یعتبر هذا الكتاب أول بحث من سلسلة بحوث فی التفسیر المقارن، ویتكون من بابین.
الباب الأول من الكتاب یحمل عنوان "المبانی المشتركة فی تفسیر الفریقین" ویشتمل على خمس محاور، یبحث المحول الأول إمكانیة فهم القرآن الكریم وجواز تفسیره ویتضمن عدّة مواضیع من جملتها تعریف المفاهیم، وطرح الآراء المتعلقة بجواز تفسیر القرآن، وأدلة جواز تفسیر القرآن وحجیة ظواهره، ومناقشة ونقد أدلة حرمة التفسیر وعدم حجیة الظواهر، وسبل الخروج من الخلافات والاتهامات.
ویتعرض المحور الثانی من الكتاب لمسألة حرمة التفسیر فی الرأی، وتطرح على ضوء ذلك عدة مواضیع من جملتها مناقشة سند روایات النهی عن التفسیر بالرأی، ومناقشة متن روایات التفسیر بالرأی، ونقد الفریقین للفهم الظاهری لأحادیث التفسیر بالرأی، ووجوه الاشتراك فی فهم الفریقین لروایات التفسیر بالرأی، ومناقشة علاقة التفسیر بالرأی مع التفسیر الاصطلاحی عند الفریقین.
ویتعرض المحور الثالث إلى ظاهر وباطن القرآن، ومن جملة المواضیع التی تطرح فیه: أدلة وجود بواطن القرآن، ومعانی البواطن فی القرآن فی رأی الفریقین، واتفاق الفریقین حول مسألة بواطن القرآن، ونظرة على العقبات التی تواجه المقارنة فی المعانی الباطنیة.
ویحمل المحور الرابع للكتاب عنوان: حجیة سنة الرسول (ص) فی التفسیر، ومن جملة المواضیع التی یبحثها: أدلة حجیة سنة رسول الله فی التفسیر، وتفسیر الوحی عن طریق تفویض الدین، ومقدار تفسیر القرآن الوارد عن الرسول (ص)، ومستوى فهم الصحابة لتفسیر الرسول (ص).
وفی المحور الأخیر من هذا الباب بحثت مسألة صیانة القرآن من التحریف.
كما بحث فیه أدلة امتناع تحریف القرآن عند الفریقین، ودراسة مقارنة حول معالجة الأحادیث الدالة على التحریف، ومناقشة نظریات إحراز وثاقة النص القرآنی.
وتحت عنوان (دراسة مقارنة حول معالجة الأحادیث الدالة على التحریف) نقرأ المقطع التالی: (إنّ جواب أكثر باحثی ومفسری أهل السنة على الأحادیث الدالة على التحریف، مبتنی على التفكیك بین طریقة قراءة الآیة ونص الآیة، وكذلك مبتنی ـ نتیجة لهذا التفكیك غالباً ـ على نظریة «نسخ التلاوة»، فمن جهة تعتبر هذه النظریة جواباً على الروایات الدالة على التحریف، ومن جهة أخرى تجعل أصحاب الصحاح فی أمان من خطر اتهامهم بالمیل إلى تحریف القرآن ـ بسبب ذكر هذه الروایات ـ).
وقد تضمن الباب الثانی الذی یحمل عنوان: (المبانی الخاصة بتفسیر الفریقین) ثلاثة محاور، بحث فی المحور الأول عن حجیة وسیرة أهل البیت (ع) فی تفسیر الوحی، على ضوء أدلة هذه الحجیة وآثار سیرتهم (ع) فی تفسیر الوحی.
وبحث فی المحور الثانی الذی یحمل عنوان: حجیة العقل فی تفسیر الوحی، مسألة الاتفاق فی استعمال دلیل العقل فی التفسیر، والتریث فی استعمال العقل بما یتعلق برؤیة الله تعالى، والاستعمال الخاص لدلیل العقل فی التفسیر.
وكانت الصدارة فی المحور الأخیر من هذا الكتاب ـ الذی اعتبر خاتمة الكتاب أیضاً ـ لحجیة قول الصحابة فی تفسیر القرآن، حیث تعرض هذا المحور إلى جملة من المواضیع منها: أدلة حجیة قول الصحابة فی التفسیر، واختلاف الصحابة فی فهم القرآن، ومناقشة حجیة بیان الصحابة فی شأن النزول.