16 October 2009 - 23:42
رمز الخبر: 893
پ
رسا / تقاریرــ ذکر رضا رهگذر فی الندوة التخصصیة لتکنولوجیا التبلیغ أن تطویر وتنمیة الأدب الدینی من هموم سماحة قائد الثورة الإسلامیة
ندوة تخصصیة فی تکنولوجیا التبلیغ

أفاد مراسل رسا للأنباء أن ندوة تخصصیة لتکنولوجیا التبلیغ أقامتها معاونیة الثقافة والإعلام التابعة لمکتب الإعلام الإسلامی فی حوزة قم العلمیة تحت عنوان : مکانة الأدب القصصی والاستفادة منه فی التبلیغ الدینی .
تحدث فی هذه الندوة القاص محمد ‌رضا رهگذر(سرشار) عن قضایا کتابة القصة الدینیة وضرورة الاهتمام بالأدب القصصی فی المجال الدینی استناداً إلى آراء الفقهاء .
محاضرة هذا القاص نعرضها کما یلی:

الأدب الدینی من هموم سماحة السید قائد الثورة الإسلامیة
فی بدایة حدیثه قال سرشار :أحاول أن استفید فی مثل هذه اللقاءات التخصصیة من الموضوعات الدینیة ، فالأدب القصصی مقولة مهمة طالما تعرّض لها ولغفلتنا عن هذه الوسیلة الفاعلة سماحة قائد الثورة الإسلامیة منذ الأعوام الأولى لرئاسته للجمهوریة حتى الوقت الحاضر .
وقد حذر آیة الله السید الخامنئی دائماً من الغفلة عن الأدب ولاسیما الأدب القصصی للدفاع المقدس والثورة الإسلامیة .
واعتبر قائد الثورة الإسلامیة أن هذه الثورة على الرغم من عظمتها وعظمة أثارها العلمیة غیر أنها من أقل الثورات عرضاً لمبادئها الفکریة ، وبناءً علیه تتجلى ضرورة الاهتمام بهذا القول للمجتمع الدینی والأدبی أکثر فأکثر.
إن آراء سماحة قائد الثورة الإسلامیة فی أهمیة الکتاب والأدب القصصی للدفاع المقدس والثورة الإسلامیة على جانب کبیر من الأهمیة وجدیرة بالمتابعة الجدیة من قبل النخبة والمسؤولین ، فلأهمیتها الکبیرة أکد علیها قائد الثورة فی مناسبات مختلفة .

الإمام الخمینی ( قدس سره ) کان یقرأ الروایة أیضاً
الإمام الخمینی (قدس سره ) کما ذکر ابنه السید أحمد قرأ الروایة ، حیث ذکر فی بعض أوراق مذکراته أن الإمام الراحل کان قد قرأ البؤساء لفیکتور هوغو .

العلامة محمد تقی الجعفری من محبی الأدب
للعلامة محمد تقی الجعفری کتاب باسم « وجدان دارد» یظهر منه أنه من قراء الروایة کثیراً ، ولاسیما فیما ترکه من مذکرات ، فعندما انتقل إلى النجف ظل یقرأ فیه الکتب لیلا ونهاراً لثلاثة أعوام ، وکانت الروایات تشکل القسم الکبیر من تلک الکتب ، کما أن قسماً لافتاً للنظر من آراء هذا العالم الکبیر تتعلق بالروایات الغربیة المشهورة .

قائد الثورة أسبق من الآخرین فی الاهتمام بالأدب
قائد الثورة أکثر اهتماماً بالروایة والأدب القصصی من ذینک العالمین الجلیلین ، فعندما التقیناه مع بعض الأخوة الکتّاب کان یذکر روایات لم نقرأها ، أو أسماء کتب لم نسمعها .
وفی مرّة قال أحد الأصدقاء : علینا أن نصطحب أمین مکتبة القسم الفنی ؛ لأن سماحة القائد یشیر فی وسط کلامه إلى روایة ویسألنا : أقرأتموها ؟ ویقصد أن نصطحبه لعلمه بالروایات فیجیب عن سؤال القائد وحینئذٍ یقل خجلنا أمامه .
فعلى الرغم من ضیق وقته وکثرة مشاغله کانت الروایة أکثر ما قرأه من الأدب القصصی ، کما أنه أوصى الآخرین بذلک .

