادیًّا من أوقاف المسلمین؛ حتى تتفرغ أذهانهم وعقولهم کاملة للدراسة، أما الآن فقد أصبح الأزهریون موظفین لدى الدولة، وفرضت الحیاة الاقتصادیة الصعبة ضغوطها على الطلاب والعلماء على حد سواء؛ مما أثر على مستویاتهم العلمیة والعملیة.

 

ضغوط سیاسیة
 
 شیخ الازهر د.محمد سید طنطاوى  


ویطالب د. موسى فرحات حکومات الدول الإسلامیة جمیعها بتوجیه الجهد والرعایة إلى الأزهر وطلابه؛ فهو مؤسسة إسلامیة ولیست مصریة فقط، حتى یتسنى لطلابه الإبداع فی مجالهم، وتجاوز المحنة الحالیة لیبقى من جدید شامخًا مهما حدث ومهما کان حوله من ضغوط سیاسیة أو مادیة.

 

 

ویعلق د. حمدی والی أستاذ الأدب العربی بجامعة 6 أکتوبر على الأمر قائلاً: تراجع الأزهر لیس ولید اللحظة بل هو من عشرات السنین؛ بسبب ما تفعله به الدولة منذ أن قیدته کمؤسسة حکومیة تمارس علیها الضغط المادی لتکبیل العلماء وکتم أصواتهم بخفض أجورهم من حین لآخر، وتغییر المناهج فی اتجاه علمنتها، وقصرها على العلوم التجریبیة والتطبیقیة ووأد دوره الشرعی الفقهی.

 

وعن التدخلات الخارجیة فی الأزهر یقول: الاستهداف الخارجی لا یقتصر على الأزهر الشریف فقط، بل یمتد إلى کل المؤسسات الإسلامیة فیحاول التدخل فی تعدیل المناهج باسم تغییر الخطاب الدینی وما شابه، إلا أن کل هذا ستار یختفی وراءه أیاد خفیة تحاول تغییر قیمنا الإسلامیة، وإحلال أخرى ترضى المحتل الصهیونی والعدو الأمریکی.

 

 

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.