11 August 2015 - 19:37
رمز الخبر: 10609
پ
الشیخ نعیم قاسم:
رسا- اکد الشیخ نعیم قاسم على انه ""فتح الاتفاق النووی بین إیران والدول الکبرى مرحلة الحلول السیاسیة فی المنطقة، وجعلها أولویة فی مقابل الحروب، ولکن على دول المنطقة أن تدرک بأن مصلحتها هی فی أن تتفق مع إیران، وأن تتخلص من عقد السیطرة والرفض ووضع العراقیل لأن هذا لا ینفع أحد"
نعيم قاسم

 

ألقى نائب الأمین العام ل"حزب الله" الشیخ نعیم قاسم کلمة فی احتفال التکریم الذی أقامته جمعیة التعلیم الدینی الإسلامی - مدارس المصطفى ل 17 متفوقا من الذین حازوا مراتب من العشر الأوائل على صعید لبنان والمحافظات فی مجمع الساحة التراثی طریق المطار، فی حضور المدیر العام للجمعیة الشیخ علی سنان والهیئة الإداریة، ومدیری الثانویات والطلاب المتفوقین مع أولیاء أمورهم.

 

قال الشیخ نعیم قاسم ان "الانتصار الإلهی الکبیر الذی حصل فی تموز 2006 میزته لیست فقط التحریر والانتصار على العدوان وهزیمة إسرائیل، المهم أن الفئة التی أنجزت هذا الانتصار هی "حزب الله" الذی أعطى نموذج المقاومة الإسلامیة والوطنیة، وهذا نموذج فرید من نوعه، یمکن أن تجدوا أفرادا یعملون لإعطاء نموذج له نکهة إسلامیة فقط أو له نکهة وطنیة فقط، وطبعا لکل اتجاه آثار، ولکن "حزب الله" أعطى نموذج المقاومة الإسلامیة الوطنیة، التی تنطلق من العقیدة الإسلامیة ورؤیة الإسلام والإیمان بالإسلام وتحریر أرض الوطن والتعامل مع کل الفئات الموجودة على قاعدة الشراکة ولیس على قاعدة الاستئثار".

 

واضاف: "جمع شباب "حزب الله نبل الجهاد وتحریر الأرض والإنسان، وکشف هذا الحزب زیف التکفیریین، وأعطى صورة الإسلام الرحمانی التی یعکس أن الجهاد فعل إیمان وأخلاق بالتحریر والاستقلال.حزب الله حرر لبنان وحماه من إسرائیل ومن التکفیریین، هذه الحرب التی جرت فی تموز 2006، هی منعطف استراتیجی لاستقلال شعوب المنطقة ودک لبنیان الکیان الإسرائیلی المحتل. بکل وضوح کل شیء تغیر فی لبنان وفی المنطقة بعد النصر الکبیر فی عدوان تموز 2006، وأتمنى ولو یقوم بعض الباحثین بمقارنة بین حال الأمة فی لبنان وفی غیر لبنان ما قبل 2006 وما بعد 2006 لنرى حجم المتغیرات.أبرز ما یمکن أن نختصره: إسرائیل قهرت، والمقاومة الفلسطینیة نهضت، وشعوب المنطقة انتفضت، وأمیرکا تقهقرت، والأنظمة المستبدة تزلزلت، والقاعدة وأخواتها انفضحت، و"المقاومة الإسلامیة" تألقت بحمد الله تعالى".

 

وحول الاتفاق النووی الایرانی اکدعلى انه "فتح الاتفاق النووی بین إیران والدول الکبرى مرحلة الحلول السیاسیة فی المنطقة، وجعلها أولویة فی مقابل الحروب، ولکن على دول المنطقة أن تدرک بأن مصلحتها هی فی أن تتفق مع إیران، وأن تتخلص من عقد السیطرة والرفض ووضع العراقیل لأن هذا لا ینفع أحد، التفاهمات فی المنطقة هی التی تحمی الأمن السیاسی لدولها والجمیع مستفید من هذا الاتفاق، وعلى کل حال تاریخ إیران یشهد منذ انتصار الثورة الإسلامیة المبارکة حتى الآن بأنها کانت منصفة وعادلة بعلاقاتها مع کل دول المنطقة ولم تعتد على أحد، اعتدی علیها ولم تعتد على أحد، قام العراق مع صدام بحرب دامت ثمانیة اعوام ودعمته دول من المنطقة ومدته بالمال والسلاح وکل الإمکانات من أجل ضرب إیران وإسقاطها، ولکن إیران صمدت ونجحت وتوفقت بحمد الله تعالى، ولم تقم بردة فعل على ما فعلوه معها، بل هی دائما تقول: نحن نمد الید إلى دول الخلیج وإلى غیرها من أجل بناء علاقات متوازنة. لا یستطیع أحد أن یخبئ رأسه ولا یعترف بأن إیران قوة إقلیمیة کبرى محترمة لا یمکن تجاوزها فی المنطقة، فخیر لکم أن تتعاملوا معها من أن تکونوا على الهامش، لأن الدول الکبرى بدأت تتعامل معها وترکتکم على الهامش لطریقتکم فی التفکیر وفی محاولاتکم الابتعاد عن المسؤولیة".

 

وقال: "لبنان متأخر جدا فی سلم أولویات المنطقة، فمن کان یتوقع أن الاتفاق النووی سینعکس حلولا على لبنان سینتظر طویلا لأن اللائحة طویلة قبل لبنان، قبل لبنان یوجد الیمن وسوریا ودول أخرى فی المنطقة، فإذا لم نبادر داخلیا فی لبنان لنحل مشاکلنا فالأزمة طویلة، والسبب بکل وضوح: کل العالم مرتاح للتجربة الفریدة اللبنانیة التی أمنت أمنا سیاسیا، واستقرارا سیاسیا عجیبا غریبا وهم راضون عن أن لبنان لا یشکل بؤرة تزعجهم، ولم یعد لبنان منصة تخدمهم، فهم یکتفون بألا یکون بؤرة تزعجهم ولذلک سواء انتخب رئیس أو لم ینتخب رئیس، اجتمع المجلس النیابی أو لم یجتمع، لا یهمهم هذا الأمر ما دام الاستقرار السیاسی فی لبنان یعطیهم ما یریدون فی أن لبنان على هامش کل مشاکل المنطقة. إذا لنهتم بمصالحنا الاقتصادیة والاجتماعیة وأزمات الناس والوضع المعیشی وما شابه ذلک، أما الآخرون فلا یهمهم إلا أن یکون لبنان خارج الدائرة، أما نحن دائرتنا هی لبنان وعلینا أن نهتم بها".
 

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.