نماذج من آراء قائد الثورة الإسلامیة فی الأدب والفن الدینی
قال قائد الثورة الإسلامیة : عندما انتصرت ثورة اکتوبر فی روسیا ، وعلى مدار عشرة إلى خمسة عشر عاماً ألفت المزید من الکتب والقصص والکراریس على مستویات عدیدة ، وأخرجت کثیر من الأفلام فیما یتعلق بمبادئها، بحیث إن الناس فی البلدان التی وصلتها آثار تلک الثورة لم یعودوا بحاجة إلى قراءة کتبهم ، فقد ملئت أذهانهم إلى درجة أن مثقفی تلک البلدان ألفوا کتباً فی الأسس القیمیة والفکریة للثورة ، ففی العقود الثلاثة أو الأربعة المنصرمة ألف کثیر من الإیرانیین فی المبادئ الفکریة للثورة الروسیة باللغة الفارسیة ؛ لأنهم قد تشبّعوا بها ، وکتبوا کثیراً حتى إن جمیع المثقفین کانوا یتواصلون معهم معنویاً ، وبعد ذلک هل من الممکن أن یکتب شخص بقلمه وفکره وثقافته شیئاً غیر ماجاء عنهم ؟ هل أنجزنا عملا یذکر فی هذا المجال؟ فی الواقع قلیل جداً .
وذکر ذلک فی لقائه مع جماعة من طلاب وفضلاء حوزة قم العلمیة فقال : إن هذا البلد یحتاج إلى کتابة القصة ، هل یمکن أن یکون مجتمع بدون الأدب القصصی ؟ فإذا لم تدوّنوا أنتم تاریخ الحرب فسیأتی آخرون ویکتبونه کذباً ، وقصصکم إذا لم تکتبوها أنتم فسیأتی الآخرون لیکتبوها کذباً ، کما یکتبون الأکاذیب فی الوقت الحاضر ، وکیف أن المثقفین حرّفوا القضیة القصصیة ، یقولون : القصة للتسلیة فقط . کلا ، إن القصص هی أصدق التاریخ ، وأصدق التقاریر التاریخیة هی القصص المکتوبة ، فیجب أن یرى المرء التاریخ والحقائق التاریخیة فی القصص .
الیس من أردأ أنواع التحریف هو تحریف التاریخ لبلدٍ ما ؟ وهل هو إلا تلک القصص التی یکتبها أولئک المثقفون غیر المتوافقین مع الإسلام ، هل یعنی أنهم کانوا مخالفین لجهاز الحکم الملکی ، أو للشوعیة ؟ لا ، فهم فی یوم شیوعیون ، وفی یوم آخر من أنصار الملکیة ، وفی یوم ثالث مع اللیبرالیة ، وفی یوم رابع ینضمون إلى خط سیاسی مفلس ، ولیس لهم مبدأ معین ، وما ینطوی علیه وجودهم فی کل الأحوال ومشترک فیها هو عداؤهم للإسلام .
أمثال أولئک أصبحوا الیوم أعلاماً لکتابة القصة فی البلد ، ألیس هذا مما یؤسف له؟ هل قصة إیران هی ما یکتبها هؤلاء ؟! قصة إیران هی ماکتبه محمد حجازی فی أول هذا القرن . هل رأیتم کتاب حجازی الجمیل ؟ إذا أردتم أن تفهموا ماهی رائعة حجازی فعلیکم بمراجعة الجزء الثانی من مذکرات فردوست . أنا عندما قرأت هذا الکتاب رأیت أن هناک عدة جبهات ، الجبهة الثقافیة فیها هم اتباع محمد الحجازی ، رأیت جیداً أنهم یتتبعون ذلک الاتجاه . هناک سیاسة فی إیران ویرید الحکم ،خلفه الانکلیز والماسونیة والشرکات ،وأمامه رضا خان، طیب هذا یحتاج إلى علم ومجموعة ثقافیة ،ومن هو ؟ هو علی الدشتی من کتاب القصة فی عهد رضا خان، هو محمد حجازی . لقد حصلت دائماً فی بلدنا مثل تلک الأعمال ، والآن موجودة وتحصل . الآن فی أمیرکا یأخذون نقود وکالة المخابرات ، أو نقود العراق ویستخدمونها فی نشاطات ضد الجمهوریة الإسلامیة ، وهذه تستلزم ضجة ثقافیة ، فهنا المجلة الفلانیة والروایة الفلانیة ، أی یمهدون الطریق بشکل ثقافی ، فإذا لم یکترث بهم شخص ما ونظر إلى الأمر على أنه مجرّد عمل ثقافی فقد أخطأ دون شک .

