واعتبر شعبان: أن ما یجری من سجال وتراشق فی وسائل الإعلام الفضائی ووسائط التواصل الاجتماعی لا یمت إلی الدین والأخلاق والمهنیة بأدنی صلة، واصفًا الافتراءات السعودیة بـ'أنها نوع من أنواع الفجور فی الخصومة وهی صفة من صفات النفاق التی تحدث عنها رسول الله محمد صلی الله علیه وآله وسلم'، حسب وكالة ارنا.
ورأی الشیخ شعبان ان 'الاختلاف والخلاف موجود لکن الواجب یقضی حین نختلف، أن نبحث عن سبل لحل مشاکلنا عبر حصر موضع الخلاف، أما اللجوء إلی الافتراء والکذب والاختلاق فهذه لغة الضعفاء وحجة من لا حجة له'.
وفیما أشار الی أن 'الکل یعلم أن الحج إلی بیت الله الحرام هو رکن من أرکان الإسلام عند المسلمین سنة وشیعة'، اوضح أن 'ما جری بعد فاجعة منی وعدم الاتفاق علی ترتیبات الحج بین الجمهوریة الإسلامیة الایرانیة والمملکة العربیة السعودیة دفع إیران إلی الامتناع عن المشارکة بشعائر الحج لهذا العام حفاظًا علی أرواح حجیجها ومنعًا للاحراج وزیادة التأزیم فی العلاقة بین الدولتین ربما'.
وخلص الشیخ شعبان الی أن 'الحدیث عن استبدال الحج من مکة إلی کربلاء فهو محض افتراء ومن دسّه وکتبه بنفسه لا یصدقه وسیحاسبه الله علیه'، واضعًا کل تلک الافتراءات التی تضخها الماکینة الاعلامیة السعودیة فی خانة التشویه وزیادة الشرخ داخل الأمة، خصوصا وانها -برأیه- 'لا تخدم إلا أعداء الله والأمة'.
وحول ما الذی یجب فعله حیال الهجمة الاعلامیة والسیاسیة السعودیة ضد ایران الاسلامیة وکیف یمکن الرد علیها لتبیان الحقایق للرأی العام، أکد رئیس حرکة 'التوحید الاسلامی' فی لبنان أن 'مواجهتها تکون بالتبیان والتوضیح بالاستمرار فی خط الوحدة والتوحید'، واصفاً الوحدة بأنها 'الغایة الأسمی'، ومشیراً الی أن 'مخاطبة الأمة بالخطاب الوحدوی القرآنی والنبوی هو الأولی والأجدی، أما مواجهة التطرف بالتطرف والطائفیة بالطائفیة والمذهبیة بمثلها فهذا حرام ویضرب أسس الدین وصمیمه'.
ورأی الشیخ شعبان أن الکثیر من الناس یتأثر بالدعایات الکاذبة التی یقوم بها فراعنة العصر، لافتًا الی أن 'مشروع الکفر العالمی یقوم أصلا علی ضرب المثل واستهداف القیم وتحطیم القداسات، وأن من أهداف الطغاة صناعة أعداء وهمیین وافتراضیین داخل الأمة حتی إذا استحکم الخلاف، یتحول إلی صراع مسلح، ویضحی حربًا بدیلة بین الاعداء المفترضین بدل الصراع مع الأعداء الحقیقیین وهذا ما یسمی بالحروب البدیلة' .
وإزاء ذلک، اکد الشیخ شعبان ان مسؤولیتنا هی 'أن نواجه الاعلام بالاعلام والحجة بالحجة، وأن نقترب من الناس بشکل أکبر'، مشددًا علی أن 'الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة تستطیع أن تقوم بذلک عبر إبراز التنوع داخل مکوناتها، سیما وأنها تعتبر بمثابة قارة فیها من کل الاطیاف والمذاهب والأعراق والألوان'. خالصًا الی أن 'إبراز کل تلک المکونات وإظهار کیفیة تعایشهم وممارساتهم الدینیة وحریاتهم الشخصیة وخصوصیاتهم القومیة وإعلامهم المناطقی، أفضل رد علی کل تلک الافتراءات'.
وختم الشیخ شعبان بالتأکید علی أنه 'لا یجوز لکل ذلک أن یمنعنا عن استمرار التواصل مع الشعوب الإسلامیة والنخب الفکریة'، مشیرًا الی أن 'الخلاف السیاسی لا یجوز أن یکون حائلاً بیننا وبین الکتل الشعبیة التی تتسم بالبساطة والعاطفیة. کما یجب البحث عن حل لکل الخلافات السیاسیة والابتعاد عن سیاسة الخوف والتخویف التی تعتمدها أمریکا فی المنطقة لیبقی مبرر وجودها فی أرضنا ومیاهنا وخلیجنا کشرطی وحارس وضامن لأمن المنطقة، وهی فی الحقیقة سبب کل بلاء واختلاف'.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)