26 September 2009 - 20:43
رمز الخبر: 727
پ
منبر الجمعة..منبر الموقف والکلمة المسؤولة، من طهران مرورا بالمنامة ووصولا إلى بیروت.
آیة الله أحمد جنتی: مسیرات یوم القدس أوصلت رسالة واضحة إلى أمریکا و(إسرائیل). آیة الله فضل الله: إیران هی العنوان الذی تستخدمه حرکة الدّعایة السیاسیّة والإعلامیّة الغربیّة، ولکنّ المستهدف هو فلسطین، والأمّة بقضایاها الکبرى. الشیخ علی سلمان: التمییز یغیّب المجتمع ویضعف فاعلیته التنافسیة، و الضغینة والشحن المذهبی من أهم آثاره
اسليمي

فی جامعة طهران کانت مواضیع یوم القدس العالمی ، وأسبوع الدفاع المقدس، وکلمة قائد الثورة الإسلامیة أمام مجلس خبراء القیادة هی ما تمحورت حولها الخطبة السیاسیة لإمام جمعة طهران المؤقت آیة الله أحمد جنتی. ففی موضوع یوم القدس العالمی لفت سماحته إلى أن مسیرات یوم القدس العالمی لهذا العام حملت رسالة واضحة إلى أمریکا و(إسرائیل) مفادها أن العالم الإسلامی بل والمجتمع البشری برمته مستاءٌ من سیاساتهما، معربا عن اعتقاده بأنه لولا مسیرات یوم القدس العالمی لکان وضع (إسرائیل) أفضل بکثیر ووضع الفلسطینیین أسوأ بکثیر مما هو علیه الآن.
من جهة أخرى أشار خطیب صلاة الجمعة فی طهران إلى توجیهات قائد الثورة الإسلامیة التی أکد فیها على أهمیة إحداث نهضة علمیة فی البلاد، مؤکدا أن النهضة العلمیة بحاجة إلى أجواء آمنة فی البلاد وفی الجامعات، فی إشارة واضحة لمظاهر التوتیر التی تقف وراءها بعض الأطراف السیاسیة.
وتطرق آیة الله جنتی إلى أسبوع الدفاع المقدس الذی یصادف هذه الأیام، لیذکر بأن الشعب الإیرانی صمد فی بدایة انتصار الثورة بوجه العدو الذی هاجم البلاد مدعوما من قبل جمیع الدول بأید خالیة، وأن الشباب الذین لم یکونوا فی بادئ الأمر یجیدون استخدام السلاح دافعوا عن البلد فترة ثمان سنوات وصانوا التراب الإیرانی من تدنیس المعتدین.
وفی موضوع مجلس الخبراء أشار آیة الله جنتی إلى لقاء أعضاء المجلس بقائد الثورة الإسلامیة، منوها بالکلمات التی ألقیت خلال اللقاء لاشتمالها على نقاط قیّمة للغایة، متمنیا على مؤسسة الإذاعة والتلفزیون أن تبث اللقاء بکامله حتى یطلع الجمیع على تفاصیله،
وعلى توجیهات قائد الثورة التی أشار فیها إلى أهمیة الشجاعة فی الفهم، حیث أکد على أنّ فهم الإنسان الشجاع یختلف عن فهم الإنسان الخائف، لأن الخائف یصور العدو أکبر من حجمه ویظن انه لیس بوسع أحد الوقوف بوجهه، فی حین أن فهم الإنسان الشجاع؛ الذی یتوکّـل على الله؛ یرى أن العدو لاشیء أمام الخالق تبارک وتعالى.