المؤمنون یتجنّـدون للثورة الثقافیة
قال سماحة قائد الثورة الإسلامیة : فی مقابل ذلک یجب أن یتجنّد الرجال والمؤمنون ؛ لأنهم یقومون بتدمیر ثقافی ، ولکنه لیس ثقافیاً فحسب بل سیاسیاً واقتصادیاً أیضاً من بعض وجوهه ، وخلفه تلک الشرکات والجهاز الاستعماری والاستکباری نفسه ، فعندما یتحرک من خلف الجبهة إلى مقدمتها یأخذ هذا الشکل ، وحینما لایمکن مواجهة الناس بالدبابت والمدافع یتعامل بالکتاب والمجلة والقلم ، وهکذا یفعلون الیوم .
وفی مرات متعددة ذکرمثل هذا الحدیث ، فمثلاً فی لقائه لمنتسبی حرس الثورة عند إقامة مراسم ذکرى رحیل الإمام سنة 1408هـ ، أی فی حدود ثمانیة أعوام على رحیله، وحدود سبعة عشر عاماً على انتصار الثورة الإسلامیة ، قال سماحته : لیس لدینا لحد الآن کتاب عن الإمام مثل الکتاب الذی ألفه رونالد عن غاندی فی 250 صفحة ، وهذا الجیل الجدید الذی لم یر الحرب ولا الإمام ویرید أن یطلع على تاریخه فبأی وسیلة یطلع؟
وفی لقاء آخر له مع قسم الثقافة والأدب فی إذاعة الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة تحدث عن مراعاة القیم والمبادئ فی أدبیات وفن الثورة .

الفن العالمی مدیون للفنانین الإیرانیین
وعندما التقى أعضاء مؤتمر حوزة قم سنة 1411هـ قال سماحته : إن وطننا وبلدنا بلد الفن ، أی إن الفن العالمی منذ ألف عام مدیون لوطننا ، مدیون للغة الفارسیة ، مدیون لفنانی إیران ، ولکننا لم نستغل هذا السلاح ؛ والسبب فی ذلک أن بعضهم کان صاحب قلم ولکنهم لم ینسجموا مع الثورة ؛ لأن الفنان لایعنی أنه ینطوی على جمیع الصفات الحسنة ، فربما کان فنه راقیاً جداً ولکنه شخص منحط وحقیر وسیء وفاسق وفاسد وخائن ، وکان لدینا کثیر من هذا القبیل ، والآن لدینا ایضاً وأمام أعیننا الکثیرون منهم . وعندما تتمکن الثورة من صب مبادئها فی قالب فنی فذلک حینما تمتلک الفنان المناصر لها ، وتربی هی بنفسها فنانیها ، بالطبع هناک عدد من الشباب الذین یؤدون هذا العمل ، وهو جید جداً ، وانتم أدوا هذا العمل أیضاً بأی نحو کان وأینما کنتم . وأنا أقول لطلبة العلوم الدینیة : التفتوا لهذا السلاح ، ولاستفادة أعداء الثورة منه .

