02 October 2015 - 17:51
رمز الخبر: 11132
پ
السید فضل الله:
رسا- اکد السید فضل الله ان "سوریا دخلت مرحلة جدیدة بعد التدخل العسکری الروسی الذی قد یرى فیه الکثیرون إیجابیة قد تساهم فی مواجهة الإرهاب وإیجاد بعض التوازن، ما قد یفتح المجال لبدایة حدیث عن حلول تنهی المعاناة".
السيد فضل الله

 

 ألقى العلامة السید علی فضل الله، خطبتی صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامین الحسنین فی حارة حریک، بحضور عدد من الشخصیات العلمائیة والسیاسیة والاجتماعیة، وحشد من المؤمنین، ومما جاء فی خطبته السیاسیة:"عباد الله، أوصیکم وأوصی نفسی بتقوى الله، هذه التقوى التی حرص علیها الإمام علی عندما قال: "إنما هی نفسی أروضها بالتقوى لتأتی آمنة یوم الخوف الأکبر، وتثبت على جوانب المنزلق".

 

وعندما نعیش التقوى، سنقول ما قاله علی للدنیا: "اغربی عنی ـ ابعدی عنی ـ فوالله لا أذل لک فستذلین، ولا أسلس ـ أنقاد ـ لک فتقودین، یا دنیا غری غیری، قد طلقتک ثلاثا لا رجعة بعدها".

 

 

اضاف: "بهذه الروح التی تترک الدنیا بکل ما فیها لحساب الله، ومن أجل الله وحده، نستطیع أن نواجه التحدیات، وأن نحقق الأهداف.والبدایة من الفاجعة، فاجعة الحجاج فی منى، والتی لا تزال تلقی بظلالها على کل الواقع الإسلامی، نظرا إلى الموقع الذی حصلت فیه، وحجم الضحایا الذین سقطوا، وأسلوب التعامل مع من ینبغی أن یحظوا بأعلى درجات الرعایة، لکونهم ضیوف الرحمن، ولحرمتهم وموقعهم عند الله.لقد أظهرت بعض وقائع الفاجعة خللا فی التنظیم الذی کان ینبغی أن یمنع حدوثها، وخللا فی التعامل معها بعد وقوعها. وقد أدى هذا الأسلوب فی التعاطی إلى حدوث بلبلة، فقد کان على السلطات المشرفة على الحج أن تکون أکثر تعاطفا وشفافیة، وأکثر وضوحا فی تبیان ما جرى لأهالی الضحایا، بما یخفف بعضا من آلامهم ومعاناتهم، بدلا من إلقاء اللوم على الضحایا".

 

 

وتابع: "ونحن أمام ما جرى، ندعو إلى عدم تسییس هذه القضیة، وإلى إبقائها فی إطارها القانونی والشرعی، وأن تکون بکل آلامها وجراحها محطة تسهم فی توحید جهود کل الدول الإسلامیة والتعاون فیما بینها، لتدارس کیفیة جعل هذه الفریضة أکثر أمانا وتنظیما، لتقدیم صورة مشرقة عن الإسلام والمسلمین، وحتى لا تکون سببا فی خلق توترات جدیدة، کما حصل.إن إبقاء تنظیم فریضة الحج منوطا بالسلطات السعودیة، ینبغی ألا یجعلها تنأى عن الکثیر من الخبرات الموجودة فی البلاد الإسلامیة التی تنظم أمثال هذه الاجتماعات أو تملک الإمکانیة فی ذلک، وأن لا تعتبر ذلک انتقاصا من سیادتها وإضعافا لموقعها، بل هو تعزیز لها، فمن شاور الناس شارکهم فی عقولهم".

 

 

وقال: "عندما نتحدث عن سلبیات ما جرى، فهذا لا یعنی التنکر للایجابیات الأخرى للسلطات المشرفة على الحج، فمن باب العدالة والإنصاف وضعها فی الحساب وأخذها بالاعتبار، لتکون الصورة أکثر عدالة، ولکننا لسنا من الذین یتحدثون عن الإیجابیات لإغفال السلبیات أو التغاضی عنها. ولا بد لنا فی نهایة الحدیث عن هذا الموضوع، من التحذیر ممن یسعون إلى اللعب على الوتر المذهبی، وإدخال ما جرى فی هذا الإطار، أو اعتباره مظهرا من مظاهر الصراع الجاری فی المنطقة، أو غیر ذلک من التکهنات. ومن هنا، ندعو إلى الحذر من کل ما یثار فی الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعی، وعدم التسرع فی تقبله والأخذ به، حفظا للحقیقة وعدم الإساءة إلى العدالة التی ینبغی أن تکون حاضرة مع القریب والبعید والعدو والصدیق، أو إلى صورة هذه الفریضة فی عیون من تخیفهم هذه المشاهد وتدفعهم إلى التلکؤ عن أداء الحج".

