05 June 2016 - 11:31
رمز الخبر: 422464
پ
السيد علي فضل الله:
لفت السيد علي فضل الله الى ان "القرار الأميركي اكتفى بادراج اسم السيد محمد حسين فضل الله على لائحة الارهاب مع ان الكل يعرف ان فكر السيد فضل الله كان فكرا ترشيديا للحركات الاسلامية، وهو الذي عمل على ادخالها في الحياة السياسية من الباب الواسع، وبالتالي فمن المعيب ان يشار بالسلبية إلى اسم كاسم السيد الذي ينبغي ان يكون محل تكريم من اللبنانيين اولا ومن العالم العربي والإسلامي ثانياً، لكونه الشخصية الاكثر تأثيرا على مستوى صناعة جسور الحوار ولأنه العنوان الابرز على مستوى الوحدة ولكونه بصمة من بصمات الانفتاح الكبرى في المنطقة والعالم بصرف النظر عن خلفيات القرار الأميركي".
السيد علي فضل الله

وفي حديث صحفي، أكد السيد فضل الله أن "السيد محمد حسين فضل الله كان يشكل مظلة حماية للمقاومة في لبنان وانه الملهم لها في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، ولكنه لم يكن يعمل في اي اطار تنظيمي على الاطلاق وكان يؤكد على مستوى التحدي بأنه لا دخل له في اي نقطة دم خارج اطار الفتوى في قتال الاحتلال الاسرائيلي، وبالتالي فكل ما ينسب له خارج هذا الاطار لا اساس له من الصحة على الاطلاق"، مشيراً إلى أن "ان الذين تتلمذوا على يد السيد الوالد تأثروا به من خلال فكره العام وثقافته الاسلامية الواسعة، حيث لم يكن السيد يعمل لاحتضانهم ضمن اطار تنظيمي معين بل ترك لهم كل الخيارات، ولم يكن ليفرض عليهم حتى فكره وثقافته وتوجهاته".

وعن زيارته الاخيرة للدنمارك، أشار السيد فضل الله الى انه "شارك في المؤتمر الرابع للحوار بين الاديان الذي ينظمه مجلس كنائس الدنمارك الوطني والمجلس الاسلامي الدنماركي، والفريق العربي للحوار الاسلامي المسيحي في كوبنهاغن، تحت عنوان: «الحوار بين الاديان في مواجهة التطرف"، مفيداً عن "مشاركة قادة روحيين وعلماء دين ومفكرين وباحثين وسياسيين دنماركيين ونوابا من الدنمارك ومن الشرق الاوسط".

ولفت السيد فضل الله إلى أن "الفكر المتسم بالانفتاح والقارئ الدقيق للمستقبل والداعي ابدا للحوار هو فكر المستقبل حقاً"، مؤكدا "اننا قد ننتقد سياسات الغرب، ولكننا لا نستطيع الا ان نضيء على الايجابيات التي ارساها النظام الغربي لجهة حرية التعبير واحترام الانسان وتطبيق الكثير من قواعد العدل التي يحترمها الاسلام، وان كنا نختلف في بعض التوجهات حول هذه العدالة، الا اننا نتفق عليها من حيث القيمة".

وشدد على ان "العلاقة مع الغرب ضرورية، وعلى المجتمع المسلم والجالية الاسلامية في الغرب ان لا تنغلق على نفسها، فنحن معهم في كل ما يتصل برفض الظلم، وفي احترام البيئة وفي احترام حقوق الانسان وما يتصل بالاجتماع الانساني العام ونحن بهذا المعيار لا نشعر بأن ثمة فروقاً اسلامية غربية الا من حيث بعض الشكليات، وبالتالي علينا ان نستفيد من التقدم الغربي، وحتى ان نعمل على الاندماج مع هذا العالم وان نحترم انظمته ولكن مع حفظ خصوصياتنا الاسلامية وعدم الذوبان واحترام الهوية الاسلامية التي نريدها ان تنفتح على دوائر العالم كله".

كما أكد أن "الصراع الجاري في المنطقة هو صراع سياسي بامتياز وصراع مصالح اولاً وآخراً ولكنه يأخذ بعدا مذهبيا ليأخذ بتداعياته علينا جميعا كمذاهب واديان وشعوب ومكونات ثقافية ودينية وعرقية، لنشعر جميعا بأننا مهددون على مستوى المستقبل"، مشيراً إلى أنه "لعل الخطورة تأتي من جهة المحاور الاقليمية والدولية التي دخلت على خط هذا الصراع بقوة فألبسته تارة رداء مذهبيا وتارة اخرى ثوبا سياسيا معقدا برز فيه الاسلام كوحش مفترس يحاول ان يفترس البشرية كلها، ولذلك علينا كمسلمين سنة وشيعة قبل الجميع ان نبادر الى العمل على جبهتين، جبهة توحيد صفوفنا ورفض القول بأن الحرب في المنطقة هي حرب مذهبية، ومن جهة ثانية، العمل لمنع تشويه صورة الاسلام لان الذي يدفع الثمن اولاً وآخراً هي شعوبنا واسلامنا".

كما أشار إلى أن "الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان اظهرت حراكا لبنانيا يطمئن بعض الشيء ويدعو من جهة اخرى القوى السياسية الى اعادة النظر في علاقاتها بين بعضها البعض وكذلك العلاقة مع الناس"، مؤكدا أن "سياسة المحادل ليست مفيدة لمستقبل اللبنانيين".

وأفاد أن "نحن دعونا كل الذين ينادون بالنسبية على مستوى قانون الانتخاب ليطبقوا النسبية كنموذج في الانتخابات البلدية، ليكون ذلك بمثابة المقدمة لإقرارها على المستوى الشعبي والميداني بما يؤسس لذلك في المجلس النيابي، لاننا نعتقد انها تشيع جوا من الاستقرار في البلد كله وخصوصا في الجنوب الذي يحتاج الى استقرار اوسع واكبر لانه خط الدفاع الاول عن لبنان".

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.