دعوة لاستثمار فن الکتابة
وتحدث سماحة قائد الثورة الإسلامیة عند لقائه منتسبی منظمة الإعلام الإسلامی عن الفن والأدب فقال : اعتقد أننا یجب أن نبحث فی فن الثورة ، وفی هذا المجال أی القصة عن برعم نوعی جدید ، ذلک هو تعبیر المشهدیین عندما یخرج غصن جدید من جانب شجرة قدیمة. وینبغی أن أقول : إنه علینا أن نستثمر فن الکتابة وتدوین القصة فیما یخدم الثورة وبدون أی تلفات ، وقد لاحت بوادره الآن ، وهی جهود طبیعیة ، وأصدق الجهود هی ما تبرز إلى أرض الواقع بدون مطالبة من أحدٍ ما . نعم جمیع الأبواب مغلقة والامکانیات غیر متوفرة ، ومع ذلک نرى کل هذه النتاجات تعرب بجودة عن نفسها .

التعریف بالقدرات الفنیة الموهوبة
أصدر آیة الله السید الخامنئی أمراً بتعرّف القدرات الفنیة الموهوبة وتعلیمهم وإعدادهم وذلک فی سنة 1423هـ .
وأکد فی موضع آخر على تشجیع وتکریم الفنانین والکتاب الإسلامیین ،کما أکد على الاستفادة من النصوص القصصیة القدیمة .
وقال فی حدیث آخر : صدّقوا أنکم قادرون على ذلک وعلیکم بالثقة فی أنفسکم .
وفی لقائه لشعراء المراکز الفنیة قال قائد الثورة الإسلامیة : علیکم أن لاتتأثروا فیمن لا یدرک فنونکم الإسلامیة .

بادروا إلى مرحلة کتابة القصة
بحث آخر تطرق إلیه قائد الثورة الإسلامیة فقال : ادخلوا مرحلة کتابة القصة ؛ لأن مقدمات بعض أعمالنا طویلة ومتعبة إلى حد أنها تستهلکنا حینما یصل الدور إلى العمل نفسه .
وقال : ینبغی أن لا تؤخّروا أنفسکم فی البحوث النظریة .
إنه مرض اجتماعی هو ما یعتقده بعضهم بأن کتابة القصة عمل خالٍ من الوقار . وللشهید المطهری ملاحظة فی مقدمة کتابه « قصص الابرار» حیث قال : حینما کنت منهمکاً فی تألیف هذا الکتاب وبعد أن اجتاز مراحل الطباعة أتى بعضهم لنصیحتی بأسلوب هادئ وقالوا : إنک کنت تؤلف کتباً فلسفیة وعرفانیة رزینة ، و« قصص الأبرار» عمل خفیف . قال : فسألتهم ماهو معیارکم لرزانة العمل ؟ ثم فهمت من جوابهم أنه کلما کان العمل أکثر صعوبة کلما کان أثقل وزناً وقیمة ، ولکن لوکان لکتاب مخاطبون کثیرون فهو لیس رزیناً . وعندما شاهدوا أننی لاأصغی إلى کلامهم قالوا : طیب اطبعه ولکن على الأقل لیس باسمک . قلت : سأشیر فی مقدمته إلى هذه القضیة على أنها مرض اجتماعی وهو أن ینظر العلماء وبعض الناس إلى کتابة القصة على أنها عمل خال من الرزانة ؛ لأن مخاطبیه عامة الشعب .

الأدب یبدل الأمور العقلیة إلى حسیة
واحدة من الأمور المهمة التی یؤکد علیها فی الأدب القصصی هی سلسلة مراحل مادامت مواضیعها صریحة مباشرة فهی فی حیز العقل ، ومخاطبوها من القراء المتخصصین والنخبة ، وهذه المسائل لو عرضتموها أنتم بلغة بسیطة فلا تترسخ بین الناس لجفافها وعدم تذوّقهم إیاها ، وما یفعله الأدب بنحو عام هو سحب هذه المسائل من حیز العقل إلى حیز الحس ، أی تبدیل الصور العقلیة إلى صور حسیة ومادیة ، وبهذا ینتزع ذلک الاختیار من الخواص ویضعه بین یدی عامة الناس .