 

 

اضاف: "وإلى لبنان، هذا البلد الذی یعانی إنسانه على المستوى المعیشی والاجتماعی والبیئی والصحی، وتستمر فیه التجاذبات السیاسیة بین قواه السیاسیة المؤثرة، والتی أدت ولا تزال تؤدی إلى منع العجلة السیاسیة من الدوران، مع ما لذلک من آثار وتداعیات على استقرار البلد وأمنه. إننا أمام ذلک، ندعو القوى السیاسیة إلى عدم الرهان على التغیرات والتبدلات التی تجری فی المحیط، مما هو قابل للتغییر والتبدل، أو على مظلة باتت غیر موجودة بشکل حاسم، فی ظل احتدام الصراع الدولی والإقلیمی، وفی ظل الخرائط التی ترسم للمنطقة، بل الإصغاء جیدا إلى مصلحة إنسان هذا البلد واحتیاجاته ومتطلبات عیشه الکریم، والإسراع فی تحقیق توافقات تؤمن للبلد حدا أدنى من التماسک الذی یحتاجه فی مواجهة تداعیات ما یجری فی محیطه، والتصدی للعدو الصهیونی الذی یتربص بأمنه، وخصوصا بعد العمل العدوانی الأخیر فی الجنوب، والذی نحیی فیه الجیش والمقاومة الساهرین على الوطن، على کشف هذا العمل وإجهاض مفاعیله".

 

 

ورأى السید فضل الله "ضرورة استمرار الحوار الجاری وعدم التفریط فیه، لکونه فی الحد الأدنى یبرد الأجواء ویحصر السجالات فی داخله، ما یتطلب التزاما بمساره، للحؤول دون خروج التأزم السیاسی إلى الشارع، وخصوصا فی هذه الظروف الحساسة".

 

 

اضاف:"نصل إلى سوریا، حیث دخل هذا البلد مرحلة جدیدة بعد التدخل العسکری الروسی الذی قد یرى فیه الکثیرون إیجابیة قد تساهم فی مواجهة الإرهاب وإیجاد بعض التوازن، ما قد یفتح المجال لبدایة حدیث عن حلول تنهی المعاناة، وإن کنا فی الوقت نفسه، نخشى من أن یکون ذلک سببا فی جعل الصراع فی هذا البلد أکثر ضراوة، إن استمر الرهان على حسم من هنا أو حسم من هناک، الأمر الذی یدفع کل طرف إقلیمی ودولی إلى تثبیت مواقع نفوذه أو توسیعها، ریثما تنضج الحلول القادمة، والتی نأمل أن لا تکون بعیدة المنال. لقد کنا نتمنى أن یکون أی حل لسوریا عربیا وإسلامیا، یظلل وفاقا داخلیا، لیبقى هذا البلد فی منأى عن التداخلات الخارجیة التی لن تعمل لمصلحته، بل لتحقیق أهدافها وغایاتها، أو لجعله ورقة فی صراعاتها".

 

 

وحذر "مما یجری فی المسجد الأقصى من عملیات اقتحام شبه یومیة من المستوطنین المدعومین من شرطة الاحتلال، ونعتبر أن ما یجری فی الأقصى من استباحة صهیونیة لیس مسألة عادیة أو قضیة احتکاک بین المصلین المؤمنین المرابطین فیه والمستوطنین، کما یحاول الإعلام الصهیونی وغیره أن یصور، بل هو مخطط صهیونی کبیر تقوده الحکومة الصهیونیة بمکوناتها المختلفة، وبالتنسیق مع قادة المستوطنین، من أجل الإجهاز على المسجد الأقصى کمقدمة لتهوید القدس.إن ما یجری لا تکفی فیه دعوات الإدانة والاستنکار التی لا تجدی نفعا مع هذا الکیان، فهو لا یفهم إلا لغة القوة والانتفاضة، وهذا ما ندعو الشعب الفلسطینی إلیه".

الكلمات الرئيسة: فلسطین لبنان السید فضل الله
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.