09 October 2015 - 14:46
رمز الخبر: 11215
پ
رساـ حمل خطیب وامام جمعة بغداد الشیخ عادل الساعدی الحکومة المسؤولیة الکاملة اذا ما استمرت " الجماعات المنحطة" بتصرفاتها اللامسؤولة وتجاوزها على الرموز الدینیة، معرباً عن خشیته من ازدیاد معادلة تصفیة الحسابات للدول الکبرى فی المنطقة.
عادل الساعدي


قال الشیخ عادل الساعدی فی خطبة الجمعة بجامع الرحمن ان " على مر التاریخ الاسلامی هناک خطان، أحدهما یعایش التجربة على سبیل المصالح والامتیاز وقد وسمهم القرآن بأنهم منافقون وفی قلوبهم مرض لأنهم یعایشون التجربة ویفکرون بمستقبلهم الشخصی على حساب مستقبل الدعوة لا أکثر واما الخط الآخر فهو خط الإخلاص والإصلاح وهذا الخط یعیش التجربة ویذوب فیها من أجل نجاحها وبقائها ، وهؤلاء وصفهم القرآن الکریم بالصدق".


واضاف أن "الیوم فی کل تجربة تتجلى هذه المواقف وهذان الخطان ، بل فی کل نفسٍ على سبیل اتخاذها المواقف یتجلى فیها هذان الخطان فإما مع خط الصلاح والإخلاص أو خط النفاق والمصالح وما أکثر النفعیین الیوم فی ظل التجارب الاسلامیة المتنوعة والمتعددة التی نعیشها، فعند الاختبار الحقیقی تتجلى معادن النفوس وتتکشف الأقنعة ویزیل زیفها لبیان حقیقتها، کلنا ندعی الصلاح وصدق النوایا ، وإذا ما عرضت علینا دنیا بعنا أولنا بآخرِنا ونستبدل الذی هو أدنى بالذی هو خیر، ونبیع آخرتنا بدنیانا أو أکثر خِسةً من ذلک نبیع آخرتنا بدنیا غیرنا".


وبخصوص التظاهرات التی تشهدها البلاد اسبوعیاً، اوضح الشیخ الساعدی أنه "مازالت التظاهرات التی یشهدها العراق اسبوعیا محل النظر والنقاش، وإذ نحن نجدد دعمنا لمطالبها الإصلاحیة فی محاربة الفساد والمفسدین وتقدیمهم للعدالة من أجل إنصاف الشعب والنزیهین والذین لم یمدوا أیدیهم لرشوة أو سرقة مال حرام، کما أننا نجدد إلفات نظرهم لما قدمته المرجعیة الرشیدة من مشروعٍ اصلاحی یدعم المتظاهرین ومطالبهم المشروعة، وهو تنسیق الجهود والخروج بقیادة موحدة تمثل الجمیع لکی یتسنى لها التفاوض مع الحکومة لإجراء الاصلاحات المتفق علیها، بدلا من أن تتحول المظاهرات إلى حرکات استعراضیة تستنفد الطاقات وبالتالی تخرج بخسارة جدیدة ، أو تتحول إلى سوق هتافات وشعارات ما أنزل الله بها من سلطان".


وبین أن "فی الوقت الذی ندعم المظاهرات بکل مطالبها الاصلاحیة المشروعة، إلا أننا ندین کل المظاهر المسیئة للأخلاق أو المسیئة للدین والإسلام والمرجعیة ، فقد بدأت جماعات مرفوضة اجتماعیا بتحرکات غیر مقبولة فی الوسط العراقی وتهدف إلى حرف مسیرة التظاهرات وقد بدأت تسیئ للإسلام والمرجعیة الدینیة وهذا یعد مخالفة دستوریة وحرمة شرعیة، فلا یعنی اعطاء الشعب الحریة فی التظاهر هو السکوت على من یخرق الدستور ولا یلتزم بالقوانین التی سمحت له بالتظاهر فقد حصلت بعض التجاوزات فی محافظات عدة على المرجعیة وعلى الاسلام ، وهذا یعنی عدم احترام الدولة ودستورها وقانونها الذین کفلوا لهم حق التظاهر، کما أنها تمثل استهزاءً واستخفافاً بمشاعر شریحةٍ واسعة من المجتمع قد تجر البلد مثل هذه التصرفات اللامشروعة واللامسؤولة إلى أمورٍ قد لا تحمد عقباها".


