18 January 2016 - 18:34
رمز الخبر: 12147
پ
السید علی فضل الله :
رسا - اعتبر السید علی فضل الله أن "ما یجری فی الواقع الإسلامی لیس صراعا مذهبیا، بل هو صراع سیاسی تتداخل فیه العوامل الدولیة والإقلیمیة"، داعیاً المرجعیات الدینیة إلى "توحید جهودها لمواجهة ظاهرة العنف والتَّکفیر المدمّرة لعقول الشَّباب".
فضل الله
 
اعتبر السید علی فضل الله أن "ما یجری فی الواقع الإسلامی لیس صراعا مذهبیا، بل هو صراع سیاسی تتداخل فیه العوامل الدولیة والإقلیمیة"، داعیاً المرجعیات الدینیة إلى "توحید جهودها لمواجهة ظاهرة العنف والتَّکفیر المدمّرة لعقول الشَّباب".
وأکد السید فضل الله فی کلمة له خلال استقبال وفدا روسیا شارک فی مؤتمر "الأدیان والإعلام فی مواجهة الإرهاب"، الَّذی نظمه المرکز الإسلامیّ للإعلام والتّوجیه وقد ضمّ الوفد عدداً من الشَّخصیّات أن "الاختلاف والتنوّع هما سمة من سمات الحیاة وطبیعتها ولکن مشکلتنا فی عدم حسن إدارتنا لهذا الاختلاف وتنظیمه وفی تحویله إلى عامل تفجیر واقتتال بدلاً من الاستفادة منه فی إحیاء الحرکة الفکریّة والثّقافیّة وتجدیدها"، مشیراً إلى أن "مسؤولیّتنا فی هذه المرحلة الصّعبة والمعقّدة من تاریخ هذه الأمّة، هی تأکید النقاط المشترکة والترکیز على تفعیل هذه النقاط وتأصلیها وتأطیرها وهنا یأتی دور الإعلام الهادف فی ترسیخ هذه النقاط المشترکة والإضاءة علیها وتعزیزها، فی ظلّ وجود من یعمل على تشویه هذه الصّورة الجامعة والوحدویّة، من خلال نبش أحقاد التاریخ والعمل على بثّ التفرقة والانقسام بین المسلمین".
 
وشدد على أن "ما یجری فی الواقع الإسلامی لیس صراعا مذهبیا، بل هو صراع سیاسی تتداخل فیه العوامل الدولیة والإقلیمیة والداخلیة وإن کان هناک من یحاول أن یلبسه لباس الدین والمذهب، لتسخیره لحسابات سیاسیّة ضیقة" ورأى أن "هناک من یستخدم بعض المفردات الدینیّة والمذهبیّة، أو یتحدَّث عن ظلم یصیب هذا المذهب أو ذاک، أو عن غبن هنا أو هناک، لیوظّف کلّ هذا فی إذکاء هذا الصّراع وتسعیره وإعطائه أبعاداً مذهبیّة وطائفیّة وغیر ذلک".
وأشار إلى "ضرورة العمل على تحقیق مبدأ العدالة فی مجتمعاتنا، لأنّه وحده الکفیل بمنع من یریدون استغلال هذه الأسباب من تحقیق مآربهم والنفاذ إلى مواقع الاختلاف بین مکوّنات الأمّة"،مشددا على "ضرورة تعزیز الخطاب الوحدویّ الجامع، والترکیز على القواسم المشترکة وعلى التّاریخ المضیء من حیاة هذه الأمّة التی تحفل بالکثیر من النماذج الوحدویّة"، داعیاً کلّ الحریصین على وحدة هذه الأمّة إلى "النّزول إلى الأرض لمعالجة کلّ الأسباب الَّتی تستغلّ من أجل تأجیج الصّراعات والعمل على سدّ کلّ الثغرات والأبواب التی ینفذ منها هؤلاء".
ولفت إلى "ضرورة توحید الجهود ولا سیما بین المرجعیّات الدینیّة المتنوّعة، لمواجهة هذه الظواهر التی تدمّر عقول الشباب، من خلال استغلال طهارتهم واندفاعهم وتوجیههم نحو أهداف تصبّ فی خدمة هذه الجماعات"، مطالباً أن "یکونوا على قدر هذه المسؤولیّة فی مواجهة هذا الوباء الفکریّ الذی أصاب الأمة".
وفی الختام، توجَّه إلى الوفد الروسی مفیداً أن "مسؤولیَّتکم مضاعفة الجهود فی الدفاع عن صورة هذا الدین وعن سماحته، وفی الدفاع عن قیمه وتعالیمه وإبراز صورته الحقیقیّة، بعد التشویه الحاصل له بسبب أعمال الجماعات التی تلبس أعمالها لبوس الدین، وفی العمل على إنتاج الصّورة الحقیقة للإسلام وتشکیل حاضنة للشباب من خلال توعیتهم بمخاطر هذه الجماعات وتحصینهم من أفکارها لعدم الوقوع فی شباکها".
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.