وذكر الشيخ الكربلائي خلال خطبة صلاة الجمعة المقامة في الصحن الحسيني المطهر، في هذه الايام وهي ايام زيارة الاربعينية من المناسب ان نذكر أمورا منها، الامر الأول، تمثل مسير الاربعين في هذا العام كما في الاعوام الماضية اروع واعظم تجمع وحشد ايماني ويجسد فيه مجبو الامام الحسين ع عظيم حبه له ولقيمه ومبادئه التي استشهد من أجلها وقد اظهرت فضلى الصفات الايمانية ومكارم الاخلاق الاسلامية لا تباع ائمة اهل البيت
وتابع "فان سيركم على الاقدام، رجالا ونساء وصغاراً وكباراً واصحاء ومرضى ومعاقين من شقة بعيدة وعبر اراضي صعبة المسار ووعرة في طرقها الى كربلاء انما هو تعبير صادق عن حقيقة ايمانهم وولائهم ونقول لقد اثبتهم بما قمتم به صدق استعدادكم في تضحية النفس والنفيس لحفظ مبادئ الامام التي مثلت جوهر الاسلام وحقيقة الرسالة المحمدية".
وقال "ومثل ماكان بذل عظيم خدمتكم في الخدمة والاطعام ما ابرز كرمكم لم تكن تخطر على بال الكثير وزاد ذلك بطيب المعاشرة والتخلق في الصحبة وما مثل صدق الاخوة والولاء الذي جمعكم ".
وأضاف"ومن المؤكد الذي يرفع قدركم ويزدكم اجرا وثوابا هو ادامتكم لهذه المبادئ قولا وعملا عندما ترجعون لاهاليكم ومنازلكم لتجعلوا حياتكم كطريق الاربعينية والتخلق بأخلاق النبي واهل بيه الاطهار".
واكد الشيخ الكربلائي "ليكن منهج الامام الحسين ع هو منهجكم اليومي وبرنامجكم الحياتي في البيت والسوق والمدرسة والدائرة والاماكن العامة فان نهج الحسين ع لا يختص بأيام ذكراها بل هي لمزيد الالتصاق به ولزيادة اللوعة على مصابه ولتعميق رسالته في الحياة ما حيينا وما كان للدنيا نهار وليل يتعاقبان ".
ونوه الى ان " الامر الثاني هو ان مما يميز المسيرة الاربعينية هو تزايد الحضور العالمي من محبي الامام الحسين ع ومنهم من هو حديث عهد لهذه المسيرة ولابد لمزيد من ابداء الأحترام والاجلال لهم واشعارهم باعتزاز حضورهم واكرامهم وحسن التعامل والضيافة وتعريفهم للبواعث الايمانية لهذه المسيرة لكي تترسخ في نفوسهم وقلوبهم ويكونوا خير سفراء لكم في بلدانهم وشعوبهم ويكون لهم الذكر الطيب لتلك الشعوب ويكونوا سببا بنشر هذه المبادئ".
وأشار الى ان "الامر الثالث ان المأمول من وسائل الاعلام توثيق المشاهد التي تعبر عن هذه المبادئ وما اروع مشهد تلك المرأة السبعينية وهي تسير بخطى ثابتة تحمل في جنباتها نفس مطمئنة متلذذة بمشقة المسير لانه يوصلها الى محبوبها الامام الحسين ع ، وما أجمل مشهد الرجال الذين يحملون أواني الطعام على رؤسهم للزائرين ليقولوا اننا نحمل ما فيه خدمتكم على روؤسنا فكيف لا نضع وطننا وشعبنا ومبادئنا على رؤسنا لنقدمها قربان لهم ".
وتابع "وما أجمل مشهد تلك المرأة المقعدة على كرسي المعوقين لا تستطيع السير وهي تحمل صورا لابنائها الاربعة الذين استشهدوا دفاعا عن هذا البلد العظيم ".
واعرب عن امله بتوجه المشرفين على وسائل الاعلام الى المزيد من تفعيل عالمية القضية الحسينية وابراز حقيقة مسيرة الاربعينية المليونية للعالم وهي ليست مهرجانا شعبيا عاما كما قد يبدو للبعض منهم بل هي مسيرة أصحاب مبادئ انسانية يريدون الحفاظ عليها امام التحديات وأهمية تجسيد هذه المبادئ في حياة الانسان
وأوضح " في الوقت الذي نثمن عاليا ونشكر باعتزاز بالغ جهود الاخوة اصحاب مواكب العزاء والخدمة فاننا نامل ان نجد منهم في الاعوام المقبلة مزيدا من الاهتمام بالجانب التثقيفي وتوفير المزيد من الفرصة للزائرين بسير أهل البيت واخلاقهم يتمثل في الجانب الاساس منه في نهجهم وتراثهم ليكون تذكرة متواصلة للمؤمنين كما ان المأمول من رعاة واصحاب هذه المواكب الحفاظ على المنافع العامة في اماكن نصب سرادقهم وعدم مزاحمة المستطرقين في الاماكن العامة والطرقات مع وحفظ الحدائق وتنظيف اماكن العزاء بعد رفعها ".
وختم الشيخ الكربلائي بالقول "تتزامن مسيرة الاربعين هذا العام مع توالي الانتصارات الرائعة التي احرزها المقاتلون الابطال لتحرير المزيد من القرى والاراضي من براثن داعش والى هؤلاء الصفوة في الارجال الافذاذ بالقوات الامنية في جميع صنوفها وللمتطوعين ولرجال العشائر الغيارى ولمقاتلي البيشمركة الابطال نتوجه بوافر السلام وبالغ الاحترام لهم وخالص ونقول لهم الى الامام يا فخرنا ويا عزنا وما هي الا خطوات قليلة عن بشائر النصر النهائي ستزفونها الى الشعب العراقي لتسطروا ببطولاتكم صفحات بيضاء بتاريخ العراق، ولا ننسى الشكر لمن حفظ الامن والخدمات للزوار من القوات الامنية الباسلة والدوائر الخدمية ".(9863/ع940)