20 August 2016 - 17:47
رمز الخبر: 423356
پ
المرجعية الدينية :
اعتبرت المرجعية الدينية العليا حالة اليُتم ؛ ابتلاء للمجتمع وليس لذات اليتيم ، بدلالة أن الخطاب القرآني إنما وجه ألينا نحن وليس لليتيم ، وبالتالي فنحن مأمورون ان نهتم ونرأف باليتامى ونضع خدماتنا تحت تصرفهم .
 السيد الصافي

كما أكدت المرجعية على لسان ممثلها وإمام جمعتها في كربلاء المقدسة سماحة السيد الصافي على أن من اجبنا أن نلتفت الى اليتامى بصورة عامة مع التأكيد على من تيتم بفقد أباه في مشاريعنا الوطنية والدينية ، وهو ما يسترعي منا الاهتمام بهم ورعايتهم وإشعارهم بأنهم ليسوا أيتاما ، بل ثمة من يتكفل معيشتهم ويحنو عليهم، حسب موقع العتبة الحسينية .

 

وأعتبر السيد الصافي خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة التي أقيمت بإمامته في الصحن الحسيني الشريف اليوم الجمعة 15 ذي القعدة 1437هـ الموافق 19 آب 2016 م خلال عرضه لبعض الأمور التي يحتاج المرء منا فيها لبصيرة وتركيز كونها مما قد يبتلى المرء فيها ومنها مضامين الآية القرآنية (( وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ )) ، إذ اعتبر أن " هناك ترابط ما بين بعض الظواهر التي بينتها لنا هذه الشريعة السماوية ، كما ان على الإنسان عليه ان يبتعد عن  الأشياء التي حرمها الله تعالى، وهناك حالة ترتبط بالشخص لكن في الوقت نفسه لها بعض الارتباطات الاجتماعية".

 

وأكد سماحته ، بخصوص الآية الشريفة : (( وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا )) ، أن مسألة الإيفاء بالكيل والميزان مسألة اجتماعية ابتلائية ، إذ أن الشيطان والنفس المريضة يتناوبان على الفرد منا في هكذا معاملات ويسول للنفس السرقة والكيل والميزان ، رغم أن القران الكريم قد بين ضرورة الحذر من ذلك (( وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ )) لئلا تكون بعد ذلك آثار وخيمة .

 

وأستشهد السيد الصافي قائلا : " كثير من الناس الذين كانوا يمارسون هذا الفعل ثم التفتوا لاحظوا الآثار التي كانوا يمرون عليها .. الشيطان يعدكم الفقر .. الشيطان يسوّل للإنسان ويجعله يسرق بطريقة مخفية حتى يتجنب الفقر ، فإذا كان مدخولك اليومي مثلاً 100 دينار فان مدخولك مع الخيانة سيصبح 300 دينار ، راقبوا هؤلاء الأشخاص ستجد ان هذه المئتين الإضافية جرتّه الى وبال كثير وجاره الذي ربح مئة قد وفقه الله .. وهذا صاحب المئتين دينار الزائدة قبل ابتلي بابتلاءات كثيرة لأن هذا مال حرام لا يملكه فترى هذا المال الحرام كالأرضة ينخر فيه الى ان يهلك " .

 

وفي مورد الرد على من يدعي أنه لا يمكن إحراز الدقة في هذا العمل ( الكيل والميزان ) ، أكد خطيب جمعة كربلاء المقدسة على أن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها (( لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا )) كإشارة لدفع هذا وبالتالي فلابد ان يكون العمل بقدر الاستطاعة ولا يمكن مخالفة لذلك وتعمد البقاء على هذا الخطأ . كونه شيء مبغوض .

 

وبين الصافي ؛ أن " نفس الإنسان قد تسوّل له أشياء تبعده عن الحق مع تصوره بأنها تقربه منه ، وأن تصورات بعض الناس وهمية ولا تحل المشكلة ، لذا فأن العمل وفقا للمنهج الإلهي الذي بينته هذه الآيات هو الذي يحل المشكلة ، إذ أن العمل بهذه الوصايا والتعاليم سيمنع حدوث المشاكل ، خصوصا اذا عرف المرء قدر نفسه وعرف ما له وما عليه .

 

وأكد الصافي بأن هذه المفاهيم تختلف بغياب الرؤية مما يوقعنا بمشاكل لها بداية وليس لها نهاية  .

 

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.