و فی مسجد الإمامین الحسنین(ع) فی حارة حریک، ألقى سماحة آیة الله السیّد محمّد حسین فضل الله، خطبتی صلاة الجمعة، وکان المدخل إلى خطبته السیاسیة فضح الموقف الأمریکی من القضیة الفلسطینیة حیث قال: "أراد الرّئیس الأمریکیّ للقضیّة الفلسطینیّة أن تنحدر إلى المستوى الذی یُقتصر فیه على الجانب الرمزیّ فی صورةٍ ثلاثیّةٍ تجمعه ورئیس حکومة العدوّ ورئیس السّلطة الفلسطینیّة، مضیفا "وربّما یکون من أخطر ما خرجت به هذه القمّة، أنّها أعطت العدوّ الصهیونی الاعتراف الرئاسیّ الأمریکیّ بیهودیّة الکیان، ما جعل الإسرائیلیّین یهلّلون فرحاً أمام هذا الإنجاز، من دون أن یُعطى العرب أیّ شیء ممّا کانوا یطالبون به، ولو على مستوى وقف الاستیطان"، لینتهی إلى خلاصة جازمة حین قال:" وهکذا، استعادت الرئاسة الأمریکیة صورتها الحقیقیّة، التی ترضخ دائماً للشروط الإسرائیلیّة"، وأضاف "إنّنا وأمام هذا الواقع، وأمام ما یجری داخل فلسطین المحتلّة (..)نعتقد أنَّ المسألة لا تعدو کونها خدیعةً کبرى یتوزّع فیها الجانبان الأمریکیّ والإسرائیلیّ الأدوار، لتموت القضیة الفلسطینیة فی رحم التفاصیل السیاسیة والعناوین الهامشیة"، ومن هنا توجه سماحته بالخطاب:" إنّنا نقول للشعب الفلسطینی الذی تُرک فی السّاحة وحده، حیث لا جامعة عربیّة تتحمّل المسؤولیّة، ولا لجنة للقدس تتحرّک حتى فی مجال إصدار البیانات، ولا أموال عربیّة تذهب لحمایة الفلسطینیین المَقْدسیین..إنّنا نقول لهذا الشّعب المظلوم والمضطهد، والذی اجتمعت علیه محاور الاستکبار وجحافل الاحتلال وجیوش المتواطئین: إنّ علیک أن تواصل جهدک وجهادک فی التمسّک بالأرض، والإصرار على احتضان القضیَّة، ومنع العدوّ من احتلال الذّاکرة، لأنّ الأمّة بشرفائها ومخلصیها معک، ولأنّ الظّلم الذی وجد أکبر مساحةٍ من مساحات التّواطؤ فی الماضی والحاضر، سوف یصطدم بإصرار الشّعب على تحقیق أهدافه على مستوى المستقبل کلّه".
وفی موضوع تحالف قوى الاستکبار لمحاصرة إیران، قال سماحته :" نرصد اجتماعاً جدیداً وتحالفاً متجدّداً لقوى الاستکبار العالمیّ لمحاصرة الجمهوریّة الإسلامیّة فی إیران، تحت عنوان "الملفّ النوویّ"، لیکون هذا الملفّ قاعدةً لتحقیق أهدافٍ أخرى یتّصل بعضها بالتّهویل على العرب، لإعطاء إیران دور الفزّاعة فی المنطقة، ولعقد المزید من صفقات التسلّح مع دول الخلیج، للإبقاء على القواعد العسکریّة فی المنطقة تحت عنوان الحمایة، ولمحاصرة إیران ومنعها من أن تشکّل إزعاجاً للعدوّ الصهیونیّ ولمشروع الهیمنة على المنطقة وثرواتها الطبیعیّة، ولمواصلة الضّغط على الأمّة ومصادرة قرارها السیاسیّ، ومنع قیام محورٍ وطنیّ إسلامیّ وعربیّ أصیل یرفض مصادرة الأمّة وبیع القضیّة الفلسطینیّة"، منبها العرب والمسلمین إلى أنّ "إیران هی العنوان الذی تستخدمه حرکة الدّعایة السیاسیّة والإعلامیّة الغربیّة، ولکنّ المستهدف هو فلسطین، والأمّة بقضایاها الکبرى، وبمواقع العزّة والممانعة فیها".



و بجامع الإمام الصادق (ع) بالدراز فی المنامة تحدث الأمین العام لجمعیة الوفاق الوطنی الإسلامیة ورئیس کتلتها النیابیة الشیخ علی سلمان فی خطبة الجمعة عن الآثار السلبیة للتمییز بجمیع أنواعه على المجتمع، وقال:" إذا ساد التمییز أی مجتمع لأی سبب من الأسباب، تغیب وتضعف فاعلیته التنافسیة فلا یعود فیه المحرک، ویتعذر التقدم"،
وذکّر بأن المجتمعات التی تستطیع أن تتقدم وبشکل متواتر ومستمر هی المجتمعات التی لا تعیش التمییز، "فالمجتمع الذی یعیش التمییز لا یستطیع أن یکون قادرا على الانطلاق وإحراز التقدم على المستویات المختلفة".

وفی بیان الآثار السلبیة للتمییز أوضح الشیخ سلمان: « فأی معنى للتنافسیة إذا قمت بالتمییز بین الناس على أساس لونها أو على أساس عرقها أو على أساس مذهبها أو غیرها من التمییزات.. فلن تکون هناک قیمة للتنافس، فلماذا أکون مبدعا إذا کان عندی رأس مال وإذا کان هذا المال سیعطی الممیزات بلا واقع تنافسی".
وذکر أن من الأمور السلبیة التی یترکها التمییز هو إثارة الضغینة فی النفوس على بعضها بعضا، "بمعنى أن أی مجتمع أنت تمیز فیه فأنت تثیر ضغینة الأسود على الأبیض وتثیر ضغینة المسلم على غیر المسلم، وغیر المسلم على المسلم، وتثیر ضغینة هذا العرق على ذاک.."

وأوضح أنک عندما تمارس التمییز" فأنت تشحن الناس کأنک تشحن البارود، مبینا أنه مع شدید الأسف الآن النفوس محتقنة فی بلدنا، والتشیع بریء من کره التسنن، والتسنن بریء من کره التشیع، لکن الممارسات المجحفة الظالمة التمییزیة التی لا تنتمی إلى أوامر التسنن ولا إلى فکر التسنن ولا إلى روح التسنن ولا تنتمی إلى فکر التشیع ولا تنتمی إلى روح التشیع، هذه الممارسات التی تحسب نتیجة- لمن یکون فیها أو یظن من یکون فیها- ینطلق من هذا النوع من الخلفیة تشحن الروح الشیعیة ضد هذا النوع من التسنن وتشحن الروح السنیة ضد هذا النوع من التشیع الذی یقدم نفسه على أساس التمیز على الآخرین.

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.