الفرق بین القصص الدینیة وغیر الدینیة
أجری لقاء مع آیة الله الشیخ جوادی آملی فی نهایة سنة 1400هـ حاوره فیه أحد السینمائیین واستفسر عن وظیفته الشرعیة فی تغییر بعض القصص إلى أفلام أو تبدیلها إلى قصص أخرى.
أولاً ماهی القصص الدینیة ؟ لأننا بصفتنا کتاباً أو باحثین مسلمین ینبغی أن نعرف وظیفتنا أولاً فی الفرق بین القصة الدینیة وغیرها ، وماهی الحدود المتاحة للورود فی هذا المجال ؟
بدایة الحدیث کانت عما موجود فی کتب اللغة بشأن القصة، ثم تطرق إلى ورود الکلمة فی القرآن الکریم حیث جاءت 26 مرة ، والمشترک بین هذه المشتقات هو أن القصة هی الخبر المنقول فی أثر خبر آخر ، أی بمعنى الاستفادة من عنصر التتبع ، فمثلاً عندما قالت أم النبی موسى (ع)لأخته : اذهبی وتتبعی مهده الملقى فی البحر، فذلک لنتتبع بقیة القصة ونرى ماذا حصل بعد ذلک.
والحدیث الإجمالی لآیة الله جوادی الآملی هو : أن القصص بمعنى السیر المتوالی . وقد أطلق على القصاص هذا الاسم لأنه یعقب الجریمة .
ویتطرق فی القرآن إلى ذکرقصة النبی یوسف (ع) ثم یوضح أنها لیست وحدها أحسن القصص ، بل جمیع ما نقله الله تعالى هو أحسن القصص . وقد قالوا : إن الله لم یقل أبداً : أقص علیک أحسن قصة ، بل قال: أقص علیکم أحسن القصص. بعدها وضح أن الله تعالى خالق کل شیء وأنه نقل کل شیء بأحسن وجه ، وبناءً علیه فلیس لدینا قصة بیّنها الله تعالى ولم تکن بأحسن نحو .

أکثر القصص الدینیة أصالة هی القصص القرآنیة
بعدها قال هذا العالم الدینی : القاص للقصة الدینیة هو الله تعالى فی الوهلة الأولى ، ففی جمیع الکتب السماویة وأهمها القرآن الکریم المملوء بالقصص الدینیة القاص فیها هو الله سبحانه والمستمع هو رسوله . ثم وضح بعدها أن أحد الأسباب لنقل القصص هو أن الله یرید أن یطمئن رسوله ویثبته على صراط رسالته ، وعن طریق رسول الله تنتقل القصص إلى الناس .
فهو یقول أن أکثر القصص الدینیة أصالة هی قصص القرآن الکریم ، أی إنما القصص الدینیة هی ما یقصه الله تعالى .
بعدها سئل سماحته : بما أن رسولنا (ص) وهو خاتم الأنبیاء فإن باب القصة الدینیة قد أغلق برحیل ؟
فقال آیة الله الآملی : بعد الرسول یأتی دور الأئمة المعصومین (ع) ،فالوحی لدیهم بنحو تصدیقی لاتشریعی کما لدى الرسول ، وعلیه فهو موجود ، والآن کذلک، فحجة الله مازال حیاً ، وحتى یظهر آخر حجة لله سیبقى باب القصة الدینیة مفتوحاً.
ثم وجّه إلیه هذا السؤال : هل تعدّ الروایات المنقولة عن الأئمة المعصومین (ع) جزءاً من القصة الدینیة أم لا؟
فقال: نعم فیما یتعلق بما قاله الأئمة أنفسهم (ع) وکان موثّقاً ، وما وصل بعدهم وکان موثّقاً فله جنبة دینیة .
فی مواصلة اللقاء سئل مرة أخرى : هل یمکن اعتبار القصص العرفانیة قصصاً دینیة؟
فقال : هنا مسألتان مهمتان یجب ان تؤخذا بنظر الاعتبار، إحداهما : إذا أرادت أن تنسب شیئاً إلى الدین فینبغی أن توافقه وتؤیدها الروایات المعتبرة ، والأخرى : إذا لم ترد أن تنسب شیئاً إلى الدین بل تنشره فی أجوائه فیجب أن لا یکون مخالفاً له .
ووجه إلیه سؤال آخر هو: لأی طبقة من الناس تکون القصة مفیدة؟
فأجاب آیة الله جوادی آملی : إن رسول الله (ص) کان بحاجة إلى القصة لیتمکن العلماء والناس العادیون ــ وکل منهم قاص وکاتب قصة ــ أن یجد حاجته لدیه ، وبالطبع أن بعض القصص مثل القصص القرآنیة یمکن أن یستفید منها الجمیع کل منهم بمقدار سعته الوجودیة .
واستمر قائلاً : إن هذه القصص یحکیها الله تعالى لأنبیائه لیثبت قلوبهم ، وعندما یتعرف العلماء قصص أهل الحکمة ویقرؤن الفقه والأصول فستکون تلک القصص بناءةً بالنسبة لهم ، والشباب عندما یقرؤن قصص الشباب ستکون بناءة أیضاً ، وهکذا غیرهم ، وبناءً علیه ستکون القصص مفیدة لجمیع الطبقات .