وطالب " الدولة أن تمنع مظاهر الاعتداء على الدین وعلى المرجعیات الدینیة والسیاسیة کأشخاص فالإهانات لا تمثل وجهاً حضاریاً، ویحق لکم أن تنتقدوا الأفعال لا الأشخاص واننا نحمل الحکومة المسؤولیة الکاملة اذا ما استمرت مثل هذه الجماعات المنحطة بتصرفاتها اللامسؤولة".


وبخصوص الوضع الاقلیمی، فقال الشیخ الساعدی " لقد تغیرت المعادلة العسکریة فی الشرق الأوسط وبالذات فی سوریا ولربما العراق إن لم تتسع رقعة التدخل الأجنبی فی المنطقة بعد دخول روسیا فی الحرب على داعش والحفاظ على مصالحها وهو الأمر الذی ینبئ عن توتر جدید فی المنطقة والذی نخشاه أن تزداد معادلة تصفیة الحسابات للدول الکبرى فی المنطقة هذه، فأمریکا وحلفائها اذا ما صعدت وتیرتها فی العمل یعنی حربا شبه عالمیة فی المنطقة فعلى الأمم المتحدة أن تأخذ زمام المبادرة والتعامل بشکل أکثر دبلوماسیة وإنصافا للحفاظ على أرواح الناس".


وتابع الشیخ الساعدی أن " الضربات الروسیة الجویة وصواریخ أرض أرض التی حطمت البنیة العسکریة لداعش فی مناطق حصینة لها خلال ساعات أثبتت للعالم أجمع ومما لا شک فیه، أن التحالف الدولی بقیادة أمریکا لم یکن جاداً فی قتاله لهذه الجماعات الإرهابیة الضالة والتی تعد صنیعتها لتدمیر المنطقة وهی التی جعلت من العراق بلداً غیر مستقر واستنزفت منه المال والرجال وهجرت ساکینه من مناطقهم وتسعى لتمزیق البلد وتقسیمه إلى أقالیم متعددة على أسسٍ قومیة ومذهبیة".


وعبر عن ترحیبه "بأی جهد دولی مبذول لدعم العراق فی حربه على داعش شریطة أن لا تتدخل فی شؤونه أو أن تجعله محلا لصراع الإرادات أو جعله مقرا لقواعد عسکریة أجنبیة، وعلى الحکومة أن توسع من جهدها السیاسی والعسکری وفتح آفاق التعاون العسکری مع الجمیع لتحقیق بنیة اجتماعیة آمنةٍ مستقرة".

واشار الشیخ الساعدی " أننا نشدد على تطویر عمل البنک الدولی للمعلومات الاستخباراتیة ضد داعش ومن یدعمها ویمولها وردعهم ومحاسبتهم دولیاً، کما أننا نجدد تحذیرنا للدول التی یستهویها اللعب بأمن المنطقة وبالذات الدول المحیطة بالعراق سیأتی الیوم الذی ستکتوون بهذه النار وساعتها لا ینفع الندم ولات حین مناص، إذ أننا متأکدون من هذا الأمر ولا نشک فیه، فالله لا یرضى بالظلم ویعاقب الظالمین بما ظلموا وکیفما ظلموا، وأن الدول الکبرى التی تعمل لحسابها ستقدمکم یوماً ما ضحیة وفداءً لها لتکونوا أنتم السبب لا هم !! ، فهل من متعظ".

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.