کل من له اطلاع على روح الدین یمکن أن یکون کاتب قصة
سئل آیة الله جوادی آملی : أی شخص من الناس العادیین یستطیع کتابة القصة الدینیة ؟
فقال : کل شخص له اطلاع على روح الدین ، أو مجتهد فی علوم الدین واستنباطاته ، أو مقلد لمرجع مجتهد یأخذ عنه معارفه بأحسن وجه ، وعلى کل حال مثل هذا الشخص له القدرة على رسم الصور.
ومایقوله سماحته هو : إن أصل الفن لیس شیئاً ردیئاً کما أن الوعظ کذلک ، والإشکال فیما یدخل على الفن ویلوثه لا فی الفن نفسه ، کما فی الوعظ بمقامه السامی فی الدین ، إذ یمکن أن یتلوث من قبل واعظ لایعمل بما یعظ به .

القصة ینبغی أن تعبر بالمتلقی إلى ضفة الفضائل
وسئل أیضاَ : هل یمکن الاستعانة بالخیال فی الکتابة ؟
فقال : یقولون إنه لو أردت أن تبین شیئاً بشکل قصة تعلیمیة بناءة لا بمعنى قصة دینیة فحینئذٍ ستکون مطلق الیدین ، فمثلا لابأس من أن یکتب شخص قصة کلیلة ودمنة لتربیة الجیل الجدید ، ولکنها خالیة من جنبة الوحی ، ولکنه لو أراد أن یکتب شیئاً باسم الدین والقرآن فیجب أن لایزید ولا ینقص کلمة واحدة .
وإذا قرئت قصة ولم یتأثربها السامع فهذا یعنی أنها لم تتخط محلها ولا عبرة فیها ، وأما لو کانت باعثة على عبور المتلقی على جسر الفضائل الأخلاقیة واستمراره فی التقدم فیقولون : إنها ذات عبرة وموعظة .
ویقصد بالعبرة هو الأخذ بید المتلقی للعبور،ویقولون: بعض الفنون تبقی على المتلقی فی مکانه ولا تساهم فی عبوره وإیصاله إلى الکمال .
جدیر بالذکر أن الندوة التخصصیة لتکنولوجیا التبلیغ أقیمت فی الثانی عشر من شوال بعنوان : منزلة الأدب القصصی والاستفادة منه فی التبلیغ الدینی ، وتحت إشراف معاونیة الثقافة والإعلام التابعة لمکتب الإعلام الإسلامی فی حوزة قم العلمیة .

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.